مفكرون

مها جويني | والتين…


الكرم(التسمية الجماعية لشجر التين) وغلته الكرموس ربما يكون الشجرة الاكثر رمزية للامازيغ. الكرموس قعد في ذاكرة القديس اوغوستان كنوع من الشعور بالذنب متع الطفل الامازيغي الصغير اللي ما نجمش يقاوم رغبة جامحة ولدتها كعبة كرموس متبسمة على كرمة في جنان خلاته ينقز الطابية ويتشعبط بكل فراهة وخفة اغصان الكرمة ويسرق كعبة والا كعبتين كرموس فتني والا سلطاني والا حموري….
الكرم وغلته قضية مقدسة عند الامازيغ. زبيرة وحضيان وردان بال على العيون من جمل طامع والا عنز معنطزة واقفة على قوايمها التوالى والا نعجة مهزرصة عجبتها عين ما زالت كي تفتقت.
عند الامازيغ المعضلة الكبرى هي كيفاش بتوصلو باش ينسقو بين اوقات تلقيح الذكار باش يضمنو ذكار كرمهم في اول الصيف. وهذا ما يتم الا بتوفر ذكار الذكار المعروف بالبرُّوم فترة معينة من الشتاء والبرُّوم هو ذكار الذكار باش يمكن من ولادة الشرُّوم اللي بلاش بيه ما تتذكرش الكرم. اهلنا من السابق كانو يربطو مع اصحابهم في جربة والا في توجان هالزوز بقايع اللي يتوفر فيهم البرُّوم الضروري للتوفر الشروم بعد ثلاثة شهور تقريبا. وتوفر البرُّوم اختياريا في جربة والا في توجان يضمن لحد كبير صابة الكرموس. الكرم الكل لابد ليها من ذكار كيف لابد من ذكار للنخل باش نضمنو ال٧بلح والتمر. اغلب الأشجار الاخرى يلزمها اشكار ذكر في المزارع لتذكيرها. البيثر ثمرة ماهيش مذكرة معتنها الزنين ( الحب اللي في وسطها) ما يولد شيء على عكس زنين الكرموس المذكر اللي كيف يطيح في الارض ينبت ويعطي كرم انثى والا ذكر. شجر اليثر ( البيثرية) بعد ما تكمل تعطي غلة البيثر تعين وتولد فرقوس اللي يتذكر ويوللي كرموس. ثمة توع من الكرم ما يتذكرش ويولد كرموس يتسمى بالامازيغي " بلاقال" او "بلايال" اي بلا تذكير او تدقيقا بلا تعليق.
بالنسبة للامازيغ اغلب منتوج الكرم يتشرح ويتشيح باش يوللي شريحة؛ وعبارة الشريحة تعني الكرموس اللي يتشيح بعد تشريحه وحلانه. وثمة كرموس اللي ما يتحلش ويشيح مسكر اما ياقع تفرطيحه وبعد ما يشيح يتسدس ويتشكك في خيط في شكل سبح وينسمى عند امازبغ ماجورة كبّاب والكباب يحتفظ بطراوته ويبدى معسل. النوع الاخير من الكرموس المشيح هو الغربوز وهو اللي يشيح تحت امه من غير ما يتحل ولا يخمج ولا يفسد. الغربوز اقل جودة من الانواع الاخرى اللي ياقع تسويقها في المدن والا في تجارة المقايضة. الكباب التونسي والا شبيهه في تركبا من ارقى انواع الشريحة اللي كانت تتعمل كوليات وطرود تتصدر في بلدان العالم.
الشريحة المشرحة يستعملوها الامازيغ بعد تفرطيحها ودقانها بمهراس الحجر والا الخشب ومن بعد يتم قليها في زيت الزيتون ويتم استهلتكها الصباح والا للمرضى…
الغربوز هو المادة الاولية لصناعة مشروب الشريح اللي يتم استهلاكه في الصيف. ثمة اللي يخلية حتى يبدى يخمر ويوزوز ويوللي يسكر. اما منتوجه المهم هو الكحول المستخرج منه وهي البوخا اللي اختصو بيها يهود جربة بالطريقة المحلية لاستهلاكهم الخاص والا هدية للاحباب والا بالطريقة الصناعية في سكرة قبل والا في خارج تونس.

ملحق خير ان شاء الله

سالني احدكم علاش نربط في حديثي على الكرموس بالامازبغ؟ واش يربط ما بيناتهم؟ وتعميما للفايدة أضفت جوابي لبقية الحديث.
لانهم مرتبطين ببعضهم والاثنين مرتبطين بالارض والقرى الجبلية اللي تجمعهم.
يلزم الواحد كيف يدور في البلاد يبقى متيقظ لكل ما يلاحظه من غراسات في اجنّه وسواني وكواتر .سواء كان في مناطق القرى الجبلية متاع الجبل الابيض والا دمر والا بوهدمة والا ماجورة والا السند والا حتى في قرىالشمال من جبل وسلات والا مرتفعات سليانة والا سواني قمرت القديمة او سهول مرناق المحاذية لجبل الرصاص يكتشف انه ثمة علاقة حميمية بين هالناس واشجار الكرم ومنتوجها ثمة تعديل معين للفصول وخدمة الارض والعود متاع الكرم. الثقافة الزراعية الاصلية اصولها أمازيغية كيف ما ثقافة السعي والاغنام والرعي اصولها عربية وبالطبيعة التمازج اللي حدث في بلاد المغرب يجعل من الخصائص الثقافية تكون مربوطة بأصول بالرغم من تعريب الكثير من الامازبغ وتمزيغ الكثير من العرب لدرجة انه يصعب الفصل بين هاءم وهاذم الا بالتحاليل الجينية وفي كل الحالات لا وجود الأعراق نقية وصافية 100%.





مها جويني | كاتبة وناشطة نسوية

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى