كتّاب

مروان الغفوري | فشلت دراسة بربطانية في التوصل لإجابة حول سؤال ما إذا كان

فشلت دراسة بربطانية في التوصل لإجابة حول سؤال ما إذا كان كورونا بالفعل يتمتع بميزات موسمية مشابهة لتلك التي ميزت الحمى الأسبانية. لنتذكر أن الحمى الأسبانية تفشت شتاء وربيع ١٩١٨، ثم هبطت بشكل ملحوظ خلال أشهر الصيف، ثم عادت بضراوة في الشتاء التالي واستمرت حتى العام ١٩١٩. قال الباحثون إنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى تحليل معقول للبيانات المتوفرة بسبب طبيعة تلك البيانات "الديتا" التي جمعوها..
لنلق نظرة على أستراليا: حل الشتاء في استراليا الآن (يوليو – سبتمبر). تسجل الولايات الثمان، بتسارع مختلف، زيادات ملحوظة في العدوى مقارنة بأشهر الصيف والخريف (الستة الأشهر الماضية). ما يجري في استراليا، التي ستبقى مغلقة حتى إشعار آخر، يؤكد فرضيات الموجة القادمة، تلك التي قد تفصح عن نفسها في أكتوبر القادم..

اللقاحات تتسابق، أكثر من مائتي مشروع لقاح. الدكتور فاوتشي، المرجع الأميركي الأشهر، قال في ويبنار قبل أيام إن كفاءة اللقاحات لن تتجاوز ٦٠%، ما يعني أن الفيروس سيبقى، وأنه سيكون علينا (ربما) أن نواصل بعض العادات إلى الأبد: مثل الكمامة، تحاشي المصافحة، المسافات.

ثم إن هذه اللقاحات التي ستحقق نصف النجاح ونصف الأمل لن تكون متوفرة بكميات تغطي العالم، بحسب فاوتشي، قبل نهاية ٢٠٢١. أي ليس قبل الموجة الثالثة، شتاء ٢٠٢١.

كما لو أن الأمر برمته سيحال إلى "الانتخاب الطبيعي"، يوما ما سيصاب كل شخص بطريقة أو أخرى، وسيتجاوز المحنة أولئك الذين ستستجيب مناعتهم للعدوى بطريقة عاقلة وموضوعية. ربطت دراسة نشرت ارتفاع الوفيات في أميركا إلى معدلات السمنة العالية، واقترح الباحثون ميكانيزما لذلك: هرمون الليبتين يتواجد بكثرة في بلازما ذوي الوزن الزائد، ولوحظ أن هذا الهرمون يحدث تخريبا في وظيفة الخلايا المناعية أربعة وثمانية. مقاربة أسبانية توصلت لنتيجة مشابهة حين وضعت معدل السمنة المرتفع ٢٥% في البلاد كسبب رئيسي من أسباب الوفاة. هي مشكلة مناعية في الأساس، تقول التخمينات، وتجري الأمور بعد ذلك بشكل غير متوقع. فقد تطورت الإصابة في ٦٠٠ طفل أميركي إلى MIS-C أو متلازمة التهابية تصيب عدد من الأعضاء، وتوفي منهم حوالي ١٠ أطفال. تهبط وفيات الفيروس إلى ما دون العشرة أعوام. من جانب آخر تبدو المسألة برمتها كما لو أنها أزمة إحصائية. الأرقام تقول الشيء ونقيضه، ولا أحد يعرف ما الذي علينا اتخاذه في الشتاء القادم على نحو جماعي. فقد خسر الاقتصاد الأميركي ٣٤% خلال الأشهر الماضية..

عربيا، توقف الناس عن الحديث عن الوباء، وتواطؤوا على الصمت.
إن صمتنا الجماعي سيعني انتهاء المشكلة، نفكر جماعيا.

ولطالما هزمنا الحقائق بتجاهلها..

وذلك بحث آخر

م.غ.

مروان الغفوري | كاتب يمني

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى