عرض محمد سامي من خلال مسلسله (جعفر العمدة ) الذي يعج بالإهانات للنساء ويصورهن كأداة للمتعة وفيه تتنافس و تتقاتل كل النماذج النسائية من أجل الحصول على رضا شخص يعاملهن معاملة غير آدمية وأيضا يصور نموذج محمد رمضان على أنه ما تريده وتستحقه النساء المصريات مما يعد إهانة شديدة لكل سيدة مصرية
إلا أنه هذه المرة طرح قضية الخلع في” واقعة طلاق سيد ووداد” حيث أظهر المرأة فيها على أنها الطرف المخادع والغشاش والخائن ! مما أثار ضجة مجتمعية شديدة نتج عنها هجوم على قانون الخلع نفسه مما أثار تساؤل.
هل بمقدور الزوجة فعلًا رفع دعوى خلع والحصول على حكم بدون علم الزوج؟؟
نعم، باستطاعة الزوجة رفع دعوى خلع وإعلان الزوج عن طريق عنوان وهمي غير عنوانه ويقوم المحضر بالتوجه للعنوان الخاطئ وكأنه أعلن الزوج فعلًا ، ومع عدم حضور الزوج الجلسات جلسة تلو الأخرى يقوم القاضي بإصدار حكم الخلع ولكن بدون علم الزوج.
إذن كيف يمكن حل هذه الإشكالية قانونيا ؟؟
المشكلة هنا تكمن في أن حكم الخلع حكم نهائي لا يمكن الطعن عليه بالاستئناف و لكن من الممكن أن يقوم الزوج برفع دعوى بطلان حكم لعدم انعقاد الخصومة قانونًا بالشكل الصحيح للدعوى لأن الزوج لم يحضر ولم يتم إعلانه من الأساس وحينها يحكم القاضي ببطلان حكم الخلع لعدم انعقاد الخصومة.
.
المشهد لا يناقش حق المرأة في خلع زوجها من وجهة نظر الحلال والحرام وإنما يناقش موضوع إعلام الخصوم فى الدعاوى المنظورة أمام المحكمة، والقصور التشريعي في قانون المرافعات المدنية والتجارية الذي ينظم الإخطارات بانعقاد جلسة لأنه أيًا كانت القضية سواء قضايا أسرة أو قضايا مدنية أو جنائية يمكن التلاعب من خلال المحضرين و إعلان خصومك على عنوان وهمي وغير موجود ، والغريب أن أغلب تعليقات الرجال على السوشيال ميديا لم تتناول المشكلة الإجرائية في الإعلان عن الدعاوي بل اتجهت لمهاجمة الخلع نفسه وكالعادة الهجوم تجاهل تماما ما يحدث بسبب هذه الثغرات الإجرائية والتلاعب بها حين يكون المتضرر منها هن النساء، حيث أن قد تتوجه الزوجة لاستخراج أي أوراق رسمية لتتفاجأ بأنها مطلقة من زوجها الذي تعيش معه بالفعل وبدون علمها وأحيانا لمدة طويلة جدا قد تصل لسنوات وكذلك استطاعة الرجل طلاق زوجته غيابيا دون الحاجة لحضور الزوجة.
.
إذن الإشكالية ليست في الخلع بقدر ماهي مشكلة إجراءات قانونية لا تطبق بصرامة ولا يتم التأكد من أنه تم إعلان الخصم بالفعل حتى لايتم التلاعب بالقانون. ومن الممكن تغيير آلية الإعلان نفسها للتأكد من استلام الخصم للإعلان، ويظل الحل الأمثل دائمًا في قضايا الطلاق هو حضور الزوجين بشخصيتها أمام المحكمة
و من الوارد أن تقوم بعض النساء بالفعل بإعلان الزوج علي عنوان خاطئ، إلا أن هذا أمر نسبي ويحدث للطرفين بل تتضرر منه النساء أكثر ، وإذا قامت الزوجة بالزواج بعد حكم الخلع و انقضاء العدة ثم صدر حكم للزوج ببطلان حكم الخلع و انعدامه و ما ترتب عليه من آثار لعدم انعقاد الخصومة بالشكل الصحيح للدعوى ففي هذه الحالة يكون حكم الخلع هو والعدم سواء و الزوجة مازالت في عصمة زوجها و حينها تقع تحت طائلة القانون سواء بالتزوير في مستند رسمى في حالة توقيع شخص آخر بدلًا من الزوج أو تواجه جريمة الزنا أو الجمع بين زوجين. على العكس ما قد يتعرض له الزوج في حالة تزوير إعلان زوجته أو استمراره في الزواج منها ومن غيرها على الرغم من تطليقها غيابيا أو بغير علمها، حيث قد يواجه فقط تهمة التزوير لا أكثر.
.
.
كتابة: هايدي رمضان
#مرصد_دراما_رمضان
#جعفر_العمدة
#الخلع_الغيابي
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات