مفكرون

Johnny B. Good | دروس في المنطق: {الاديان وسايكلوجية علم النفس} بعد شجار مرير هذا


دروس في المنطق:

{الاديان وسايكلوجية علم النفس}

بعد شجار مرير هذا الصباح مع وزارة الداخلية (الزوجة) رضخت لأمرها بتعديل وتنظيف مكتبتي التي من المرجح ضياع بعير بكامله فيها من كثرة ما تحتويه من خزعبلات وملحقات, وبينما كنت ارمم بعض من الكتب والملفات والقصصات وجدت موضوع شيق جداُ كتبته كدارسة في علم النفس والمجتمع في الجامعة قبل سنين غابرة, فقررت ان اقوم بتنضيد المقالة حسب التطورات القائمة اليوم.

اختصرت هذه الدراسة المطولة لبضعة فقرات وجمل حتى تتناسب مع القارئ ولا تكون طويلة ومملة للكثير من قراء هذا اليوم, والدراسة اتي قمت بها تتحدث عن إستخدام سايكولوجية علم النفس كتجارة مربحة لتصريف السلع على المستهلك مثل ما نلاحظ في دعاية رجل المارلبورو التي تحتوي على صورة الرجل الكابوي الانيق وحسن الملامح يحمل على ظهره سرجاُ وبيده الاخرى علبة سجاير من نوع المارلبورو.

والاديان ايضاُ تمارس سايكولوجية علم النفس للسيطرة على عقلية المؤمن وجعله يتأقلم ويتقبل فكره وإيمانه بما يتصوره ويراه من رموز دينية رئيسية مثل الانبياء والرسل طبقاُ لما تربه عليه وما يتناسق مع بيئته, فما هو غريب يكون غير مقبول وما هو مألوف يكون دوماُ مقبول, ولهذا نجد في الكتب الدينية صفات الانسان التي تكون نوعاُ ما شبيه لصفات الإله الذي لا يعلم ولا يراه احد ولكن تقدم تلك صفات التشابه ليتقبلها عقل الإنسان وبالذات المؤمن.

فعلى سبيل المثال, من الصعب ان يتقبل المؤمن المسيحي الغربي ازرق العين وصفار الشعر صورة المسيح بملامح افريقية ذات بشرة بسواد دامس وأنف عريض ومفروش على الوجهة, بينما تجد اكثرية صور المسيح في الغرب تتميز بزراق العين وصفار الشعر وبياض البشرة ووسيم وجذاب النظر لما هم معتادين على الرؤية.

وينطبق هذا المثل مع الافارقة المسيحيين في امريكا وما لاحظت بزيارتي لشمال افريقيا مؤخراُ عن صور المسيح تباع في الشوارع وهو ذات البشرة الداكنة وسواد العين والشعر وشفاة عريضة, كما هو الحال مع مواصفات المسيح مع سكان شرق اسيا من الصينيين والكوريين والفيتناميين الذي هو قصير ونحيف البدن ومخنفص الانف والجفن طاغي على العين.

ملامح الشكل والوجهة تعتبر من الصفات التي يسهل تقبلها الإنسان وينسجم معها في الرأي والفكر حسب نشأته في البيئة, فالكثير من الاعراق المختلفة لا تختلط وتنسجم مع الاعراق الاخرى بسهولة بسبب الاختلاف في البشرة والوجهة والعادات والتقاليد. ولهذا تتواجد العنصرية بين الاعراق في الكثير من المجتمعات مهما كانت الحضارة متطورة ولكن بنسبة اقل من الحضارات الغير متطورة ولا ننسى العامل الإقتصادي يلعب دور كبير ايضاً في رفض العرق الاخر.

والدين لعب ولا يزال يلعب دور رئيسي في تقربه للبيئة التي ينشأ منها الانسان وتنبني افكاره ومعتقداته حسب تطور البيئة او المجتمع بشكل عام, وما لاحظت في اطفال العوائل التي لا تعتنق اي دين ولا وجود شيئ اسمه دين في بيوتهم ان هؤلاء الاطفال لا يمتلكون اي تصور عن صفات المسيح او الإله ولا يدركون شيئاُ عن اوامر او تشريعات إلهية ولم احس اي رعب في داخلهم من عقاب بعد الموت مع انهم متفوقين في الدراسة وذو اخلاق حسنة لا مشكلة توجد لهم في سجلات المدارس.

Mazzin Haddad, 17/06/2020 Michigan / USA


Johnny B. Good

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى