مفكرون

Johnny B. Good | دروس في المنطق: الكنيسة والعبودية هذا


دروس في المنطق:

                                    الكنيسة والعبودية

هذا الصباح اثناء تطلعي على بعض المقالات على الانترنت توقفت امام موضوع يتحدث عن تعامل الكنائس بالرق كتجارة مربحة وخاصة الكنيسة الكاثوليكية وتعاملها بتجارة العبيد في العصور الوسطى وما قبلها مما جعلني اتذكر بعض خلفياتي الدراسية عن ظهور العبودية اثناء انتقال الإنسان من المشاعية الى مرحلة الزراعة والملكية الخاصة. وهذا الموضوع الذي تابعته الى النهاية يتطرق الى تاريخ اوربا بشكل عام وبالخصوص امريكا وتاريخ الكنائس السيئ الصيت في العبودية والتجارة بها بقلم الدكتور والاستاذ الجامعي كريغ ستيفين وايدلر ( Craig Steven Wilder ) في جامعة يونيفيرستي أوف ماستجوستس { University of Massachusetts }, وهو يكتب عن جورج تاون يونيفرسيتي { Georgetown University} وهي مؤسسة أكاديمية جامعية مشهورة عالمياً . وكتعريف بسيط مختصر عن جورج تاون يونيفرسيتي { Georgetown University} ينوه لنا بانها جامعة كاثوليكية عريقة في العاصمة واشنطون تم تشيدها في سنة 1789م. من قبل اليسوعيين وعلى راسهم الاب جون كارول ( John Carroll ).

تعاملت الكنائس في امريكا بتجارة الرق عن طريق الفاتيكان كمنسق مع الكنائس الأوربية وخاصة الكنائس في البروتغال لتمويل العبيد السود من شمال غرب افريقيا الى المزارع في الجنوب وبعض الولايات الثلاثة عشر الاولى في الشمال الشرقي من أمريكا, واستخدمت الكنيسة الكاثوليكية العبيد في شتى الاعمال الشاقة ومنها الزراعة كمصدر رئيسي لتمويل بناء الجامعة المذكورة سلفاُ وتغطية نفقاتها, ومارست الكنيسة عملية الأنجاب عن طريق التزاوج المختلط بين العبيد كإستثمار بشكل ملكية خاصة للبيع حسب الطلب والعرض, والكنيسة التي نحن بصددها فاضت نسبة العبيد لديها مما جعلها تبيع اكثر من 272 عبد في دفعة واحدة للإقطاعيين في ولايات الجنوب ومن ضمنها ولاية نيو اورلينز لاصحاب الاراضي الزراعية.

ومن الجدير بالملاحظة ان الكنائس المسيحية بجميع طوائفها تعاملت بتجارة الرق منذ أيام الحضارة البيزنطية الى العصور الوسطى تحت ناموس مباح به في نصوص العهد القديم بدون وجود اي نص ينقضه بكلام ومعنى مبين وبدون اي شك في العهد الجديد او ما يسمى بالانجيل, فجماعة الصالب والمصلوب مثل جماعة الجهاد في ترقيع الإـ///ــلام يحاولون بأي إسلوب ممكن بلوي معنى الكلمات ليدعون بأن المسيح حرم العبودية, وفي الحقيقة لا يوجد اي دين من الأديان السماوية حرم العبودية, ولا يوجد اي نص في الاناجيل ولا حتى في اي رسالة من رسائل الرسول بولص تشير الى نقض العبودية في العهد القديم.

سنذكر بعض السفر التي جائت في العهد القديم عن إمتلاك العبيد لنقارنها بما جاء في بعض الإصحاحات التي جائت في الأناجيل ومن رسائل الرسول بولص, ففي سفر التكوين 14:14: " عليهم ليلا هو وعبيده فكسرهم وتبعهم الى حوبة ", ومن نصوص سفر الاولين: "وأما عبيدك وإماؤك الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم، منهم تقتنون عبيدًا وإماءً". وفي فصل العشرين من سفر التثنية: " وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف 14 وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغنمها لنفسك". نكتفي بهذه الادلة من العهد القديم (التلمود) لاختصار المقال ونستمر في ما جاء في العهد الجديد.

وهذا ما جاء في رسالة بولص الرسول إلى أهل كولوسي 3: 22 " أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ، لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ بِبَسَاطَةِ الْقَلْبِ، خَائِفِينَ الرَّبَّ". ونضيف الى ذلك رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 18 " أَيُّهَا الْخُدَّامُ، كُونُوا خَاضِعِينَ بِكُلِّ هَيْبَةٍ لِلسَّادَةِ، لَيْسَ لِلصَّالِحِينَ الْمُتَرَفِّقِينَ فَقَطْ، بَلْ لِلْعُنَفَاءِ أَيْضًا", وبنفس الوقت نقدم للقارئ بعض ما جاء في أنجيل متي 27:10 "من أراد أن يكون فيكم أولاُ فليكن لكم عبداُ" فيعني ان يوكن عبد الله ولا يعني عبودية الإنسان, فلا يوجد اي نص لاهوتي يتحدث عن عتق او تحريم العبيد في جميع الأناجيل والرسل.

ما قدمته للقارئ الكريم لا يدل لا من بعيد ولا ن قريب بان الكنيسة حرمت العبودية ولا يوجد اي حديث للمسيح عن تحريم العبودية وما جاء به التلاميذ في اناجيلهم هي العلاقة بين الإنسان العبد وربه وليس عبد كعبيد حسب المعنى, وما ذكره الرسول بولص في رسائله هو طلب الرفقة من السيد لعبده, وطبعاً نحن لان ننسى ان المسيح جاء مكمل النبوة المتوقعة في العهد القديم ( التوراة), ولهذا اتخذت الكنيسة والمسيحيين في العصور الوسطة وما سبقها تجارة العبيد ولم تحرمها الكنيسة اطلاقاً لان لا يوجد اي شيئ في الانجيل لتستند عليه. وطبعاً اعتمدت الكنيسة الاكثرية من المصادر الموجودة في التوراة والتي تبين أن هذا الإله اكثر مجرماً من اتباعة الذين طبقوا توصياته في القتل والبطش لكل ما هو غير يهودي.

        Mazzin Haddad, 03/07/2020 Michigan / USA


Johnny B. Good

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى