مفكرون

نشوان معجب | من هم الذين حاولوا أن يقتلوا إبراهيم؟. إنهم حماةُ الدين السائد الموروث عن

من هم الذين حاولوا أن يقتلوا إبراهيم؟.
إنهم حماةُ الدين السائد الموروث عن الآباء (قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم).

من هم الذين حاولوا أن يقتلوا موسى؟.
إنهم حماةُ الدين السائد الموروث عن الآباء .. (قال فرعون ذروني أقتل موسى إنه يريد أن يبدل دينكم).

من هم الذين حاولوا أن يقتلوا ويصلبوا عيسى؟.
هم أنفسهم حماةُ الدين اليهودي السائد الموروث عن الآباء.

من هم الذين حاولوا أن يقتلوا محمدا؟.
كذلك هم حماةُ الدين السائد الموروث عن الآباء.

وهكذا هو الحال مع كل الأنبياء والأولياء والحكماء المجددين، فحماة الدين الموروث عن الآباء والمنسوب إلى الله والنبيين السابقين زورا وبهتانا، هم الذين يقومون بالتصدي لكل شخصٍ حمل مشعل التنوير في وسط عَتمة الدين الموروث عن الآباء وظُلمة إجماع الأئمة والعلماء، ويسعون لقتله لأنهم يعتقدون أنه عدو الله ورسله وأنه يحارب الله ودينه.

والحقيقة هي أن كلَّ دينٍ ثابتٍ جامدٍ موروثٍ عن الآباء هو دين الشيطان، لأنه لا دين لله ولا لأي نبيٍّ إلا التجديد ومواكبة العصر بكل علومه واكتشافاته ومبادئه الإنسانية الملائمة للوعي فيه، ناهيك عن حقيقة أنه ما من نبي إلا قد تم تحريف تعاليمه ووصاياه بتعاقب الأجيال بلا مراء بفعل الصراعات والخلافات التي تنشأ في أتباعه من بعده تكالبا على السلطة والهيمنة وكسب المزيد من قطعان الأتباع.

وهذا الأمر يشمل جميع الأديان بلا استثناء، ومن ضمنها الإـ///ــلام بمختلف طوائفه اليوم، فهو دينٌ من أديان الشيطان بلا جدالٍ مهما رقَّع المرقعون، ولا علاقة له من قريب ولا من بعيد بإـ///ــلام النبي محمد، فإـ///ــلام النبي محمد لا دعوة له ولا رسالة إلا تحرير الإنسان قلبا وعقلا وسلوكا من العبودية للأصنام (وعلى رأسها صنم الدين الموروث) وتطهيره والارتقاء بروحه وأخلاقه ومعاملاته وإيصاله لمقام المحبة المطلقة لله المتمثل في كل الوجود وخاصة في صورة الإنسان .. وذلك هو دين الله والنبيين الحق القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وأبسط دليلٍ يفضح حقيقة أولئك المنتسبين لله زورا، ويكشف أنهم على دين الشيطان الباطل ولا ينتمون لدين الله الحق في شيء، هو أنهم يغضبون وتكفهرُّ وجوههم وتنتفخ أوداجهم سخطا عندما يجدون أيَّ شخصٍ ينتقد دينهم ولو كان نقده علميا أدبيا لا شطط فيه ولا تجريح، بل ويتمنون هلاكه ويسعون لقتله والبطش به، ويسبونه ويشتمونه ويصفونه بأقبح الأوصاف، ويسخرون منه ويحاربونه، كمثل ما فعل جميع المُبطلين المَخدوعين مع كلِّ نبي.

ولو أنهم كانوا من أهل الله الذين عرفوا الله حقا وقدروه حق قدره، لاطمأنت أنفسهم بالله واستكانت بالحق ولانت، ولكانوا أرقى الناس أخلاقا وأكثرهم هدوءا وإحسانا وثقة بدينهم وربهم، ولكن هيهات لهم أن يرتقوا ذلك المقام العظيم وهم لا زالوا جُندا للشيطان وخَدَما من حيث لا يشعرون، حتى أئمتهم الكاذبون هم أسوأ أخلاقا من أتباعهم مهما تظاهروا بعكس ذلك أمام الشاشات، وإني عليمٌ خبيرٌ بهم جميعا، فما من مجلسٍ جَمَعني بهم وما من مقامٍ حاورتهم فيه ناقدا لدينهم بكل محبةٍ ومودةٍ وأدبٍ ووقار، إلا انتفش الدم في عروقهم واسودَّتْ وجوههم وانقَدحتْ شرارات الحقد والكراهية من أعينهم وعلت أصواتهم وأرعدوا وأزبدوا، وكأني قد ذبحت عزيزا لهم، والحقيقة هي أني قد فعلت ذلك، إذ ذبحتُ أعز ما لديهم بسيف حججي وبيناتي، وهو معبودهم الشيطان المعشعش في جنانهم، وإلههم الهوى الذي يتبعونه وينتصرون له وهم يظنون أنهم لله ينتصرون، والحق أنهم لا يغارون ولا ينتصرون إلا لأنفسهم وأهوائهم وشياطينهم ولكنهم لا يشعرون، فالله أكبر من جهلهم وحماقاتهم، وحاشا الله أن ينتظر أحدا من الناس كي يدافع عنه أو ينتصر له أو لرسله ودينه، فما كان الله عاجزا ولا غافلا عما يفعل الناس أجمعون، ولكنه يؤخِّر الجميع ليوم الفصل الذي سيبكي فيه الأخسرون كثيرا ويتندمون، الذين كانوا يحسبون أنفسهم أنهم عباد الله المحسنون، وما هم إلا عبيد الشيطان وأعوانه بما كانوا يُفسِدون في الأرض وبما كانوا يُجرِمون، وبما كانوا يتدخلون في شؤون الخالق وعلى الخلقِ يَعتدون.

#ذوالنونين

نشوان معجب | ناشط مجتمعي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى