كتّاب

أقضي أياما مجيدة مع هيلين، بالأمس تمشينا طيلة النهار، وفي السيارة كنا نجري نقاشا…


أقضي أياما مجيدة مع هيلين، بالأمس تمشينا طيلة النهار، وفي السيارة كنا نجري نقاشاتنا الأكاديمية المبجلة، برخامتي التي لا تطاق وبخفتها التي لا تحتمل

تكرر هيلين ( عندما أكبر سأصير طبيبة حيوان وراقصة باليه)

ونحن نتحضر للخروج سألتني إذا كنت سأسمح لها بقطعة بسكويت.
– لا أبدا، أكلت منها بالأمس، لم تعد صالحة للأكل
– تقصد أن (الباكتيغيا)البكتيريا التي في الفم نزلت عليها
– بالضبط
– هل كانت هناك بكتيغيا في زمن الديناصورات؟
– يقال إنها ماتت مع الديناصورات عندما ضرب الأرض نجم صغير
– لا أظن ذلك، الباكتيغيا صغيرة جدة وتستطيع أن تحفر ثقوبا في الأرض وتختبئ من النجوم.
– هل تعرفين عن النجم الصغير الذي ضرب الأرض
(قاطعتني)
– لم يكن نجما صغيرا، كان كبيرا وسريعا جدا، وكان مغطى باللاڤا والحرارة الهائلة، وعندما ضرب الأرض احترق البلانيت (الكوكب) كله.
(أوه ماي غاد) غمغمت
قالت متسائلة: was denn؟ أي: ما الأمر؟
– من أين تعرفين كل هذا؟
– من جدار العجائب في پيكسي (برنامج علمي للأطفال باللغة الألمانية)
-شوفي حبيبتي، في دراسة نشرت قبل كم يوم
(قاطعتني)
– قلت لي هذا الكلام ألف مرة من قبل.
– أنت حتى لا تعرفين ما الذي أفكر بقوله
– بلى أعرف، كل يوم تقول لي دراسة من أمريكا. ألا تعرف دراسات من أسبانيا؟
– دراسات من أسبانيا؟ لماذا أسبانيا؟
– صديقتي في الكيندارغارتن تسافر إلى أسبانيا كثيرا وتقول إنها بلدة جميلة. لماذا لا نسافر في الإجازة إلى أسبانيا؟
– فكرة جيدة، سنذهب إلى البحر (وأنا احرك يدي اليمنى وأقود باليسرى) وسنفعل مثل القراصنة، سنصادر سفن الأسبان
(قاطعتني)
– بابا
– سمي وأنا بوتشي (متأثرا بمسلسل العاصوف)
– لا أظن القراصنة ولدوا قراصنة، كانوا ناسا عاديين وصاروا أشرارا ثم ذهبوا إلى البحر
– اتفق معك حبيبتي، عاشوا في البحر لأنهم ارتبكوا الجرائم، ولم يعودوا إلى البر خوفا من الشرطة ومن القانون.
– لم يكن لديهم منازل وزوجات وأولاد؟
– ربما كان لديهم، لكنهم أكملوا حياتهم في البحر وأصيبوا بالأمراض
– اعتقد أن البكتيغيا البحرية هي التي أمرضتهم
– ليس بالضبط، نقص الفواكه والڤيتامينات أصابهم بالأمراض والتشققات والجروح.
– من أين تعرف كل هذه المعلومات عن القراصنة، كنت أعتقد أني أعرف كل شيء عنهم.
– من الكتب حبيبتي، اقرئي لتعلمي أكثر، من دون الكتب سيعيش المرء بعقل صغير لا يصلح للأشياء الكبيرة
– ولكنني لا أستطيع القراءة حتى الآن، سأتعلم في المدرسة.

ذهبنا إلى مكتبة المدينة، وهي مكتبة حكومية عامة. في الطريق دارت حوارات حول كل الأشياء، بما في ذلك هذا الحوار القصير:
-بابه، لماذا يملك الإنسان أذنين؟ هل من حاجة إليهما غير السمع؟
– بالطبع، نحتاجهما لنضع عليهما النظارة (وضحكت)
قالت منفعلة: هذا سؤال جاد
– اها، حسنا من اجل التوازن Balance (قلت سأجرب حظي، ربما سمعت من جدار العجائب وبرامج العلوم الأخرى شيئا)
– خطأ، يحتاج المرء للأذنين من أجل التوازن
Gleichgewicht
– هذا ما قلته
– لا أنت قلت شيئا آخر
– لا حبيبتي، أنا استخدمت كلمة بالإنجليزية وانت ستخدمت مرادفها بالألمانية
– ظننتك تقصد الزراعة Pflanz

بعد صمت قصير قالت لي:
تعرف، عندما يقع الشخص في الحب عليه أن يستخدم نوعا من البخاخ للفم
– بخاخ من أجل الحب؟
– نعم، أعتقد أني شاهدت ذلك في فيلم على نيتفليكس
– ألا تجدين الأمر غريبا؟
– أجده مضحكا. أنت لا تعرف هذه المعلومة؟
– عرفتها للتو.

اليوم سمعتها تقول لأمها:
أمس كان يوما مملا مع بابه، لم نقم بأي مغامرة تستحق الذكر، حتى إني بكيت أكثر من مرة.

————-
هذه الحوارات التي تجري بيننا أدونها هنا لنراجعها معا عندما تكبر الطفلة، إن شاء الله. بمقدوركم القفز عليها.

نهاركم سعيد

م.غ.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى