مفكرون

هذه قصة رائعة عن “الاخلاق”.. نعم “الاخلاق” التى نتحدث عنها…


هذه قصة رائعة عن “الاخلاق”.. نعم “الاخلاق” التى نتحدث عنها ليل نهار لكننا لا نمارسها بنفس “الدأب”… عندما كنت مديرا لمكتب الاهرام فى باريس كانت تربطنى علاقة طيبة جدا بمسيو كاميل كابانا رئيس معهد العالم العربى آنذاك وكان من المقربين جدا لجاك شيراك ( الذى اصبح بعد ذلك رئيسا لفرنسا وعين كابانا وزيرا معه).. وفى يوم حكى لى كابانا القصة التالية:
كنت اعمل نائبا لعمدة باريس (وهو منصب هام جدا فى فرنسا)..وكان العمدة هو جاك شيراك.. وفى يوم (والكلام التالى كله لكابانا) كنت اجلس فى مكتبى فوجدت السكرتيرة تدخل على مسرعة وهى تقول: هناك مديرة احدى مدارس الاطفال تريد مقابلتك.. فأجبها باننى لا استقبل مديرة مدرسة لاى سبب ولتذهب الى احد المساعدين الذين يعملون معى.. فقالت السكرتيرة: هذه السيدة فى حالة اضطراب كبير وقالت انها لن تتحدث الا امامك شخصيا وان الموضوع جد خطير….
دخلت السيدة وفاجأتنى قائلة ان هناك طفلة دخلت المدرسة اليوم ومعها اثنين “بودى جارد” وقالوا لى انها ابنة الرئيس فرنسوا ميتران.. (وكان ميتران وقتها رئيس فرنسا وكان شيراك هو منافسه الاكبر وعدوه السياسى اللدود وبينهما حرب سياسية شعواء وكل منهما يريد الايقاع بالآخر.)
ويضيف كابانا: لم اصدق هذه السيدة وقلت ان هناك التباسا لان الكل يعرف ان الرئيس ميتران ليس لديه بنات.. فتوجهت فورا الى مكتب جاك شيراك ورويت له ماجرى وانا اتصور انه سيقفز من مقعده من هول المفاجأة.. لكنى وجدته هادئا تماما وقال لى: اعرف من سنوات طويلة ان ميتران على علاقة بسيدة غير زوجته وانه انجب منها طفلة عمرها الآن حوالى 6 سنوات.. ثم اضاف شيراك: “قل لمديرة المدرسة هذه الا تفتح فمها بكلمة واحدة لاى شخص من الاشخاص ولاى سبب من الاسباب.. واى تسهيلات مطلوبة لهذه الطفلة تعطى فورا للمدرسة”.. ويختم كابانا قائلا: وقال لى شيراك قبل ان اخرج: اياك ان تبوح بهذا السر لاى شخص مهما كان.. فانا وميتران رجال سياسة ولسنا زعماء عصابات يستغلون فضائح الخصم للنيل منه…
طبعا لم يحك لى كابانا هذه القصة الا بعد ان اعترف ميتران بابنته وتدعى “مازارين”…
“الاخلاق” ياسادة هى نتاج للتربية والثقافة الراقية وتلقن للاطفال منذ نعومة اظافرهم.. قبل فوات الأوان………..

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫16 تعليقات

  1. سر اذاى وهو باعت معاها اتنين بودى جاردات بيقولو انها بنت رئيس فرنسا
    لا اراها الا ذي قصص التراث اللى بتحض ع الاخلاق واللى بيتم فيها بالتضحية بمنطق السرد مقابل ترسيخ القيمة الاخلاقية

  2. اليوم يحاولون تصيد المرشح الرئاسي اريك زيمور الذي تم أخذ صورة حميمية له علي البحر مع مستشارته الإعلامية من أجل تشويه صورته وتخريب حملته.
    وبالرغم مما يمكن أن يقال عن ديماجوجية زيمور وكراهيته للعرب وخلطه لجميع الاوراق، فقد سعدت ان بعض ممن دافع عنه كان من خصومه السياسيين الذي اعتبروا هذا التسريب امر غير أخلاقي.

  3. موقف فعلا رائع .. اذن السياسة ليست وساخة -كما يردد البعض – مع من عندهم اخلاق ..
    وابالمناسبة كان ميتران يحب كثيرا ان يقضي وقت احتفالات نويل وراس السنة في اسوان بفندق كتاراكت مع ابنته متخفيا بعيدا عن الانظار .. وقد كلفني رئيس تحرير الاخبار الاستاذ جلال دويدار بالسفر لاجراء حديث مع ميتران علي ضفاف النيل ومتابعة زيارته ولهذا قصة مثيرة وطريفة لاني شعرت لاول مرة اني باباراتسي .. وبعد مغامرات سأرويها ربما يوما نجحت في المهمة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى