#بيع_الوهم.
في إحدى حلقات #مسلسل_مرايا للفنان المبدع #ياسر_العظمة، هناك حلقة بعنوان (زيت مغشوش) قصة الحلقة باختصار شديد، هي أن رجلاً يمتلك مَعصرة ويغشّ الناس من خلال خلط زيت الزيتون مع زيت نباتي، والكل يمدح بزيته (الصافي) وأنه من أفضل التجار في البلد.
بعد فترة ندم هذا التاجر لأن الجميع مخدوعٌ به وفي الحقيقة هو غشّاش، فقرر أن يتوب إلى الله ويتوقف عن الغش، فقام بعمل (عمرة) وبعدها أصبح يبيع للناس زيت الزيتون الصافي دون خلطه بزيت نباتي، ليس هذا فحسب، بل قام بخفض السعر أيضًا تكفيرًا عن ذنوبه.
وما إن اشترى الناس الزيت الجديد (الغير مغشوش) حتى أعادوه إليه وانهالوا عليه بالاتهامات والكلام الجارح، متهمينه بالغُش ومطالبينه باعادة أموالهم ولن يتعاملوا معه مرة أخرى، لأنه (غشّاش).
هنا فَطِن صاحبنا التاجر (ياسر العظمة) للخطأ الذي ارتكبه وهو بيعهم الزيت الصافي بعد أن تعوّدوا على الزيت المغشوش، وتدارك الموقف على الفور، فقال لهم:
هناك سوء تفاهم، فالعامل باعكم عن طريق الخطأ زيتًا من الدرجة العاشرة دون أن يدري، وفعلًا أخذ الزيت الأصلي منهم وأعاده إلى مستودعه وأعطاهم الزيت المغشوش الذي تعوّدوا عليه والذي يعتقدون أنه الأصلي، وبعدها أخذ منهم زيادة في السعر، لأنه باعهم الزيت بالسعر القديم (الأغلى) وبالطبع دفعوا له فرق السعر بكل سرور وسعادة، وبعد أن تذوّقوا عيّنة منه، أُعجبوا به وأحسّوا في الفرق الكبير، وشكروه على أمانته التي اعتادوا عليها.
هكذا هم الناس، يُحبّون من يغشّهم ويخدعهم، ويكرهون من يصدق معهم ويعطيهم الحقيقة.
فهم كالنائم تمامًا، فالنائم عندما تُصحّيه وتُوقظه من نومه، فإن أول ردّة فعل منه تجاهك هو الغضب والانزعاج منك لأنك أيقظته، وهذا هو الحال مع من يعيش على الوهم والخداع، فإن ردّة فعله مع من يُفنّد أفكاره المتوارثة وينتقدها ويأتيه بمفاهيم مختلفة، هو الإنكار وتكذيبه، بل ويصل الحال عند الكثير منهم إلى تكفيره، وهذا الحال حصل أيضًا مع الأنبياء والرسل، فإن التكفير والإنكار والاتهامات هي أول ردّة فعل منهم لأنه جاءهم بمفاهيم جديدة غير المفاهيم التي عاشوا طيلة حياتهم وحياة آباءهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم وأجداد أجداد أجدادهم عليها، والتي كانوا يعتبرونها أفكار ومعتقدات ومفاهيم مقدّسة لا يُمكن المساس والتشكيك بها.
الكثير من الناس تُحب العيش في الوهم ولا يرغبون في التفكير حتى لا يصطدموا بالواقع، فقد يكون هذا الواقع صوابًا وقد يكون خرافة.
فيا صديقي العزيز الذي فكّرت خارج الصندوق الكهنوتي، لا تتعجّب من هجوم حُرّاس المعبد الكهنوتي وأتباعهم عليك ورميك بالكفر والزندقة والإلحاد والعَمالة، لأنك نسفت أفكارهم المقدسة، فهذا ديدنهم منذ زمن الأنبياء.
فالحقيقة مؤلمة لمن إعتاد على رؤية الباطل.
#شغّل_عقلك.
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
هذا هو حالنا…نفتقر للفكر النقدي والبحث عن المصدر..ونعتمد على التقليد والتقاليد
Hamid Ibrahim
الله
صحيح 👍
عظيمة الدراما السورية
الناس لا تحب من يغشهم كما ذكرت ، ولكن التاجر هو من أفسد ذوقهم ، عودهم علي الشئ الردئ حتي إستساغوا طعمه
معلم ❤
أختصر هوااي
وفقك الله يا استاذ حسين
احسنت النشر صديقي.
ياسر العظمه عرف كيف يداويهم😂
مثلا
الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين دونما استثناء قاموا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتأريخ بالهجري مخالفة للذين كفروا .. و الأمر هنا لا يتعلق ببدعة في الدين أي أن مخالفتهم لأمر بصره عمر بن الخطاب رضي الله عنه خوفا على فتح باب للدريعة ؛
نحتفل ليس مشكل
السنة الميلادية لا اساس لها من الصحة بل هي مجرد رقم ليس مشكل
هم يشربون الخمر ليس مشكل
اتخد الله ولدا ليس مشكل ….
الحقيقة تعرينا ونحن نحب الستر !
احسنت استاذ على منشورك الرائع
وتحيه للفنان المبدع الاستاذ ياسر العظمه والذي ابدع خاصة في قصص وحلقات”مرايا ” من واقع الأمة
مقال رائع احسنت
أجل هذا هو الحال
تذكرت قصة لأحد طالبي العمل لأحد المؤسسات الخاصة المعروفة وهو خريج جامعة غير معروفة لديهم ويتعاملون مع خريجي الجامعة المعروفة عندهم فرفض طلبه ولما قابل صاحب المؤسسة تأسف له لكن لحسن حظه كان كتاب موضوع عنده فوق المكتب وهو من إعداد أحد باحثي تلك الجامعة التي يوضفون منها فقال إقرأ لي منه فبدأ صاحب المؤسسة القراءة فإستوقفه وبدأ يكمل في القراءة طالب العمل بدون رؤية الكتاب فإنصدم فقال له الآن عرفت مافي داخل الكتاب وليس خارجه
و اذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله ،قالوا بل نتبع ما الفينا عليه آباءنا.
أحسنت أخي مقال رائع ،الحقيقة دائما مخيبة للأمل وحسب رأيي دائما تكون واضحة وصريحة وبسيطة لكن من يرفض الحقيقة دائما يخترع تبريرات مقنعة ليقنع نفسه بما يؤمن به
وينطبق ايضا على الذين ياخذون الكلام والعلم دون استخدام عقولهم والتفكير بأن الله رزقنا بالعقل وميزنا على مخلوقات كثيرة كي نفكر ونفهم وننقاش ونعارض ليس فقط نسمع ونقدس.
الناس تحب ما اعتادت عليه حتى على مستوى الحكام لو تم خلع حاكم ظالم وأتى حاكم عادل ستجد بعض الناس تتغنى وتتمنى عودة ذاك الحاكم