مفكرون

Johnny B. Good | دروس في المنطق، المهرج في إذاعة بث السموم


دروس في المنطق،

                            المهرج في إذاعة بث السموم

نتمتع في امريكا والغرب ومعظم الدول العلمانية بحرية الصحافة والاعلام والرأي الشخصي والنقد لكل ما نعتقده كلام او اعلام مغلوط, ولكن ليس كل إعتقاد يكون على صواب, وعلى المرء ان يتحقق من إعتقاده قبل ان يقوم بالنقد وعلى ان تكون معلوماته من مصادر موثوقة بها ومؤكدة مع ذكرها وتاريخ نشرها والرابط لكل مصدر ليثبت صحة إعتقاده.

يظهر شخص يدعي انه يمتلك موهبة إعلامية في برنامجه الإذاعي الاسبوعي ليبث سمومه على مستمعيه الذين اكثريتهم صماُ بكماُ عمياُ لا يفهمون ولا يفقهون شيئاُ غير المديح والتبجيل بذكاء وعظمة هذا المهرج الاعلامي والتصديق المطلق بكل ما ينطقه, وكأنه المسيح في وعاظه على تلاميذه.

ليس الغاية في تشهير وإسقاط هذا المهرج بقدر ما هو تصدي له ولكل ما يذيعه من اخبار مدلسة وبعيدة عن الحقيقة والكثير من الاحيان مجرد هراء يهذي به بدون اي دليل مثل ما صرح به في الاسبوع الماضي مدعياُ ان إدارة الغبي ترامب لم تكن تعلم بتعيين رئيس وزراء جديد للعراق مصطفى الكاظمي بل كان ترشيح الاخير جاء من قبل السفارة الامريكية في بغداد معتمدة على معلوماتها المحلية وخبرتها في القضية العراقية وتعاملها مع إيران.

ولكن هذا المهرج الاعلامي نسى او تغافل عن قصد بذكر وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيل الذي كان أول المهنئين بإقرار الحكومة الجديدة في اتصال هاتفي مع الكاظمي, وربما نسى المهرج الإعلامي ايضاُ ذكر بيان بشأن الاتصال : "دعما للحكومة الجديدة، ستمضي الولايات المتحدة قدما في منح استثناء لمدة 120 يوما لاستيراد الطاقة الكهربائية من إيران، كعرض لرغبتنا في المساعدة على توفير الظروف المناسبة للنجاح".

وبعد ساعاتٍ من تسمية الكاظمي،صرح مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، للصحافيين إن الكاظمي "أثبت في وظائفه السابقة أنّه وطني وشخص كفؤ"، معرباً عن أمله في أن يتمكن سريعاً من تشكيل حكومة "قوية ومستقلّة", وبصراحة لا نعلم ما هي الكفائة التي حاز بها هذا ابو اللطمية الكاظمي الذي كان مدير جهاز الامن او الأستخبارات ولا يعلم من هم اصحاب المليشيات الذين يقومون بإغتيال المواطنين الابرياء او يحرقون المزارع والمنتوجات المحلية العراقية او المليشيات التابعة لإيران التي يقذفون بقذائف الهاون على السفارة الامريكية ومواقع الجيش الامريكي.

وهل ترامب الذي يدعي بانه يعاقب إيران ولكنه يدرك جيداُ بان إلعراق هو الشريان الرئيسي لتمويل إيران والتخفيف من الحصار, ام الغبي كان نائماُ ولا يعلم بما يحدث في العراق او لم تكن سياسة امريكا الخارجية على دراية بما تعمل السفارة الامريكية في بغداد ام ترامب مطي لا مثيل له ؟

قد يظن هذا المهرج الاعلامي الموهوب انه يستطيع حظر او حذف كل من يحاججه وينتقده ولكنه لا يستطيع حجب كل من يفضحه على العلن ونشر دجله ليتضح امام الجميع اصله وفصله. وسأكون دوما متابعاً لما يذيعه وسأنقظ اي شيئ اراه لا يتوافق مع الحقيقة والمنطق.

Mazzin Haddad, 12/05/2020 Michigan / USA


Johnny B. Good

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى