كتّاب

صلاة في معبد الشمس…


صلاة في معبد الشمس

يا معبد الشمس
هل قالت لك الشمسُ
مالم يقلهُ لنا من بعدها الأمسُ

كانت هنا
لا نرى من فوقها أحداً
ما بالها اليوم لا علْمٌ ولا حِسُّ

هل خبّأتْ سرّها
في سُّرّة امرأةٍ
أم أنه خلف هذا الحزن مُندَسُّ

ما قد رأيت غريباً بين أخوتهِ
كمعبد الشمس حتى في اسمه بؤسُ

لو كنتِ يا شمس ربّاً ملء جُبّتهِ
ما كان في الأرض إلا هذه القدسُ

وما أنا شكّ إبراهيم أو سبأٌ
حتى تميل إلى ما دونها النفسُ

أنا هنا سيّد المعنى وصاحبهُ
فهل على غائبٍ في ذاتهِ بأسُ

وقفتُ كالحب
لا مستقبلاً جهةً
ولا على كتفي من قبلةٍ رجسُ

في معبد الشمس هذا
كل أغنيةٍ
ربٌّ وكل طروبٍ حولها قسُّ

كل السماوات
كانت فوق أعمدتي
وفوق كل سماءٍ كان لي رأسُ

ومن فم الثور
كانت كل ساقيةٍ
تُسقى ويكبر في أحضانها الغرسُ

هنا تزوّج ودٌّ من صديقتهِ
وزوّجتْ نفسها من عثترٍ هَبْسُ

أعلى من الشمس
كانت تجلسُ امرأةٌ
وفوق مرمر قلبي يجلس الأُنْسُ

لكل نقشٍ هنا
روحٌ ورائحةٌ
وللحجارة لو حدثتها همسُ

قد كان ما كان مني
كنت معجزةً
لكنني اليوم رمسٌ فوقهُ رمسُ

يُسيِّجون
بأسلاك الحديد على
جسمي وتقطع رأسي هذه الفأسُ

أصابني ما
أصاب الناس من وجعٍ
لأنّ حظ بلادي دائما نحسُ

يا معبد الشمس
لا حزناً ولا أسفاً
فسوف تشرق من جدرانك الشمسُ

لا تسأل الحارس المجهول
عن سبأٍ
فليس حولك إلا الألسن الخرسُ

إني أراك حزيناً فوق طاقتنا
لكنّ أمّك في أحشائها العكسُ

حبلى بألف صباحٍ
ألف أغنيةٍ
وألف ألف حياةٍ ما بها يأسُ

لن يستبدّ
بك الأعراب ثانيةً
أو يشعل النار في أثوابك الفرسُ

غداً نعود
ملوكاً أو ملائكةً
ويستريح إليك الجنّ والإنسُ

نقيم فيك
صلاةً غير ناقصةٍ
ولن يكون بها خُمْسٌ ولا خَمْسُ

سنزرع الحب أعناباً
وننتبذ المحصول
ليلاً وينسى نفسهُ الكأسُ

غداً نردُّ ليالينا
التي ذهبتْ
كما يردُّ لنا أرواحنا الجنسُ

يا معبد الشمس
لا صنعاء نائمةٌ
ولا على جوعها مضطرّةٌ عبسُ

في كل بيتٍ
يربّي نورَهُ بطلٌ
وخلف كل لثامٍ للهوى عُرسُ

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى