كتّابمفكرون

هل حقيقة أن هناك صراع بين الدين والعلم؟…


هل حقيقة أن هناك صراع بين الدين والعلم؟

الواقع يقول أن العلم لا يتعرض لفكرة الإله, وأن كل المكتشفات العلمية لا تبحث في إثبات أو نفي الوجود الإلهي ولا تجعله هدفا لها.

هذا الصراع هو وهم إختلقه رجال الدين عندما إعتقدوا أن الثورة العلمية ستؤدي الي التشكيك في فكره الأديان, فبدأوا محاربتها, وحاكموا المشتغلين بالعلم, واتهموهم بالبدع والسفسطة والتمنطق والجنون خوفا وحماية لسلطاتهم اللانهائية.

المشكلة بدأت عندما إعتبر رجال الدين أنهم وحدهم من يحتكر الحقيقة المطلقة, وأن لديهم تفسيرا جاهزا لكل شيء, وهكذا خاف كوبرنيكس مثلا أن يعلن اكتشافه بحقيقة دوران الأرض في زمن يؤكد رجال الدين أن الأرض هي مركز الكون الذي يدور حولها, ولم يعلنه الا في آواخر أيامه, ومن بعده ثبتت حقيقة نظريته بوسائل عديدة وأصبح كل من يتمسك بنظرية الأرض مركز الكون مثارا للسخرية, العجيب أن كوبرنيكس هذا كان رجلا متدينا بدرجة كبيرة, ولم يدر بخلده أن يبحث في صحة أو عدم صحة الأديان.

علي الجانب الآخر انبري بعض الخائفين من العلم بعد أن أثبت وجوده وحقق الكثير, ليدافعوا عن الدين بنشر وهم أن كل جديد يأتي به العلم هو قديم, ولديهم ما يشير اليه وقد ورد ذكره في القرآن مثلا, كما كان يفعل زغلول النجار, بشكل لا يخلوا من نفاق واضح, ما جعل الكثيرون ينظرون اليه باستخفاف شديد لشدة وضوح هذا النفاق, ولا أعلم السبب في أن دائما الإكتشافات تأتي أولا, ثم نفاجأ أنها موجودة في الدين, لماذا لم يسبق الدين بالإكتشاف ولو لمرة واحدة.

لم يستغل رجال الدين فكرة أن الله استخلف الانسان في الأرض ليعمرها كتكليف رئيسي, بما يسمح له بالانطلاق حرا ليبحث في شئون الكون, ويكتشف الجديد في كل يوم, وهو ما يدعم البحث العلمي والتقدم والتطور, فقط لأنه يحرر الانسان من استعبادهم له, ويجردهم من سلطاتهم الدينية التي اخترعوها, لتبقي القيادة لهم والوصاية لهم ووكالة الله حكرا عليهم.
ولهذا استخفوا بالعلم, وسعوا بكل طاقتهم الي إيقاف التطور, والعودة لعصور ما قبل العلم, لاستعادة ملكهم الذي تهدم علي صخرة الفكر الحر والبحث العلمي وتطور البشرية.
#بالعقل_والهداوة.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى