مفكرون

Johnny B. Good | دروس في المنطق: ترامب والعاطفية الوطنية المزيفة يظهر اننا نمر بعصر مشبع

دروس في المنطق:

ترامب والعاطفية الوطنية المزيفة

يظهر اننا نمر بعصر مشبع بالعاطفية الوطنية المزيفة التي ينتعش فيها الدكتاتورين ويستمرون في حكمهم ما دام الافيون الوطني قائم وابواق النظام كفيلة بتطعيم هذا الفيون للشعوب, فهذه الابواق تصرف عليها الملايين من الدولارات من قبل الرأسماليين الإحتكاريين حتى يستطيعون إبقاء ممثلهم في الرئاسة والانتفاع بما يخدمهم.

ترامب لاحظ بدقة نشوء هذه الشريحة الإجتماعية التي هي بالاصل عنصرية لحد النخاع, لانها تدعي بالوطنية المزيفة وهي الحفاظ على كل ما هو موجود لنخبة معينة ويرفض الفرصة للاخرين, وكل دجال محتف يستعطي ان يمارس هذه اللعبة (العاطفية الوطنية) لجمع تأييد واصوات تلك الشريحة.

دعوني رجاءُ اشرح عن النمط الجديد في الإدعاء والتبجح بالوطنية الزائفة لتدغدغ مشاعر المواطن وتكسب تأييده لها, وهذه البدعة في العاطفية الوطنية تؤجج مشاعر المواطن وتسير به من حيث لا يدرك ولا يعلم نحو الكراهية والعداء والعنصرية, وكل من دارس او متابع للتاريخ يدرك جيداُ بان هذه الإيديلوجية ليست بجديدة بل هي متواجدة عبر التاريخ تظهر بين الحين والحين وخاصة بعد الحروب او الثورات او الدمار الإقتصادي, واخر نتيجة لهذا الزيف في المشاعر الوطنية كانت حرب اهلية هلك اكثر من سبعين مليون شخص ودمرت مدن بكاملها ناهيك عن القنبلتين النوويتين.

نعم هتلر اخر من قام بهذه الإيديلوجية (العاطفية الوطنية) التي سببت حرب عالمية, فهو بدأها بعد نهاية الحرب العالمية الاولى وخسارة المانية في الحرب وإعادة رسم حدودها مع الكثير من الإستقطاعات, وصعد هتلر الى سدة الحكم فوق انقاض شبه انهيار اقتصادي ومارس الوطنية الزائفة لدغدغة مشاعر الشعب الإلماني الذي كان محبط بسبب سوء الإقتصاد وتبعية الخسارة في الحرب.

ويلاحظ ان ترامب قام بنفس ما قام به هتلر في حملة الإنتخابات في سنة 2016, فأول ما صرحه ترامب هو منع دخول المـ///ــلمين الى امريكا وذلك كان بسبب الاحداث الإرهابية التي شنها المـ///ــلمين في عدة ولايات امريكية, وتصريح ترامب عن منع المـ///ــلمين دخول امريكا حصل في الوقت المناسب حيث اكتسب عاطفية الكثير من المواطنين الامريكان ومنضمنهم الامريكان ذو خلفية عربية او المستعربين الذين ذاقوا الويلات تحت احكام المـ///ــلمين, ولهذا نجد الكثير من المستعربين الامريكان الغير مـ///ــلمين هم من مؤيديين ترامب.

ولم يكتفي ترامب بشن عداء عرقي وديني ضد المـ///ــلمين بل انتقل الى عرق اخر وهم اللاتييني من المكسيك وامريكا الوسطى (بالضبط كما فعل هتلر في سنة 1937) حتى يكتسب عاطفة الامريكان الذين يعانون من العصابات اللاتينية التي معظمها بالاصل هم امريكان بالولادة وقليل من اللاتينيين المهاجرين او المتواجدين في امريكا غير قانونياُ.

ومن بعدها انتقل ترامب ليعادي العرق الاسود وهم من الافارقة الامريكان وبدأ يبث سمومه على انهم كسالا ورافضين العمل ومجرمين ومتخلفين حضارياُ حتى وصل الامر بتصريحه علناُ بانه لا يريد مهاجرين من افريقيا الى امريكا, وهذا ما كسب تعاطف نسبة كبيرة من الكلو كلاس كلان والمنظمات النازية ومنظمات العرق الأبيض الساءد والكثير من الذين يكتمون حقدهم ضد الافارقة الامريكان وزاد جنونهم حين فاز الرئيس اوباما بدورتين انتخابية.

بهذا التلاعب بالوتر العاطفي الوطني استطاع ترامب الفوز (ليس بالاكثرية) في الانتخابات الاخيرة, وهذا ايضاُ ما ابقى الطاغية اردوغان في سدة الحكم وايضاُ ابقت في الحكم الدكتاتور القمعي بوتين الى ان تأتيه المنية, طبعاُ لا يفوتنا عن الدكتاتور الجعموص في كوريا الشمالية الذي لعب بعقل ترامب الصغير واخذ شهرة على حسابه (يعني صار قشمر), فؤلاء الدكتاتورين الجدد يستخدمون إيديلوجية التعاطف الوطني ليثبتون انفسهم في الحكم, واخر تصريحات ترامب كانت تشير إذا الشعب اراده وصوت عليه مجلس الشيوخ فبالامكان يمدد ولايته الى اربعة سنين ثالثة وهذه لعمري علامات الدكتاتورية بحد ذاتها.

في المنشور القادم سنتحدث عن انجازات ترامب الزائفة والبعيدة عن الصحة.

Mazzin Haddad, 06/02/2020 Michigan, USA.


Johnny B. Good

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى