كتّاب

أحلام مقدسة ……………..


أحلام مقدسة …………..
ذات يوم فى أواخر السنة السادسة للهجرة، يستيقظ نبى الرحمه من نومه متفائلا منشرح الصدر، ويجمع رجاله ليخبرهم بالنبأ العظيم، لقد حلم هذه الليلة بأنه يطوف هو ورجاله حول الكعبة، وأحلام الأنبياء مقدسة كما نعلم جميعا، وتنفيذا لتوجيهات الرؤيا الإلهية للنبى الأمى أمر محمد بجمع الرجال والأعراب من حولهم للخروج إلى مكة لقضاء العمرة تنفيذا للحلم المقدس، فمن قبل حلم إبراهيم النبى بأنه يذبح إبنه إسحاق أو إسماعيل لا ندرى، فما كان منه إلا أن أخذ إبنه وحيده ليقتله تنفيذا للحلم الإلهى؟ أما حلم محمد فهو أقل قسوة بالتأكيد، فهو أمر بالعمرة الوثنية لا بالقتل الهمجى.!
بالتأكيد تساءل البعض منهم كيف نقوم بطقس العمرة الجاهلى إلى الكعبة الوثنية، ألم يتهم القرآن المكيين بالكفر؟، ألم يحارب المسلمين أهل مكة باعتبارهم كفار يسجدون للأصنام ومنها الكعبة، أليست الكعبة نفسها بؤرة للأوثان وبداخلها مئات الأصنام المدنسة؟ أليس طقس الحج نفسه طقس وثنى جنسى يقصد منه الوصال بين العاشقين إساف ونائلة؟ بالطبع لم يجرؤ أحد على السؤال، وإن كان احدهم قد سأل، فلم يجرؤ أحد على كتابة سؤاله، فمعلوماتنا كلها مستمدة من الطرف المنتصر، أما المهزوم فله الجحيم، المهم أن الله قد أمر نبيه بأداء العمرة ونعلم طبعا أن الله يفعل مايشاء، وربما لهذا لم يخرج مع النبى محمد سوى 700 رجل فقط، هم كل مااستطاع جمعهم من المدينة وضواحيها، خرجوا جميعا واثقين من قداسة الحلم النبوى ومعهم 70 بدنة أو ذبيحة لأداء الطقوس الجاهإسلامية، وعندهم ثقة كذلك فى شرف الكفار الذين يحترمون الأشهر الحرم ……
ووصلت الأخبار إلى قريش فرفضت بالطبع وجمعت رجالها وخاصة أن جيش محمد قليل العدد نسبيا، وعاهدوا الله الا يدخل محمد عليهم مكة ابدا، وهو مااستغربه الرسول الكريم موضحا:

“ويح قريش ماذا عليهم لو خلوا بينى وبين سائر العرب، فان هم اصابونى كان لهم ماارادوا، وان اظهرنى الله عليهم دخلوا فى الاسلام وافرين” (السيرة النبوية، ابن هشام، ص 197 ).!

وفاوضت قريش محمد حتى وافق على شرطها الأكبر وهو أن يرجع هذا العام بدون عمرة، ليتركوه يأتى العام القادم كما شاء، فقط لكى لاتقول العرب أن محمدا قد دخل الكعبة عنوة، واتفقا على هدنة بينهما لمدة عشر سنوات أيضا، ووافق محمد وكتب المعاهدة.
هنا حدث إنهيار للمؤمنين، إذ كيف يرضى محمد بأن يكسر تعليمات الحلم المقدس، فهو كما أسلفنا وحى إلهى، فالله هو الذى أمر محمد بالعمرة، فإذا وافق محمد على شروط المكيين فإنه بهذا يعصى الله وأوامره فى الأحلام، ولكن الرسول الذكى وجد حلا براجماتيا للحلم المقدس، قال وهل قلت لكم أن الحلم أكد أننى سأعتمر هذه السنة؟ لربما كان الحلم يخبرنى عن العام القادم ولكنى تسرعت القيام بتنفيذه، وهو خروج ذكى من مطب الحلم لم يقبله الكثيرون وظلوا على شكهم فى مدلولات الموافقة النبوية على الرجوع بدون عمرة.!!!


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫2 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى