توعية وتثقيف

أمريكا القبيحة وأمريكا العظيمة…


أمريكا القبيحة وأمريكا العظيمة

تخيل أن صبياً عمره ١٨ سنه يستطيع الدخول إلى متجر عادي، ويشترى هناك أي نوع من السلاح وأي قدر من الذخيرة يحلو له، ولا أحد يسأله أي شيئ. حتى لو كان الجنون واضحاً فى عينيه، ولعابه يسيل على ذقنه الصبيانية، لا أحد يستطيع أن يمنعه من شراء أي سلاح يشتهيه، فهذا حقه الدستوري. ثم يذهب ذلك الصبي مدججاً بالسلاح إلى مدرسة إبتدائية ليقتل ١٩ طفلاً وإثنتين من المدرسات.

هذا ما حدث فعلاً منذ أيام فى ولاية تكساس. ذهب ولد إلى متجر سلاح، وإشترى، قانونياً، عدد ٢ بندقية آليه طراز AR-15، ومعهما ٢٦٥٠ طلقة. ومن هناك ذهب إلى مدرسة إبتدائية حيث قتل ١٩ من الأطفال ومعلمتين حاولتا الوقوف بينه وبين التلاميذ.

(هناك تفاصيل لهذه الواقعة تمزق القلوب لن أذكرها. وتفاصيل أخرى مخجلة عن جبن رجال البوليس ونذالة محافظ الولاية.)

يقول الجمهوريون إن هذا أمر مؤسف، وأن صلواتهم مع عائلات الضحايا. ثم يضيفون أن الصبي بالتأكيد كان مختل عقلياً، ولا لزوم لتغيير أية قوانين.

لن نعرف على وجه اليقين هل كان الولد مخبولاً، (فقد قتله جندي فى النهاية بعد أن أطلق المجرم ٣٥٠ عيار على الأطفال الأبرياء.) لكن نفترض أنه كان بالفعل مخبولاً، لماذا تسهل القوانين لأمثاله الحصول على أية أسلحة تشتهيها قلوبهم المريضة؟ هذه هي الحادثة رقم ١١ هذا العام ونحن ما زلنا فى شهر مايو. وما زال النواب الجمهوريون يعرقلون إصدار أي قانون يحد من بيع السلاح حتى للمجانين.

يقول الجمهوريون أيضاً إن أفضل طريقة لإيقاف مجرم (أو مجنون) مسلح هي أن يكون هناك شخص كويس مسلح. فى هذه الحالة كان هناك ٢١ رجل بوليس مدججين بالسلاح وقفوا خارج المدرسة لمدة ساعة بينما المذبحة جارية فى داخل المبنى. أي قدر من الغباء يحتاجه المرء ليبتلع هذه الحجج؟!

أين إذاً أمريكا العظيمة التى جاء ذكرها فى العنوان؟ فتح أحدهم حساباً لجمع التبرعات لصالح أيتام إحدى المعلمتين (ميس إيرما) التى قُتلت وهي تحاول حماية الأطفال، (ثم مات زوجها مكسور القلب بعدها بيومين.) تبرع الكرماء بأكثر من ٣ مليون دولار فى أول يوم بعد فتح الحساب، وما زال التبرع جارياً. هذه هي أمريكا العظيمة! لكنها اليوم تبدو باهتة إلى جانب القبح والجبن والغباء الذين رفعوا رؤوسهم عالية فى هذه المأساة.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Farid Matta فريد متا

كاتب ادبي

‫7 تعليقات

  1. Let Politics go to hell, The Congress have to amend the law for selling weapons to stop the massacres, the Capitalism is getting a lot of people under severe stress and broken families are producing more mentally ill boys who wants to revenge the society. Police is a different story as they use weapons in the same way of Video games with false feeling of superpower, It is Jungle Sir.

  2. أتعجب حقا، فما علاقة أمر كهذا بالأيديولوجيات الحزبية؟ هل تفضلت بشرح العلاقة بين موقف كل من الحزين من القانون، و بين مبادئ كل حزب منهما؟

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى