وصلني هذا النص من الشاعرة الشابة إجلال البيل. كتبت النص وهي تراقب جنازة كبيرة تمشي في وسط مدينة إب قبل شهر من الآن ..
——
ﻻ ﺃﺭﻳﺪُ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﺃﺣﺘﺎﺝ ﺷﺎﺭعا ﻃﻮﻳلا ﺗﻤﻸﻩ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻔﻠﺔ
ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺮﺽ ﻟﻔﻴﻠﻢٍ ﺟﺪﻳﺪ..
ﺃﺭﻳﺪ ﻏﺮﻓﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺃﻧﺜﺮ ﺑﻬﺎ ﺃﺷﻴﺎﺋﻲ ﻭﺃﺣﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ..
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﺃﺣﺘﺎﺝ ﺣﻠﻢ ﺃﺗﻜﺊ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ ﻏﻔﻮﺓ ..
ﺃﺭﻳﺪ ﻓﺮﺷﺎﺓ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﻟﻢ ﺗُﺴﺘﺨﺪﻡ ﻭﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻟﻢ ﺗُﻌﺰﻑْ
ﺑﻌﺪْ ..
ﺃﺣﺘﺎﺝ ﺷِﺠﺎﺭ ﻳﻄﻮﻝ ﻭﻳﺘﺨﻠﻠﻪ ﺿﺤﻜﺎﺕ ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ..
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﺃﺭﻳﺪ ﻇﻠًﺎ ﺃﺑﻴﺾ ﻭﺳﻤﺎﺀ ﺯﺭﻗﺎﺀ
ﺃﺣﺘﺎﺝ ﻟﺴﻬﺮﺍﺕٍ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺃﺛﻘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ …
ﺃﺣﺘﺎﺝ ﺷﺮﺍﺋﻂ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻟﻈﻔﺎﺋﺮﻱ
ﻭﺃﺣﻤﺮ ﺷﻔﺎﻩ، ﻟﺸﻔﺎﻩٍ ﻣﻜﺘﻨﺰﺓ …
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻘﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻟﻨُﻮﺟِﺪ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﻧُﺜﺮﺛﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺎﺀ ﻭﻧﺸﺘﻢ …
ﺃﺣﺘﺎﺝ ﺳﻘﻔًﺎ ﻣﻤﺘﻠﺊ ﺑﺎﻵﻟﻮﺍﻥ ﺃُﺩﺧِﻞ ﻳﺪﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺘﻄﻴﺮ ﺍﻟﻒ
ﻓﺮﺍﺷﺔ ﻣﻠﻮﻧﺔ …
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﺃﺣﺘﺎﺝ ﺻﺒﺎﺣًﺎ ﺑﺴﻴﻄًﺎ ﺧﺎﻟﻴًﺎ ﻣﻦ ﻟﻐﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ …
ﺃﺣﺘﺎﺝ ﺿﻮﺿﺎﺀ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻛﻲ ﻳﻮﺭﻕ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻔﺎﻧﻲ
ﻭﺃﺣﺘﺎﺝ ﻫﺪﻭﺀ ﻣﻄﺒﻖ ﻛﻲ ﺗﺴﺘﺪﻳﺮ ﻳﺪﻱ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻧﺺٍ ﺳﺨﻴﻒ ..
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﺃﺭﻳﺪ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺗﻀﻤّﻨﻲ، ﻭﺗﻠﺘﺤﻔﻨﻲ ﻣﺸﻜﺴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻐﺮﻳﺔ
ﻟﺴﺮﻗﺔ ﻗُﺒﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ …
ﺃﺭﻳﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺩﻭﺍﻭﺩﻳﻦ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ، ﺻﻴﻒٌ
ﻣﻤﻄﺮ ﻭﺃﻛﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﻄّﺸﺔ ﻟﻔﻤﻲ ..…
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ..
ﺃﺣﺘﺎﺝ ﻟﻮﻃﻦ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺻﻮﺕ ﺃﻣﻲ ﻭﺗﺄﻧﻴﺐ ﺃﺑﻲ …
ﺃﺣﺘﺎﺝ ﻧﻬﺮًﺍ ﺃﻏﺴِﻞ ﻓﻴﻪ ﺃﺧﻄﺎﺋﻲ ﻭﻣﻦ ﺛﻢّ ﺃﻋﻮﺩ ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ ﺑﺼﻮﺗﻚ
ﺃﻧﺖ ﻭﺃﺑﺘﺴﻢ .…
ﻻﺃﺭﻳﺪ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ..
ﺃﺭﻳﺪ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺃﻓﺮﺡ ﻟﺤﺪﻭﺛﻬﺎ ﻭﺃﻛﺘﺌﺐ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺄﺧﺮ
ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ …
ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻧﺖْ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺪﺣﺮﺝ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ
ﺑﻚ ..
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺑﺬﺍﺗﻲ ﻭﻭﺟﻮﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺭﺽ…
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات