مما ندركه مع الأيام:…

مما ندركه مع الأيام:
– مجنون كامل أهون من نصف مجنون (لنقل: شخص جاهل أهون من نصف متعلم/ مثقف).

– المثقف (نسختنا العربية) هو ذلك الذي لم يتخصص في أي فرع من فروع العلم أو المعرفة. (لنقل: يصعب أن يؤخذ على محمل الجد كل الوقت).

– التكنوقراط هو ذلك الذي لا ينتصر لأي مسألة. لنقل: تتجاهله كل الأنظمة، ويمتدح سياسياً لأنه بلا ملامح.

– حين يكثر المثقف من الحديث عن العلمانية فهو يتحاشى الخوض في المسألة الديموقراطية، أو أنها لا تعنيه. لنقل: ثمة احتمال عال في أن يلتحق بأول ركب فاشي يمر قريباً منه.

– عرفنا، عربياً، ظاهرة المثقف الذي يدرك طبيعة الأشياء بعد أن يدركها كل الناس. لنقل مثلاً: الإماميون ظاهرة سياسية طبيعية، نواتها أخلاقية، وهي حركة واعدة على المستويين الأخلاقي والسياسي. كان هذا موقف قطاع واسع من الثقافة اليمنية. في الوقت نفسه انخرطت قبائل الشمال في صراع مميت ضد تلك الظاهرة الواعدة. بعد سنوات عديدة فهم المثقف ما فهمه القبيلي.

– لطالما فكّرت بالرد على فلان وفلانة، في سياق معين. وكان يشغلني أني لا أبادر، إلا فيما ندر، إلى المعارك التي تأخذ طابعاً شخصياً. مع الأيام صرت لا آخذ الكثيرين على محمل الجد، على وجه الخصوص أولئك الذين يستغلون أبسط المناسبات للهجوم على شخصي. قال لي صديق عزيز قبل مدة اكتب حول كذا، هناك لغط أثير حول الأمر وأنت جزء منه. سألته: من كتب؟ قال: فلان وفلانة وفلان. أجبته ببساطة: أوه، هذه أسماء لم أعد آخذها على محمل الجد منذ سنوات. ثم قلت لنفسي: إن لم يكن هذا هو التصوف تجاه العالم، فما هو؟

– ذات مرة، قبل سنوات بعيدة، قلت لطبيب اوروبي ونحن نسوق الحديث: تعرف الكاتب الأميركي آرثر ميللر؟ أجاب: هل يعرفني هو؟ قلت له ضاحكا: بالطبع لا. غير أنه أجاب بصرامة: إذن فلست بحاجة لأن أعرفه.
لنقل: لأن أعترف به.

نتعلم من الأيام أن الذين يواصلون عدم الاعتراف بك سوف يجنون لا-اعترافك بهم.

حيّاكم الله.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات