مع كل رمضان اتذكر قصة طريفة جدا جدا من ايام الشباب سأرويها…


مع كل رمضان اتذكر قصة طريفة جدا جدا من ايام الشباب سأرويها لكم: فى بداية السبعينات كان شفيع شلبى مذيعا مرموقا ومقدم برامج عبقرى.. وفى شهر رمضان اخذ “الناجرا” وهى جهاز التسجيل على ايامنا وتوجه الى حى الحسين لتسجيل حلقة للاذاعة عن احفالات شهر رمضان فى الماضى والحاضر.. ولان شفيع كان ولا زال يعشق الجديد والخارق للعادة فلم يعجبه كل ما سجله .. فاتفق مع صديقنا الراحل المخرج عصام المغربى ان يقوم عصام بدور رجل مسن جدا يحكى ذكرياته مع رمضان… وبدأ التسجيل وسال شفيع عصام : حضرتك سنك كام سنة؟ فانطلق صوت المغربى مكسورا مهزوزا مرتعشا يشبه تماما صوت الممثل الراحل عبد الفتاح البارودى: انا يابنى… عندى دلوقتى ١٠٣ سنة.. واوقف شفيع التسجيل لينطلق فى الضحك مع عصام. لكنه اعاد التسجيل وقال له : ماشاء الله.. ربنا يديك الصحة ياحاج.. وانطلق عصام فى سرد ذكريات وهمية عن رمضان ايام الخديو عباس حلمى وكيف كان فانوس رمضان وكيف كان الاطفال يرقصون ويمرحون… المهم ان المدير المسئول عن البرنامج كان الاذاعى المعروف وجدى الحكيم وكان هذا الرجل لا يحب شفيع اطلاقا لان شفيع هو النموذج المضاد له : فهو رجل السلطة ورجل التطبيل والالتزام بكل ما هو تقليدى ومتماشى مع الاتجاه الغالب. وشفيع فوضوى ويعشق كسر التقاليد المتعارف عليها… ولان الحكيم كان ذكيا وذا خبرة كبيرة و”لئيما” فقد شك فى التسجيل وفى شخصية الرجل العجوز صاحب ال ١٠٣ سنة.. فقال لشفيع: “انا عايز اشوف الراجل ده.. هاتهولى فى مكتبى.. احب اتعرف عليه”.. فتملص شفيع قائلا: اجيبهولك منين؟ ده راجل قابلته فى الحسين قاعد على قهوة.. عاد الحكيم يضغط: يعنى معقول راجل زى كده ما اخدتش تليفونه او وسيلة الاتصال به؟؟ المهم ان البرنامج لم يذع واصر شفيع على ان هذا الرجل صاحب ال ١٠٣ سنة موجود وحى برزق ووجدى الحكيم يشك فى ذلك.. والارجح ان الحكيم لا يعرف حتى هذه اللحظة سر هذا الموضوع.. ( اكتشت الآن ان وجدى الحكيم قد توفى ولم اكن ادرك ذلك.. وقد توفى وهو لا يعلم سر قصة الراجل العجوز)

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version