Johnny B. Good | السفينة في قطرة ؟ محسن السراج كل إنسان فريد ضعيف وقوي سلبي وايجابي متناقض


السفينة في قطرة ؟

محسن السراج

كل إنسان فريد ضعيف وقوي سلبي وايجابي متناقض بلاوعي أو وعي ينساق مع براءة الضرورة ويتيه أحيانا في إمبراطورية الأوهام الميتافيزقية له جانب غبي مثل بوابات مشرعة للحماقات كلها وله جانب ذكي يفتح على بوابات الابتكار والابداع والفضول والكشف , , الجبل يتصاعد صوب القمة وفيه الأدنى والأعلى , ربما الإنسان يكون أخطر من الكورونا.
الكورونا قوية حين تفتك برئتيك وضعيفة حين تصب فوقها قليلا ً من الكحول , لاتكن كالهندي الأحمر حالما وضعوا فوق ظهره بطانية ملوثة إنهار كالعذراء , خلال 70 سنة ساهم الانسان في خراب الغابة وإنقراض الكائنات والحروب التي ذهب ضحيتها الملايين.
قال نيكولا مالبرانش: «بلا ريبٍ، كان بإمكان اللَّه خلق عالمٍ أكثر كمالًا من العالم الَّذي نسكنه» وهذا يُعارض تمامًا ما صرَّح به لايبنتز في أنّ عالَمنا هو الأفضل من بين جميع العوالم المُمكنة ولكن
فولتير يرفض مفهوم “لايبنتز” حول براءة الخالق قبالة عالم ليس كاملا و يكثر فيه الأذى والفقر والعنف السيء وقد أوضح فولتير في كتابة كانديد مدى الخلل والخطأ الذي يكتنف كل شيء , الللامبالاة لاتخطؤها البصيرة ولا البصر , الكون هذا كما يقول هوكنز بما معناه هو نتاج خطأ في التماثل.
لايجوز لمن هو قابع في الوادي أن يسخر من يتسلق القمة ويكسر ساقه, الخوف لايعرف حدودا ً بل يقودك الى الهاوية, قبل أيام إحترق ظاهر يدي بالزيت المغلي, لم أكن أعرف أهمية أن تكون لديك أنامل تتحرك بلا ألم, كنت أغسل وجهي بيد واحدة حين تعطلت حنفية الماء البارد في المطبخ, صارت عملية غسل الصحون اليومية مستحيلة, ماهو الخطأ ؟
ربما هو خلل في الانتباه لماهو فيه أذى أو حدث لايجري على السياق المطلوب ويعطل الاستمرارية والتدفق والوظيفة بما فيها وظيفة الأعضاء مثل مرض الزهايمر خلل في الغلاف الذي يغطي محاور الخلايا العصبية وخلل في الجهاز المناعي الذي يعتبر هذه القشور بمثابة أجسام غريبة فيهاجم الدماغ وتتعطل شبكة الاتصالات بين الذاكرة والقشرة الدماغية ( لاتقل لي وخلقنا الانسان في أحسن تقويم ) , هل يمكن إصلاحه ؟
بعض الأخطاء القاتلة لايمكن إصلاحها , الرصاصة التي إنطلقت من المسدس بالخطأ ستكون قاتله إذا أصابت القلب أو الرأس , لامجال للعناية الالهية بل الاحتمالات وهنا من ينكر العبثية يمارس خداعا ً لنفسه , بالمحاولة والخطأ أصلحت الحنفية وعاد الماء يتدفق كاللؤلؤ المذاب , الجسد الحسي بدأ يجدد الخلايا الميتة لأن الإحتراق لم يدمرالجلد كليا ً ( الحياة لعبة روليت روسية ) هذه المرة نجوت ,هنا لعب الحظ والمصادفة دورا ً فيما ابن جارتي المسكينة الذي لم يتجاوز العاشرة فتكت الالعاب النارية بيده اليمنى وكانت الإصابة شديدة فقطعت يده.
يقول ابقراط : السعادة هي إختفاء الألم , ويقول فرويد : مبدأ الألم واللذه , لن أنسى ماحييت كيف أن ريشة العود بين الابهام والسبابة لم تستقر وسقطت ولم أستطع أن أدندن بالعود أغنية , عليك التعامل مع كل خلل يصيبك بروح رياضية فنحن نتعلم من التجارب ( الالم ليس ضرورة لكنه واقع كل كائن حي ,هل تتألم الصخرة ؟ هل يتألم البحر ؟ هل تتألم الشجرة ؟ ,فيما يتعلق بي لابد من الحياة والقراءة و الكتابة و الحب.
الانسان صار شحيحا ً جدا يبخل بجسده أن يكون زادا ً للأشجار أو الحشرات أو البكتريا فيما هو منذ الولادة حتى الموت يتطفل على الطبيعة , كن متعددا ً متنوعا ً تحمل الابعاد كلها مثل موشور يحلل الضوء أو مثل مكعب ألماني , أو مثل سكين سويسرية بنصال عديدة , لاتهرب من المرآة وإنظر من النافذة الثانية , الأفعى ذات ألوان , جلدها ناعم كموج النهر تبتلع الضفدعة بلارحمة , النمر رشيق وسريع كالبرق يبطش بالغزالة ذات العينين النجلاوين الرائعتين.
يخطر بذهني الآن بعض من تخاريف ابن عربي , الفضلة التي بقيت من آدم بقدر سمسمة وهذه السمسمة تتضمن الكون وتجمع الاضداد حتى المحالات العقلية وأتخيل عينيك اللتين هما ملخص لتـأريخ الشعر الاندلسي, بعد أن تحررت من الاديان كما قال الشاعر ابو العلاء المعري : ومتى ركبت الى الديانة غالها فكر ٌ على حسن الضمائر دسائس , العقل العجيب والشرائع كلها خبر يقلّد لم يقسه قائس , ومـ///ــلمون ومعشر متنصرون وهائدون رسائس, وبيوت نيران تزار تعبدا ً ومساجد معمورة وكنائس
والصابئون يعظمون كواكبا ً وطباع كل ِّ في الشرور حبائس , إثنان أهل الأرض ذو عقل بلا دين وآخر ديّن لاعقل له
, حكمتم لنا إله قديم قلنا صدقتم كذا نقول, زعمتموه بلا مكان ولازمان, الا فقولوا هذا كلام خبيء معناه ليس لنا عقول


Johnny B. Good

Exit mobile version