مفكرون

Johnny B. Good | دروس في المنطق: تأقلم الأديان حسب الحاجة نلاحظ طريقة فهم وتطبيق شرائع

دروس في المنطق:

تأقلم الأديان حسب الحاجة

نلاحظ طريقة فهم وتطبيق شرائع الاديان تختلف بين المجتمعات, فنجد ممارسة الدين يتكيف مع الحالة الإقتصادية والتنوع العرقي والقومي والديني والطائفي في كل مجتمع, وإذا رجعنا قليلاُ للتاريخ, فسنرى هذه الحالة لم تتغير كثيراُ منذ ان سيطر الدين على السلطة سوى كانت في مجتمعات مسيحية ام إـ///ــلامية.

والإختلافات في المجتمعات تحددها عاملان رئيسيان وهما الحالة الإقتصادية والتنوع الديني والطائفي, فنجد الإلتزام والتعصب الديني يخف كثيراُ كلما تحسن الوضع الاقتصادي في المجتمع ونرى شعوب تلك المجتمعات تطبق فقط الجانب السلمي والتسامح, بينما نجد التمسك والتعصب بالدين متواجدة في المجتمعات الفقيرة والمسحوقة ونسبة الثقافة ساقطة في القاع.

نجد الشعوب الملتزمة بالدين وقسم كبير منها متعصبين بدرجة قد يتحول الكثير منهم الى إرهابيين وهذه الحالة متواجدة في معظم الدول الفقيرة او بين الشعوب الفقيرة من مصر وافغانستان والسعودية وباكستان والصومال ونايجريا وغيرها, ولكن نرى شعوب الدول الإـ///ــلامية مثل دول الخليج وتركيا وهم في رفاهة إقتصادية تنتج منها شريحة واعية ومثقفة, وتلك الشعوب نادراُ ما تسمع بوجود متعصبين وإرهابيين بينهم.

الحالة الإجتماعية الثانية وهي التنوع العرقي والقومي والديني في المجتمعات الإـ///ــلامية كما اسلفنا في الاعلى, فنرى ان الشعوب في تلك المجتمعات منفتحة على بعضها واكثر واعية ومتقدمة في الثقافة والانفتاح الإجتماعي مثل لبنان والعراق والاردن وفلسطين (خارج عن غزة) وسوريا وغيرها هي نتيجة تقبل الاخر بيبب العامل الإقتصادي الذي يلعب دور كبير ومؤثر في تفاعل افراد المجتمع مع بعضها, ولا بد ان تكون هذا التفاعلات بشكل تسامحي وإجابي لضمانة نجاحها.

في كلا الحالتين نجد وصف طبيعة هذا الإله وتفسير الآيات القرانية يختلفان فيما بينهما, فالحالة الإجتماعية في المجتمعات المتخلفة والساقطة إقتصادياُ نجدها تهمل آيات التسامح والغفران وتلتزم بآيات القتل والعذاب والعقاب لكل من يخالف أوامر وشرائع ربهم المتعطش للدماء والإرهاب. اما المجتمعات الإـ///ــلامية ذات التنوع الديني والعرقي وبنمط اقتصادي افضل, نجدها تتغاضى أيات العنف وتبتعد عنها بحجة انها حدثت في زمن وحالة معينة ولا علاقة لها بالحاضر.

كذلك الحال مع المجتمعات المسيحية او ذات نسبة عالية من المسيحية, فمعظم المجتمعات ذات الاغلبية المسيحية كانت في السابق اكثر التزاماُ وتعصباُ بحيث كانت الحروب تنشب بين الطوائف بشكل مستمر, ولكن تغيرت هذه الحالة بعد إزاحة الدين عن السلطة وإستبدال النظام الإقطاعي بنظام برجوازي ومن ثم رأسمالي الذي انتج التحسن في الاقتصاد جعل التسامح والمحبة في المسيحية تطغي على ما كانت عليه في السابق.

وللإشارة فقط, بان ليس جميع المجتمعات ذات الاغلبية المسيحية تعيش بافضل حالة إقتصادية وبدون تعصب ديني وقومي من المجتمعات الإـ///ــلامية, فالكثير من الدول امريكا اللاتينية تعيش في حالة إقتصادية تعيسة جداُ والتخلف الحضاري منتشر في كل ماكان ناهيك عن المستوى الثقافي الساقط لاكثرية تلك الشعوب, ولكن وبفضل تعاليم الكنيسة الكاثوليكية التي التزمت بفرض نشر فكرة التسامح والمحبة, لم يتحول بعض المتعصبين من المسحيين الى إرهابيين كما الحال مع المـ///ــلمين الذين يتأثرون على تعاليم وإرشادات شيوخ الجدل والإرهاب.

Mazzin Haddad, 14/02/2020 MI, USA


Johnny B. Good

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى