كتّاب

Stravinsky: Rite of Spring (Live 4.24.13)



يومان على الفراش، منهك وشارد. الأخبار تأتيني من كل الجهات، وأنا أدفن رأسي في الموسيقى، وأنام.
هذا النهار غفوت، ورأيت نفسي في الحرب. اعتقلتُ ١٢ حوثياً وأجريت لكل واحد منهم عملية قسطرة قلبية وفحص قلبي شامل. كانت رفيقتي تقهقه وأنا أقص عليها بينما أغرق وجهي في كباية شاي بالليمون.
صديقي الحضرمي، وهو استشاري قلب مرموق، يوقظني من النوم: وينك يا بو هيلين لا حس ولا خبر؟
أجيبه: تعبان يا بو علي من مبارح، إيه الأخبار عندك.
بدماثة حضرمي نبيل يدعو لي بالشفاء ثم يقول لي:
مافيش، زي ما قلت لك. تعز ومأرب كفاية لا عاد نطلع فوق، فوق كلهم حوثيين ولا نكذب على أنفسنا.
بينما أذهب إلى محاولة إقناعه إن معركة “فوق” تخص السعودية في المقام الأول، وإذا استطعنا أن نحل مشكلتنا فإن السعودية لم تحل مشكلتها بعد.
يغمغم بهدوء غير مقتنع بما أقوله، ويسألني عمّا حدث في التواهي. أقول له، واضعاً أصابعي على جبهتي: عدن مليانة فراغات حالياً، وممكن نشاهد فيها ظواهر كثيرة مش كويسة لغاية ما تستقر الأمور. توصلني أخبار من عدن، الأمور إجمالاً كويسة.
أبو أمير الغفوري لا يرد على الهاتف، تلفونه مغلق. أتحدث إلى ابن عمته فيقول لي: هربوا من الربيعي وتركوه، فانسحب مع مجموعته أمام كثافة النيران الرهيبة التي جاء بها الحوثيون. ساره تلكزني: أنت مش خايف من فكرة السفر إلى دريسدن مع موجة كراهية الأجانب هناك، ولا تسمع جواباً. بعد قليل تقول: أنا مش خايفة. أرد عليها: أنا كمان مش خايف عليهم. تنظر لوجهي: عليهم؟ أقول لها: أيوه، الشباب في الربيعي وحذران. في حذران ولد منصور الأعرج، ورسم حول اليمن دائرة بعرجته.
أفكر بمراسلة محمود ياسين. سألني قبل أسبوع عن ديون ديستوفيسكي، وتبادلنا بعض المعلومات عن المعلم العظيم الذي خرج من عباءة غوغل وغطى بعباءته كل العالم. أردت أن أقول لياسين إن دار المدى نشرت أخيراً مذكرات أنا غريغوريفنا، زوجته، وأن بمقدورك أن تتبع ديون ديستوفيسكي في الكتاب وتسدد بعضها حين ميسرة. لكن رأسي الثقيلة منعتني من ذلك.
خسرت هذا النهار أمراً عظيماً: كان من المفترض أن أذهب إلى مدينة دوسلدورف لحضور الأتيليه المفتوح في المدينة، حيث اجتمع 500 فناناً في 250 موقعاً داخل المدينة وعرضوا أعمالهم ورسومهم في الهواء الطلق. فشلتُ في القيام من مكاني، وخسرت الفرصة.
بعد العصر سمعت ساره صوتاً فدلفت الغرفة: صاحي؟
أجبت: أيوه.
ـ قديش صار لك صاحي؟
ـ نص ساعة، قاعد بشوف فيلم وثائقي عن جيش كوريا الشمالية.
ـ يا مزاجك إنت. شو اللي وداك على كوريا الشمالية؟
ـ افتتاحية النيويورك تايمز مبارح عن الكوريتين. الافتتاحية قالت إن الأيادي على الزناد ولو ما تدخلتش أميركا والصين هتحصل كارثة.

لا تزال رأسي ثقيلة، وأنا محبط بعض الشيء.
شاركوني Rite of Sprig لسترافينسكي، الروسي الشهير ..

طابت أوقاتكم.
م. غ.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫24 تعليقات

  1. “لا حول ولا قوة الا بالله”
    ……..
    لم اكمل قراءة المنشور .. ..
    وصلت الى
    “تعز ومأرب كفاية .. فوق كلهم حوثيين.

    هذا قدرك يا محافظة البيضاء
    منطقة جغرافية منسية تماماً
    حتى في تخيّل ” الغفوري” !! ذو العقلية الروائية التي تحوم وتجوب سماء العالم على عصا الساحره …لم يتسن لمخيلته ان تحوم فوق سمائك :(

    ،،،
    “سنتصرف” كما هي عادتنا دائماً

  2. بطل قلق وتوتر، تعز ستنتصر واليمن ستنجو، لا تترك الحمى توجع روحك..أبو أمير بخير وسنعود قريبا ليلعب مع هيلين وتعرف وطنها شبرا شبرا وتصافح كل الأبطال الذين أعادوها له.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى