قضايا المرأة

مقابلة مع الناشطة البيئية “أنيسة بك درنة” أنيسة بك درنة والمعروفة أيضا بإسم “ني…


مقابلة مع الناشطة البيئية “أنيسة بك درنة”

أنيسة بك درنة والمعروفة أيضا بإسم “نيسا بيك” هي طالبة علوم سياسية في الجامعة الأمريكية في القاهرة وناشطة بيئية ليبية عندها 24 سنة أسست ” مشروع مولان” اللي هو مبادرة يقودها الشباب والشابات تهدف إلى نشر الوعي ودعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة في ليبيا.
أنيسة كمان القائدة الوطنية لمنظمات الشباب والشابات البيئية ” ليتس دو ات” و” فرايديز فورفيوتشر في ليبيا” ، أنيسة مدافعة عن البيئة منذ تسع سنوات وحصلت على العديد من الأوسمة منها جائزة ديانا المرموقة ،و اعترفت بيها منظمة جرينبيس كواحدة من 10 ناشطين وناشطات أفارقة في مجال المناخ يغيرون وجه الكوكب.
بدأ اهتمام أنيسة بالبيئة من وهي عندها 8 سنين من خلال مشاهدة أطفال الاكتشاف اتعلمت أهمية الحفاظ على التنوع البايولوجي و كانت عايزة تدرس علوم بيئية، في مقابلتها مع UN WOMEN قالت أنيسة عن تجربة دراسة العلوم البيئية في المدرسة وهي عندها 14 “عندما بدأت في دراسة العلوم البيئية في المدرسة الثانوية وقد كانت تجربة رائعة وفرصة لتعلم ما يحدث في عالمنا وذلك عندما أدركت أنني كإنسان لست سوى جزء صغير من عالم مليء بالنظم البيئية والكائنات الحية التي تعمل بنشاط للحفاظ على استمرار العالم وأن في الحقيقة لم أكن أقوم بدوري. بدلًا من ذلك، كنت أقوم دون علمي بمقاطعة انسجام هذا العالم من خلال أنشطتي اليومية. كانت تلك دعوة إيقاظي.”
بدأت أنيسة تتعلم أكثر فأكثر عن الأحياء والمناخ وفي الكلية قررت إطلاق مشروع مولان “أردت مشاركة هذه المعرفة التي اكتسبتها مع الآخرين من خلال إطلاق مشروع مولان وبدأت في تقديم ورش عمل وتدريب للشباب والشابات من مختلف الأعمار لإلهامهم/ن للعمل معًا لمكافحة أزمة”
اتواصلنا مع أنيسة عشان نعرف أكتر عن نشاطها البيئي وعن أهمية نشر الوعي عن تغيير المناخ والدفاع عن البيئة وخاصة تأثير التغيير المناخي على النساء.

_هل واجهتك عقبات لأنك بنت وبتتكلم في مواضيع زي دي ممكن في مجتمعاتنا مابيدوهاش أولوية؟

=المجتمعات العربية لا تعطي اي اهتمام للقضايا البيئية لعدة اسباب اهمها:

· تقاعس شديد من قبل الحكومات في دعم الحملات الوطنية التوعوية بالقضايا البيئية.

· عدم تفعيل القوانين المعنية بحماية البيئة و التنوع البيولوجي و التساهل مع الأفراد الملوثين و الممارسين للصيد الجائر و غيره

· تسليط الضوء على ضحايا التغير المناخي من مناطق جغرافية بعيدة و عدم التحقيق في الجرائم البيئية في المناطق المحلية.

· تقعس الإعلام في تغطية التغيرات المناخية الحالية و تأثيراتها المباشرة على الصحة و الإقتصاد و هي قضايا تستهوي العرب أكثر من الحديث على تأثيرات تغير المناخ على المدى الطويل.

· عدم وجود شخصيات معروفة ومؤثرة في المجتمع تتحدث على هذه المواضيع – في الغرب مثلا العديد من المشاهير يقومون بإستخدام منصاتهم للحديث على مختلف القضايا الإجتماعية و البيئية. ليوناردو دي كابريو مثلا يعتبر من أهم أعلام النشاط البيئي والمناخي على مستوى العالم. لا يمكنني التفكير بأي شخصية مشهورة في الوطن العربي لديها نفس التأثير في المجال المناخي.

لهذا فأي شخص يرغب في الإنخراط في العمل البيئي والمناخي بشتى مجالاته في الـ MENAسيواجه مختلف التحديات سوي ان كان ذكر او انثى و لكن كوني انثي يطرح مختلف التحديات الأخري التي ليست بالضرورة متصلة بالعمل البيئي بشكل مباشر ولكن بسبب مفاهيم مغلوطة مرسخة داخل المجتمع. أهم التحديات التي اوجهها كفتاة تعمل في المجال المناخي هي( التفسيج – Mansplaining )

سأشارككم أحد المواقف التي واجهتني مؤخرا.

اثناء عملي على حملة تتبع للاتحاد الأوروبي قمت بتجهيز سلسلة من الفيديوهات التوعوية بالقضية المناخية و مدي تأثيرها في ليبيا. تعرضت للهجوم و تم اتهامي بعدم الإلمام بالمجال المناخي رغم ان كل المعلومات التي قمت بذكرها كانت علمية و من مصادر موثوقة. بينما لاقى أحد صناع المحتوى الترفيهي المشاركين في الحملة الكثير من الثناء لحديثه علي نفس المواضيع التي ذكرتها رغم انه ليس ضليع او متخصص في المجال بأي شكل .

تميل المجتمعات العربية لتفضيل الذكور و الثقة بهم أكثر من النساء بشكل غريزي. كونك رجل في المجتمع يعطيك مصداقية أكبر. كما أن الرجال في المجتمع يظنون انهم اكثر المام وإدراك ومعرفة في مختلف المجالات فقط لانهم رجال وليس بسبب امتلاكهم للعلم الكافي للحديث في تلك المجالات. كوني فتاة يحد ايضا من الحركة الميدانية و السفر من أجل التحقيق في القضايا البيئية و إنتاج البحوث العلمية في المجال البيئي.

ايه رأيك في الحضور النسائي في المبادرات والحملات دي ، وايه المنهج الافضل لزيادة الوعي في المجتمع النسائي عن موضوع البيئة والتغيير المناخي؟

النساء و خاصة القرويات و الفقيرات منهم هن الاكثر تضرر من المشاكل البيئية, بسبب الحرمان من حقوق ملكية الأراضي وقلة وصول المرأة إلى الطاقة والمياه والصرف الصحي وغيره و هن الأقل ادراك و مشاركة في هذه القضايا على الأقل في المشهد الليبي. و السبب يعود لقلة وجود نماذج لنساء يعملن في هذا المجال في مجتمعاتهم .بالإضافة إلى عدم وجود الكفائات لقيادة المشاريع الريادية النسائية التي دائما تدعي مساعدة النساء لتحقيق الاستقلال المادي. معظم هذه المشاريع محصورة في أدوار إجتماعية تقليدية تقوم بقولبة النساء وحصرهن في مجالات معينة.

النساء في الريف والنساء من السكان الاصليين هن الأكثر دراية بالمشاكل البيئية و الاكثر تأثرا بها لهذا يجب على المنظمات المعنية بشؤون المراة الاهتمام بالجانب البيئي و تسليط الضوء علي علاقة المرأة بالأرض والعمل على تمكين النساء لإنشاء مشاريع زراعية و فلاحية تقوم على زراعة و الترويج للنباتات المحلية و إنتاج كتب و برامج للطبخ لتطوير مختلف الوصفات التي تعتمد علي الطعام المحلي المتوفر لانها اقل ضرر بالبيئة وارخص و في متناول اليد وهذا لمكافحة انعدام الأمن الغذائي. كانت هذه بعض الأمثلة على كيفية تمكين النساء في مجال الفلاحة من أجل تطوير استراتيجيات تأقلم على التغيرات المناخية و تعريف ألنساء بمدى تأثير هذه المشاكل عليهن و زيادة فرص النجاة في حالة تعرضهن إلى كوارث طبيعية والمضاعفات المناخية كالجفاف و التصحر.

القضية المناخية هي قضية نسوية 💪

_________________________________________
رابط سلسلة اسأل أنيسة:
https://fb.watch/dxyyMcWvZh/
مشروع مولان : https://projectmulaan.wordpress.com/

إعداد وتحرير: فاطوم تشان


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى