كتّاب

والعربي لا يمكنه إلا أن يكون عربيّاً….


والعربي لا يمكنه إلا أن يكون عربيّاً.

في العام ١٩٧٣ غادر ليونارد كوهين أرض اليونان، حيث كان يقضي وقتاً مع صديقته، وذهب إلى إسرائيل.

حدَثت الحرب.
كوهين، الذي انفصل عن صديقته للتو، كان يتجوّل في تل أبيب بلا هدف، يحاول أن يصدق أن هذه هي بلاد أسلافه.

جلس في مقهى، وهناك اقترب منه شبّان ينتمون إلى فرقة عزف إسرائيلية. سألوه بتردد:
– أنت ليونارد كوهين؟

كانت سمعة كوهين قد بلغت الآفاق، ولا تزال أغنيته هللويا تلهب الحماسة الدينية في العالم الأبيض اليوم وغداً.

في أجواء من النشوة والمفاجأة قالوا له:
نحن ذاهبون غداً إلى سيناء للترويح على جنودنا الذين يواجهون المصريين. ما رأيك بالفكرة؟

أجاب كوهين دون تفكير:
سآتي معكم. اليهودي لا يمكنه إلا أن يكون يهوديّاً في نهاية المطاف.

تحت شمس سيناء الدافئة، في ذلك الخريف الحي، وقف العازف اليهودي ليونارد كوهين وغنى لجنود إسرائيل.

عندما أستمع إلى لقاءات توماس فريدمان، ويوڤال حراري، أتذكر مقولة ليونارد كوهين تلك.

بل إن يوڤال حراري، الذي يقدم نفسه كمؤرخ لا-ديني، لا يزال يردد حكاية قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء، قائلاً إن إسرائيل تتعرض للعدوان كونها دولة يهودية. المؤرخ اللاديني يصل إلى استنتاجات مختلفة بالطبع، وإسرائيل مشروع سياسي استعماري أكثر منه مشىروع يهودي. حراري، الذي عظم الأوروبيون من أهميته العلمية، لا يعلم أن اللجنة التي شكلها بلفور، قبل إعلانه الشهير، تجادلت حول فكرة الدولة اليهودية لمدة ٣ أشهر. قالت أصوات عليمة: إذا قلنا دولة لليهود فإن كل مواطن يهودي في دولنا سيصبح فجأة مواطناً لدولة أخرى وغريباً بيننا. كأي مشروع استعماري تواجه إسرائيل مشاكل وجودية. يهود فلسطين، الذين كان تعدادهم ثلاثة آلاف نسمة في العام ١٨٤٠م، ما كانوا ليواجهوا صعوبات وجودية على أي مستوى.

على الجانب الآخر وضعت مايا خليفة الكاميرا أمامها، على كرسي الطعام، وأعلنت تأييدها للحق الفلسطيني.
انتمت مايا إلى السردية الفلسطينية بكل تفاصيلها، بلا تردد، معلنة:

العربي لا يمكنه إلا أن يكون عربيّاً في نهاية المطاف.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى