كتّاب

مروان الغفوري | قلت سأكتب عن مدينة إيسن وتجربتها مع وباء كوفيد-١٩ (كورونا).


قلت سأكتب عن مدينة إيسن وتجربتها مع وباء كوفيد-١٩ (كورونا). سأفعل ذلك في القريب. مدينة مكتظة بالسكان عاصمة الثقافة الأوروبية ٢٠١٠، وعاصمة الطاقة في ألمانيا، ومركز ل ١٠٠ من أهم الشركات الألمانية: (التاسعة على مستوى ألمانيا من حيث عدد السكان، بها جامعة ومستشفى جامعي هو الأكبر في غرب ألمانيا، وجالية طلابية صينية تعدادها ٥٠٠٠ طالب، وتنوع إثني وثقافي رهيب، ٤٢ نادي ومركز ثقافي، أوبرا، ٦٠٠ ألف نسمة، وجالية تركية كبيرة أو ليتل اسطنبول)..

ما أريد قوله الآن هو أن إيسن استقبلت اليوم، عبر مطار إيسن – مولهايم العسكري أول دفعتين من مرضى كورونا، حالات حرجة: دفعة من فرنسا، وأخرى من إيطاليا. قام الجيش الألماني بنقل المرضى الفرنسيين بالمروحيات (الطبية)، ومن إيطاليا عبر طائرات تتبع منظومة الصحة داخل الجيش.

صباحا حطت طائرة عسكرية ثالثة في مطار كولن، داخل الولاية نفسها، محملة بستة مرضى في حالة حرجة، جاءت بهم من إيطاليا (تملك الطائرة وحدة عناية مركزة دائمة ومكتملة بستة أسرة مع ستة أجهزة تنفس اصطناعية، وحدة عناية متوسطة ب ١٦ سرير مع أجهزة مونيتور ومنظومة أوكسجين، ووحدة رعاية عادية ب ٢٢ سرير. أو: مستشفى طائر، كما يطلق عليها).

الصورة المرفقة من مطار إيسن مولهايم العسكري هذا الصباح. المروحية قادمة من ستراسبورغ، فرنسا.

سجلت إيسن اليوم انخفاضا ملحوظا في عدد الحالات الجديدة مقارنة بالأيام الماضية. يصعد المنحنى ببطء شديد، وفي المقابل يتعافى المصابون بسرعة توازي عدد الحالات الجديدة (تقريبا) ..

المحافظة/ المدينة جاهزة ب ١٦ مستشفى (في مستشفانا قرابة ٥٠ سرير عناية مركزة، موزعة على أربعة أماكن. البنية التحتية الطبية في ألمانيا ضاربة القوة. وهي تعمل بلا دوشة ولا شعارات.)

رغم التعقيدات الديموغرافية والاجتماعية هنا إلا أن الحجر والعزلة والتباعد الاجتماعي .. كل ذلك يحقق نتائج جيدة لحين بحث مسألة "الخروج من العزلة" مع الآخرين ..

ابقوا في المنازل، هذا هو السر. ابتعدوا، تباعدوا.

ثمة عشرون مشروعا للقاح ضد الفيروس، أبرزها ثلاثة:
– أميركي دخل بالفعل طور التجريب، انتجته شركة موديرنا، يقول مسؤولو البحث إنه سيكون جاهزا بحلول العام القادم. أول أمس أصدرت الشركة بيانا رسميا قالت فيه إن اللقاح سيكون جاهزا في خريف هذا العام، في محاولة منها لاستعادة إيمان الناس وأملهم.

  • مشروعان آخران، ألمانيان: الأول تجريه شركة كيور فاك، وهو واعد، ويعتمد كليا على النانوتكنولوجي (دمج جين كورونا المسؤول عن صناعة بروتينات الغلاف الخارجي داخل خلايا معينة، ثم حقن الخلايا في الكائن. سينتج الجين الغريب بروتينات الفيروس على سطح الخلية، وسيتعرف عليه جهاز المناعة على الفور، ثم يبدأ الشلال في الحركة). لا توجد لقاحات تعمل بهذه التقنية حتى الآن، وإن كانت الفكرة نفسها مما يطرح على الصعيد النظري مرارا. سيكون ناجزا مطلع العام القادم طبقا للبروفيسور فيلر، رئيس معهد روبرت كوخ (ما لم يعجل الأمر بقرار سياسي يختصر شروط الـ///ــلامة Sicherheitsprofil). أي بعد انتهاء موجة كورنا، او مع الموجة الثانية منها!..
    – آخر قادم من جامعة ماربورغ، يعتمد على تقنية فيروسية كلاسيكية بعض الشيء، أو MAV .. لن يكون جاهزا قبل نهاية العام.

    هناك حديث عن فائدة محتملة للقاح السل الرئوي، ضمن حديث عن آلاف الأفكار. تجري دراسة أسترالية احتوت ٤٠٠٠ عامل في القطاع الطبي، وستخضعهم للقاح السل الرئوي في محاولة لدعم نظامهم المناعي بشكل عام. من المتوقع أن تنشر نتائجها مع نهاية العام! هذه الدراسة ستعني النظام الأكاديمي لا سواه.

    كما ترون، إذن:
    كل الحلول مؤجلة. ما من حل سحري حتى الآن.

    لذا سنبقى في المنازل، سنتباعد، وسنأخذ الحيطة الشاملة، وسنرفع المتاريس.

    كل المحبة.

م. غ.


مروان الغفوري | كاتب يمني

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى