كتّابمفكرون

“لمحات من التاريخ السياسي للأزهر” 7…


“لمحات من التاريخ السياسي للأزهر” 7
دور الأزهر في ثورة 30 يونيو 2013 وما بعدها
———————————————–
حاول الأخوان المسلمين زعزعة الاستقرار داخل جامعة الأزهر بكل الطرق, من خلال إثارة الفتن والاعتصامات داخل الجامعة وفي محيطها, كما حاولوا إلحاق الأذى بالطلاب عن طريق دس السم لهم في الطعام الذي كانوا يتناولونه داخل الجامعة لإحراج الأزهر.

ولهذا جاءت مواقف الأزهر تجاه الأخوان مغايرة فإبّان عهد مبارك أفتى الأزهر بعدم جواز الخروج على الحاكم في التظاهرات وغيرها, وتبدلت الفتوى في عهد الإخوان بجواز الخروج بسلمية, وهو ما مهد الطريق لثورة الثالث من يونيو والذي كان فيها الأزهر أحد أبرز أضلاعها.

كان حضور شيخ الأزهر ومشاركته في بيان 3 يوليو 2013 الذي ألقاه الفريق أول عبدالفتاح السيسي حينها، بجانب بعض ممثلي القوى المدنية والسلفية وبابا الكنيسة, يعكس توافق ودعم المؤسسة للتوجه السياسي الجديد, وبرر الطيب هذا التصرف بأنه اختار أخف الضررين.

اصبح الأزهر الآن يتمتع بإستقلالية سياسية وأصبح شيخ الأزهر محصنا من العزل بنص الدستور, ويستطيع البقاء في السلطة طويلا, وهو ما سينعكس علي مواقفه فيما بعد وفي ظل ظروف وأحداث مؤثرة.

تحول الأزهر, الجامع والجامعة, الي ساحة جديدة للصراع, مع سعي الاخوان للإبقاء على قضيتهم حيّة بعد تنحيتهم, استنادا علي غضب أعضائها وداعميها من الطلبة والأساتذة والإداريين في الأزهر, وذلك من خلال المظاهرات والإضطرابات التي دارت في فنائه, حين فشل الاخوان في حشد التأييد لهم عن طريق احتجاجات الشوارع.

ورشّ الطلاب جدران المباني برسوم الجرافيتي, تشمل عبارات مهينة للطيب والسيسي, وما أسموه حكم العسكر, واغلقوا مداخل الكليات, وبدأوا الاعتصامات, مما دفع رئيس الجامعة إلى طلب تدخل الشرطة, مشعلا غضب الطلاب والأساتذة الإخوانيين الذين يتحدثون عن حرمة الأزهر والمقر الجامعي, وعلت أصوات بعض الاساتذة الذين كانوا يتعاطفون مع الاخوان في صمت من قبل, لكن لم يكونوا يجرؤوا على تحدي قيادة الازهر.

مع تصاعد الأعمال الإرهابية المسلحة تحت ستار الدين وحلم الدولة الإسلامية, وتذرع الإرهابيين بعدد من النصوص المقدسة, توجهت الأنظار تجاه الأزهر بصفته المؤسسة المنوطة بمواجهة هذا الفكر المتطرف, وملء الفجوة العقائدية والدينية.

كان النظرالي إجراءات الأزهر علي أنها ليست علي المستوي المطلوب, فلقد شملت شجب وإدانة هذه الأعمال, واتهامها بأنها لا تمثل الإسلام, وأن مرتكبيها لا يطبقون صحيح الدين, وقد رفض شيخ الأزهر تكفير الإرهابيين, في نفس الوقت الذي واصل فيه رجاله تكفير المسيحيين ووصفهم بالذميين علي وسائل الاعلام.

في 3 يونيو 2015 افتتح شيخ الأزهر (مرصد الأزهر باللغات الأجنبية) لمتابعة ما يحدث فى العالم من مستجدات وقضايا وتحليلها والرد عليها لنشر الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام كإجراء مضاد للفكر التكفيري, كما أنشأ لاحقا مركز الترجمة لمخاطبة الرأي العام العالمي, بالإضافة إلى مركز بيت العائلة المصري, وصفت جميعها بأنها محدودة التأثير وغير ذات جدوي بالنظر الي إرهاب مدمر يهدم الدول ويقطع الرؤوس.

أثار موقف الأزهر, الكثير من المفكرين ودعاة التنوير والمطالبين بالتجديد, وانهالت الإتهامات مشيرة الي مناهج الأزهر التي تحض علي التطرف, والقاصرة عن متابعة التطور والتحديث, وغموض موقف علمائه فيما يختص بجديّة محاربة الإرهاب, وفي المقابل كان موقف الأزهر وأساتذته هجوميا منددا بناقديه مهددا بمقاضاتهم, رافضا للتجديد, وانتشر علماؤه في الإعلام يدافعون عن أنفسهم ومناهجهم وفكرهم, ويحتكرون التفسير الديني لأنفسهم, وهو ما تسبب بشكل أو بآخر في إحداث شرخ في الصورة الذهنية للأزهر ورجاله في عقول المصريين.
ثم بدأ الصدام الذي بدا واضحا بين الأزهر المنتشي بإستقلاله, وبين الرئيس السيسي.
وللحديث بقية …..
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى