مفكرون

#قل_للمؤمنين_يغضّوا_من_أبصارهم….


#قل_للمؤمنين_يغضّوا_من_أبصارهم.

دائماً ما نسمع هذه #الآية ويُحتجّ بها في موضوع النظر إلى الأنثى (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا۟ مِنْ أَبْصَٰرِهِمْ)
واذا كلّمت أي #مسلم (إلّا من رحم الله) سيقول لك أن هذه الآية تطلب منّا أن لا ننظر إلى الأنثى.
ولكن هذا المعنى يُظهر أن #القرآن متناقض!!
يقول تعالى (لَّا يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَآءُ مِنۢ بَعْدُ وَلَآ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَٰجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ 👈حُسْنُهُنَّ👉)
كيف سيُعجب #النبي بحسن المرأة إذا كان مطلوباً منه أن يغض النظر عنها ولا يراها؟
وفي آية أخرى يقول #الله سبحانه وتعالى (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ 👈لِتَعَارَفُوٓا۟👉 ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ)
كلمة الناس تشمل الجنس البشري دون النظر إلى دينه أو عرقه أو أي شيء آخر.
السؤال هنا: كيف سيتم التعارف ما بين الذكر والأنثى إذا كان المطلوب من كِلا الجنسين غض النظر عن بعضهما البعض؟
وماذا يقصد ربنا #سبحانه_وتعالى بكلمة (لتعارفوا)؟
إذا كان فعلاً مفهوم الآية هو عدم النظر إلى الجنس الآخر، فهنا أصبح لدينا تناقض في الآيات!
فتارةً يأمرنا #الله بغض البصر وتارة يبيح لنا البصر من خلال الآيات التي ذكرناها!!
بالعودة إلى الآية التي هي موضوعنا
هل قال الله (وقل للمؤمنين يغضوا من أنظارهم)؟
لا, لم يقل كذلك!!
حسناً.
ماهو الفرق بين البصر والنظر في #كتاب_الله؟
•النظر هو الرؤية العادية الفيزيائية.
•البصر هو التدقيق والتركيز بشيء معين (غالباً وليس دائماً ما يكون شيء سلبي).
•النظر:
قال تعالى
✅ (ٱنظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ)
✅ (وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ)
هنا النظر العادي والطبيعي الذي يفعله الناس مابين بعضهم البعض.
•البصر:
قال تعالى
✅ (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا۟ مِنْ أَبْصَٰرِهِمْ وَيَحْفَظُوا۟ فُرُوجَهُمْ)
✅ (وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَٰرِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا۟ ٱلذِّكْرَ)
البصر هنا هو التركيز والانتباه والتدقيق على شيء معين.
تأملوا معي هذه الآيات واقرأوها بأعينكم أنتم وليس بأعين #كهنة_الدين ومن عاشوا قبل ألف سنة.
✅يقول الله سبحانه وتعالى (حَتَّىٰٓ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ 👈وَأَبْصَٰرُهُمْ👉 وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ)
استخدم ربنا في هذه الآية كلمة (أبصارهم) بدل (أنظارهم) وهذا ما يؤكد أن النظر هو عملية طبيعية فطرية في الانسان وهو بحاجة لاستخدامها في حياته ولا يوجد بها أي تحريم أو كره أو اجتناب، وأننا مُحاسبون على البصر وليس على النظر.
✅ وفي الآية الثانية يقول الله سبحانه وتعالى (وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا۟ ۖ وَتَرَىٰهُمْ 👈يَنظُرُونَ👉 إِلَيْكَ وَهُمْ لَا 👈يُبْصِرُونَ👉)
استخدم الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الحالتين (النظر، البصر) وهذا يؤكد أن النظر يختلف عن البصر وليس بنفس المعنى، فالمشركين في هذه الآية ينظرون إلى النبي بالرؤية العادية لكنهم لا يُبصرون للهداية.
•ماذا يقصد ربنا في قوله (لِتَعَارَفُوٓا۟)؟
✅ (وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ 👈لِتَعَارَفُوٓا۟👉)
التعارف هو من العُرف وما تعارف عليه الناس بحسب كل مجتمع.
فعلى سبيل المثال، الموظف الحكومي الذي طبيعة عمله تتطلب منه أن يُدقق في وجوه المراجعين كموظفي المطارات والجوازات والاحوال المدنية وغيرهم، فهذا الموظف مطلوب منه أن ينظر إلى وجه المراجع (ذكراً كان أم أنثى) للتأكد من هويته.
هناك أشخاص عندما يقومون بأعمال تجارية مع إناث، فمن حقه أن ينظر إليها ليتعرّف على شخصيتها حتى يعرف مع من يتعامل.
وكثير ما نرى فيديوهات لعمليات سرقة تقوم بها نساء منقبات، ولا أحد يعلم إن كانوا فعلاً نساء أم رجال متنكرين.
لذلك جاء الأمر من الله بالتعارف فيما بيننا وهذا هو مفهوم (لِتَعَارَفُوٓا۟)
•الخلاصة: النظرة العادية للجنس الآخر لا حرج فيها بل نحن مطالبين بها في أعمالنا، أما المنع جاء للبصر الذي هو التدقيق والتركيز في شيء معين.

#شغّل_عقلك.
Hussein Alkhalil

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Hussein Alkhalil

الجدال والنقاش مع المغيبين مضيعة للوقت، قل الفكرة واترك له حرية التفكير، إن كان له عقل يفكّر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى