كتّاب

أمجد سيجري | اليوم صار فني قول بكل ثقة اني تسرحت بعد ما كان التسريح حلم الأحلام إلِّي


اليوم صار فني قول بكل ثقة اني تسرحت بعد ما كان التسريح حلم الأحلام إلِّي توقعت انو مستحيل يتحقق.

الحلم إلي تعودنا بحياتنا العسكرية بين بعض نتداوله أُمنياته ونقول لبعض " بتسريحك " بعد كل أكلة مناكلها أو شربة منشربها ….

حلم التسريح لصارت كل قصص وأخباره وإشاعاته لتعبتنا سنين ، حكاية من حكايات الف ليلة وليلة إلِّي ما بتتصدق …

اليوم تسرحت بعد خدمة 8 سنين و 10 شهور و 9 أيام و 9 ساعات راح مني فيهم أحلا أيام عمري الي ممكن كنت عيشها بحياتي بكل بساطة دخلت 26 سنة طلعت 35 سنة …..

9 سنين من عمري تقريباً راحوا وأنا بعيد عن أهلي .
9 سنين من عمري قضيتهم بالعصبية و بالمزاجيات المتقلبة والضغط النفسي الي من الصعب إشرحوا بكلمتين وببوست صغير .
9 سنين من عمري راح مني فيهم كتير من الأمور مهمة بهالحياة ممكن كان تصير أو ممكن أعملها مع إني قدر الإمكان قدرت استثمر جزء صغير من الوقت الكبير الي راح مني …. لكن للأسف مهما كان عندك وقت بالجيش إنت محكوم وحريتك و وقتك مو ملكك أبداً الساعة و الدقيقة والثانية محسوبة عليك و مو إلك … لك حتى النَّفس أحياناً محسوب عليك ……
9 سنين من عمري راحو ماضل منهم غير الذكريات .

بالحقيقة أي تجربة بالحياة مهما كانت سهلة أو صعبة ، طويلة أو قصيرة حلوة أو مرة …. رح تترك فينا أثر سواء بالسلبي أو الإيجاب ..
الشي الحلو بهالتجربة كان الرفقة الحلوة مع الناس الطيبة الي تعرفت عليهم وعاشرتهم من شمال سوريا لجنوبها ومن شرقها لغربها منهم تسرح قبلي ومنهم معي ومنهم إستشهد ومنهم العسكرية هي حياتهم ومنهم لسا ناطر الحلم الي تحقق عندي اليوم وإلي لحد الآن يادوب عم إقدر صدقه وإلي هوي" إنّي تسرحت وولدت من جديد" .


أمجد سيجري | كاتب وناشط مجتمعي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى