كتّاب

أحاول أن أفهم، على نحو أفضل وأوسع، علاقة كأس العالم بالديكتاتورية. لا أتحدث عن ك…


أحاول أن أفهم، على نحو أفضل وأوسع، علاقة كأس العالم بالديكتاتورية. لا أتحدث عن كرة القدم. تتكشف أثناء القراءة حقائق مروعة. أقيمت النسخة الثانية في إيطاليا، ١٩٣٤. كانت إيطاليا آنذاك في قبضة الفاشية، وكان موسوليني بحاجة ماسة لتلك الاحتفالية للترويج للفاشية. فازت إيطاليا وركب موسوليني الموجة.
وهناك شكوك عميقة حول دور موسوليني في ذلك الفوز.

وفي عام ١٩٧٨:
أجري المونديال في الأرجنتين. كانت الدولة تحت حكم انقلاب عسكري (رقم ٨ خلال عشرين عاما). كان النظام العسكري قد اختطف، وأخفى، حوالي ٣٠ ألف معارض في العامين السابقين للمونديال. الفاشي العسكري كان في مسيس الحاجة إلى الموسم الكروي ليخفي جرائمه ويطبع نظامه مع العالم. أرفقت لكم صورة من مظاهرة في باريس قبل المونديال بشهر تطالب العالم بمقاطعة ديكتاتور الأرجنتين العسكري.

وحتى فرنسا ١٩٩٨:
فرنسا الديموقراطية تملك واحدة من أكثر منظومات الحكم انحطاطا وكولونيالية. وهي راعية فريدة لكل الانقلابات العسكرية في أفريقيا، حتى إن مقولة تاريخية تقرر: لا يمكن أن تنشأ ديموقراطية في مستعمرة فرنسية سابقة. الاحتجاج بتونس، وكنا قد سمعناه في الأعوام الماضية، لم يصمد طويلا. انهارت ديموقراطية تونس لأنها مستعمرة فرنسية سابقة! فرنسا الكولونيالية عدو شرس لأي شكل من أشكال الديموقراطية في الحقول البعيدة.

وصولا إلى مونديال ٢٠١٨:
كان بوتين قد أكمل شخصيته كقائد للجريمة في العالم. أحرق مدن سوريا، خلق موجة لاجئين زعزعت أوروبا، احتل أراض أوكرانية، احتل مقاطعات جورجية، سوى المدن الشيشانية بالأرض، دعم مذابح البلقان، استخدم الڤيتو ٢٤ مرة لحماية أمراء الحروب في العالم، احتل بيلاروسيا وأعاد رئيسا أسقطته الانتخابات، دعم الجماعات المتطرفة داخل وخارج أوروبا، شكل سلسلة عملاقة من قراصنة السايبر، شبكة مرتزقة (فاغنر) عابرة للحدود، اختطف المعارضين وسمم الفارين، أنهى الديموقراطية الوليدة في بلاده، ومكن الكنيسة الراديكالية من الحياة العامة (وللأهمية القصوى: حارب المثلية).

ذهب قادة الفيفا إلى قصره ولعبوا معه الكرة أمام الكاميرات. أما لاعبو المانشفت فالتقطوا معه الصور ومنحوه قميص المنتخب!

لحضارتنا نواة صلبه اسمها: الزيف.

م.غ.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫22 تعليقات

  1. تكملة لم توقفت عنده
    وجاء مونديال قطر 2022
    لتمحو من خلاله اثار دعمها الكامل لما سمي الربيع العربي وما نتج عنه من اسقاط الانظمة وانهيار دول وغدت شعوبها تفتك بها الحروب والمرض والجوع والموت يحاصرها من كل جانب وباتوا مشردين في كل اصقاع العالم..

  2. اربع.بطولات من اصل 22 مره… وبالتالي لا علاقه للديكتاتورية ..
    كل بلد يستفيد من تنظيم المونديال لابراز صورة عن بلده….
    وقد لاحظت انك تحضر من لم يفهم منشورك.. انها الديتكاتورية بعينها…
    لا يجب ان تحضر الا من اساء اليك بسب او انتقاد يفتقر للاخلاق… انت كشخض مثقف معني بتوعية الاقل علم ثقافة وليس العكس…
    دمت بخير..

  3. انا ادعمك في هذه النظرية وهي تبدو واقعية إلى حد بعيد

    لكن الحديث عن بوتين فيه نظر!!

    بوتين هو من يحارب من أجل تعدد الأقطاب

    واكيد له جرائمه ومذابحه وأخطائه

    لكن يبقى شخصية محاربة للهيمنة العالمية

    أو هكذا اعتقد او هكذا يصوره الإعلام لنا!!

    ما رأيك ؟؟؟

  4. حاولت في البدايه ان افهم ان الرابط هو انه ان اقيم المونديال على ارض يحكمها ديكتاتور فإنه يكسب الكأس، ثم تذكرت ان انجلترا كسبت الكأس على ارضها و هي ليست دوله ذات نظام ديكتاتوري
    ثم ذكرت روسيا و هي لم تكسب الكأس على ارضها في 2018م
    ما وصلت أنا إليه ان الدول الكبرى حين يحكمها ديكتاتور فهذا يعني ان لديها من البنى التحتيه و المؤهلات العمرانيه و المظاهر المدنيه ما يؤهلها لكسب ملف إستضافة المونديال و ليس كما هو الحال عندنا

  5. كلام روووعة . بمناسبة هذه الصورة . هناك فلم اسمه 1985 ارجنتين . يحكي عن محاكمة تسعة عسكريين حكموا في الفترة ما بين 76 _ 78 م .المدعي العام ستراسيرا كان هو بطل المحاكمة التي اقتصت للمختطفين و الذين تم تعذيبهم في تلك الفترة . وهو ما يؤكد كلامك عن تلك تافترة في الارجنتين . 🌹🌹

  6. الأنظمة القذرة و حتى النظيفة ستتقرب اكثر لكرة القدم خاصة مع هوس الناس بمتابعتها.. هي بمثابة ايديولوجيا جديدة يعتنقه الناس بدلا عن الايديولوجيات الفكرية

  7. لكن ما حدث في قطر فهو العكس اي ان قطر كانت الضحيه

    لقد كان من المفترض ان يتم وأد البطوله في عام 2017 وذلك حينما تم اختراق وكالة الانباء القطريه وتجهيز الفيالق لغزو قطر لكن حكام قطر وللامانه تعاملوا مع العواصف العاتيه بحكمه وانتصروا

    ما رأيك ?

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى