كتّاب

أفغانستان:…


أفغانستان:
وأنا كنت شاهد على انحطاط السادات ومبارك
أفرج السادات عن الإخوان المسلمين وأتاح لهم العمل فى كل مكان وفى كل المجالات، كما أسس الجماعات الإسلامية لمواجهة الوجود الناصرى واليسارى والليبرالى فى الجامعات المصرية، وبالتأكيد غض الطرف عن تسليحها وتدريبها، فكانت نهايته على يديها
المهم سنة 1980، كنت مدرسا للتاريخ فى معهد خاتم المرسلين الثانوى الأزهرى فى العمرانية – جيزة، وسمعت طرقا لطيفا على باب فصلى ودخل من يطلق لحية ويرتدى الزى الأفغانى، وابتسم ابتسامة لزجة وأخبرنى أنه مر على مدير المعهد، وتصورت انه ولى أمر يسأل عن ابنه، وفوجئت به يوجه حديثه للطلاب: يا إخوانى الشباب تعرفون أن إخوتكم وأهلكم المجاهدين فى أفغانستان يخوضون حربا ضارية ضد الشيوعية وعملائها، ويحتاجون منا التضامن والدعم بالمال والسلاح والأرواح، … فاستوقفته بغلظة، وقلت له: مش الأولىّ نتضامن مع الفلسطينيين فى مواجهة الصهيونية؟، ودفعته بهدوء للخلف وصفقت الباب خلفه بعنف، كات قضية فلسطين ماتزال حية فى وجدان الناس، وقلت لطلابى أى أفغانستان هذه ؟؟ والصهاينة مازالوا على أرضنا فى سيناء، كنت يساريا ولم أكن فى حياتى متضامن أو متعاطف مع أى توجه سياسى يرتدى عباءة الإسلام
خرجت من الفصل لأعرف أنهم كانوا نحو خمسة أشخاص ومعهم إذون رسمية بالحديث للطلاب، وأن بعض زملائى قد سمحوا لهم بالحديث المطول مع التلاميذ، وانهم قد اتفقوا معهم على مواعيد ومساجد وأماكن يمكنهم أن يلقوهم فيها
كانت هذه بدايات ظاهرة المجاهدين الأفغان المصريين، الذين دعوا ونظموا وخرجوا برعاية السادات ومبارك، ليتاح لهم هناك فى جبال وكهوف أفغانستان فى حرية وبرعاية المخابرات الأمريكية، التعلم والتدريب على كل أعمال القتال وفك تركيب السلاح والقنابل والفخاخ والألغام
وعاد هؤلاء فى ظاهرة العائدون من أفغانستان – اللذين لا أشك أن منهم ومن تلاميذهم إرهابيى سيناء – وأحالوا حياتنا جحيما ومازالوا

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى