كتّاب

كيف تفهم الرسول في ثلاث دقائق…


كيف تفهم الرسول في ثلاث دقائق
دروس مبسطة إلى المشائخ والفقهاء.
ــــــــــ
مروان الغفوري
ـــــــــــ

لم يأت محمد النبي ليوقف عبادة الأصنام، بل ليضع حداً للعبودية. كان واضحاً، كما يقول النص القرآني، أنه يرى إلى العالم بوصفه مكاناً للدراما/ الصراع لا اليوتوبيا. لم يبشر بانتهاء التاريخ أو بجنة على الأرض، بل بصراع لا ينتهي “وقُلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو”. بقي موقف القرآن واضحاً، وحاسماً، وهو يقول: عليكم أن تحاولوا، فقط حاولوا، لا تتجاوزوا المحاولة الفلسفية الجدلية إلى الإجبار أو العنف. العنف مسألة، كما أكد القرآن أكثر من مرة، لا علاقة لها بفلسفة الاسلام. لم يكف القرآن عن ذكر كلمة “الرحمة” في كل صفحة تقريباً.

وقف الاسلام ضد العنف والقتل بكل شراسة وبسالة. بين أصحابه، وهو يحدثهم عن الفوضى التي تبرُز عندما تتحلل الدولة أو يتفكك المجتمع، أخبرهم بجلاء “فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل، فافعل” كما أورد ابن حنبل في مسنده.

تبرز الفوضى على أنقاض انهيار الدول. في الفوضى تتكاثر الجهات والجماعات ويصير من المُحال امتلاك الحق أو الحقيقية. فلدى كل جهة نصيب من منهما، أو لا شيء. في الفترات الزمنية الحرجة، تلك، يقول الاسلام شيئاً جلياً: إذا لم تستطع بكلماتك أن توقف الفوضى، بكلماتك وحسب، فانجُ: “يوشكُ أن يكون خير مال ابن آدم غنم يتبع به شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتنة” كما عند البخاري.

تحدث النبي محمد كثيراً إلى أصحابه عن الدولة والنظام، عن الصرامة والاستبسال من أجل الحفاظ على المجتمع الهارموني المتماسك والمتعدد. ما إن وضع قدميه في المدينة حتى كتب وثيقة، ما يشبه الإعلان الدستوري، قال فيها: اليهود أمة، النصارى أمة. معطياً الديانتين حق المواطنة الكاملة، محرراً إياهما من الخوف والقلق. بحسب الوثيقة تلك صار على النصارى أن يشتركوا في الدفاع عن المدينة، أي أن يصيروا ضباطاً في الجيش. لكن، أيضاً، من حقهم أن يرفضوا خوض حرب بعيدة ضد عدو ينتمي إلى ملتهم “لا يحشرون ولا يعشرون”.

في السردية المحمدية تكاثرت الإشارات إلى صعود الأمم واندثارها، إلى أزمنة الانهيارات الكُبرى وتفسخ المجتمعات بالمعنى التنظيمي والإداري، أي انهيار مشروع الدولة. كان موقف الرسول محمد صارماً: لا تكن عبد الله القاتل، كن المقتول. وهي الفكرة الجوهرية التي تدور حولها الديانات والفلسفات: الخلاص من الألم والخوف، والامتلاء بالطيبة. تلك هي الديانات الطيبة، كما تسمي البوذية نفسها. فالدارما، عند البوذية، لا تشمت من أي دين، ولا تُدين العقائد. إنها، منذ ٢٥٠٠ عام، تحاول البحث عن طريق للخلاص من الألم، لاكتشاف الهدوء الداخلي العميق الكامن في الإنسان. ذلك ما دفع نيتشه إلى القول، كما في “عدو المسيح”، إلى أن البوذية أرفع مائة مرة من المسيحية. فالمسيحية، يقول نيتشه، ترى الكائن مذنباً عليه أن يتخلص من خطيئته، بينما تحاول البوذية تحريره من ألمه. على أن نيتشه كان بمقدوره العثور على ما يشبه الدارما في صُلب التعاليم المسيحية.

في العام ١٦٠٢ كتب الفيلسوف الإيطالي كامبينيللا عمله الأشهر “مدينة الشمس”. تلك المدينة التي لا توجد فيها بطالة، ولا حرب، ولا جوع. محاطة بعدد من الجدران المتينة، تمتلئ الجدران بالتلوينات الفنية، يعيش مواطنوها في سكينة دائمة ولا يعملون في اليوم سوى أربع ساعات. بينما يعمل ٢٤ خبيراً فلكياً على بُرج عند باب المدينة يربطونها على الدوام بالفُلك والسماء، بالله والكواكب. ربما كانت مدينة الشمس، لكامبينيللا، هي ذاتها مدينة الفضيلة الخالصة عند ديستويفيسكي في قصته الطويلة “حلم رجل مضحك”. غير أن ديستويفيسكي لم يترك حلم الرجل المضحك مظفراً، فقد سافر بطله من الأرض إلى واحد من الكواكب، حيث تلك المدينة، وعلم أهلها الكذب. وكان الكذب لوحده كافياً لخراب المدينة كلها، وتحويلها إلى بؤرة صراع لا ينتهي.

المحاولات الأوروبية للبحث عن اليوتوبيا اصطدمت على مر الأيام بالحقيقة الجلية “بعضكم لبعض عدو”.

في العام ١٦٠٥، بعد ثلاث سنوات من نشر “مدينة الشمس”، أنجز سيرفانتس عمله الأيقوني الخالد “دون كيشوت”. لا مزيد من اليوتوبيا، فالإنسان ليس سوى قرد عارٍ يقف في مواجهة طواحين الكوكب، وأخطاره وعليه أن يواجه كل تلك المخاطر وحيداً، مستنداً إلى قواه. نشأت الرواية الأوروبية من معطف سيرفانتس، ونسج الروائيون الأوروبيون أعمالهم على منواله “الصراع”. كان الإنسان، في رواية القرون الثلاثة، السادس عشر إلى الثامن عشر، يقف في مواجهة قوى كونية، قوى خارقة، تكسره في الأخير أو ينتصر عليها بدرجة ما. إلى أن جاء فلوبير، الفرنسي، ونقل الصراع/ الدراما إلى الداخل، إلى البيوت والشوارع والمصانع، إلى غرف النوم ومخازن الطعام.

الحياة، كما تقول الأديان والفنون، دراما، صراع. بحث الفن، كما الأديان، عن أفضل السبل لجعل الصراع أقل خطراً، أو لاحتوائه. النبي محمد كان صارماً، وجلياً. ليس ذلك وحسب، بل أفسح من وقته مساحة كبيرة للحديث، بطريقته الروائية البديعة التي ستسمى فيها بعد “جوامع الكلم”، عن الصراع لحظة انهيار الأمم والدول، الفوضى التي بلا ملامح، عن الساعات التي “يخاف فيها المتكلم ويغضب فيها السامع” بتعبير ابن عباس. أخبر القرآن “عليكم أنفسكم، لا يضركم من ضل إذا اهتديتم”. حيز الصراع في الدرس القرآني والمحمدي كان واسعاً، وإنه من اللافت تأكيد النبي محمد على موقفه الدائم: كن عبد الله المقتول لا عبد الله القاتل.

من المثير أن فكرة الصراع المركزية في الأديان، الاسلام مثالاً، ارتبطت أيضاً بفكرة المخلص. أي بيوتوبيا كامبينيلا. المخلص في الديانات هو أيضاً مُحارب سيصل إلى السلام الإلهي الأخير عبر طريق الحرب. إنها فكرة أبوكاليبسية محضة تنشأ، في الأساس، كاستجابة لسؤال حذيفة بن اليمان التاريخي “كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنتُ أسأله عن الشر مخافة أن يدركني”.

الصراع، إذن، حتمي، هكذا أكد الرسول محمد. وحتميته مرتبطة أيضاً بكونه أزلياً. وهو، أي الصراع، ذو طبيعة وظيفية “ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض”. فجنة السلفية المحضة، جنة النساء والعسل والثياب البيضاء، لا تخلق أرضاً ثابتة، وليست سوى حلم رجل مضحك. ذلك ما جعل بلداً كالسعودية مهدداً بالتفكك لمجرد انهيار أسعار النفط. لقد بحث ذلك البلد السلفي الكبير عن جنته الموعودة على كتفي النفط، واسترخى عشرات السنين، ونسيَ أن يعمل. الحياة متتالية بنيوية من الصراع، ذلك الذي قد يقوض كل شيء أو يبني كل شيء.

لا علاقة للاسلام بالحروب، وليس الرسول محارباً. ثمة دراسة تاريخية أحصت عدد قتلى معارك النبي بـ ٢٨٢ قتيلا من الطرفين خلال حوالي ربع قرن من الزمن. وليست مصادفة أن لا يعثر دارسو التاريخ على حالة واحدة غرز فيها النبي سيفه في جسد رجل آخر. على خلاف أبطال الملاحم الكبيرة، من إلياذة هوميروس إلى الملاحم الأفريقية، بقي البطل الإسلامي الرفيع “محمد” يحمل سيفاً لا يسيل منه الدم. لم يترك سيفه قط، ولا فرسه. لم يفر من معركة، لكنه أيضاً، وخلال ربع قرن، لم يقتل أحداً. كان، ويا للمفارقة، البطل الذي لم يخسر معركة، ولم يقتل أحداً.

جاء بنظرية حول العدالة والحرية. من الطبيعي، وفقاً لميكانيزم الصراع الطبقي، أن تقف الطبقات العليا ضد دعوته، تلك الدعوة السلسة ذات الجاذبية. فهي دعوة تعمل على تفريغ مخازن العبيد، وتسعى إلى إعادة توزيع الثروة. إنها منيفيستو جديد يدعو إلى “الناس شركاء في ثلاثة، الماء والكلأ والنار”. حتى هذا المنيفيستو التاريخي جرى تحويله إلى “المسلمون شركاء” عوضاً عن “الناس شركاء”.

وهو يمشي بين الناس يبشر، ببسالة وطيبة، بنظريته كانت سمعته تتجاوز الأحياء الضيقة في مكة القديمة وتصل الحضر البعيد والبادية البعيدة. الدعوة الطيبة، نظرية العدالة والحرية الجديدة، صنعت له انتصارات في أراضٍ لم يرها من قبل، ولم يرها قط. كانت جاذبية دعوته هي نصره الذي قال عنه “نصرت من مسيرة شهر”. المتجهمون الذين جاؤوا من بعده أضافوا كلمة “الرعب” إلى الحديث: “نصرت بالرعب من مسيرة شهر”. إنها جاذبية دعوته وما تخلقه من حلم، نقول نحن. لكنهم يقولون: بل رعب دعوته. وتلك طريقان، ولا شك أن محمداً كان في واحد منهما فقط، ولم يكن فيهما معاً.
كانت جاذبية دعوته، الإغراء المحمدي الكبير أو الحلم المحمدي أو الأرض المحمدية، هي التي تفتح له الأراضي وتدفع السكان إلى الخروج إلى الصعدات في انتظاره أو انتظار رسله.

ذلك الإغراء المحمدي هو الذي دفع الملوك إلى قتل رسله. فدعوة تمتلك كل تلك الجاذبية من الأفضل، بالنسبة للأنظمة الشمولية، أن لا تفتح لها الأبواب.

اعتمد محمد النبي كلياً على الإغراء الذي تنطوي عليه نظريته، فلم يكن بحاجة للعنف ولا الحروب. حتى عندما اكتشف جاسوساً بين جيشه وطرحت عليه فكرة قتله، همس في مستشاريه “ماذا لو تحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه”. إنه يعي جيداً مسألة الصراع، ويفهم ما معنى أن تحتفظ نظريته بتوهجها وجاذبيتها وإغرائها. بصرف النظر عن الخطيئة التي يرتكبها الفرد، أو الجُرم، فقد طور الرسول قوانين عملياتية يومية تفضي إلى احتواء الخطايا لمصلحة أن يستمر تدفق الرسالة حيوياً، ونضِراً.

كان معنياً بالناس، بكل الناس، بالذين ينتظرون زلاته أو الذين يترددون في تصديقه. خرج على أصحابه ناقلاً عتاباً تلقاه للتو “فلعلك باخعٌ نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديثِ، أسفا”. باخعٌ، هُنا، تعني منتهى التلف والإهلاك للروح، أي ذلك الحزن العميق الذي يقوض السلام الداخلي. وتلك حالة تنتاب الأم، أو الأب، أو الشاعر، لا الملوك ولا المحاربين. وهي، ربما، ما كان يقصده أدونيس بحديثه عن “إله الملك وإله الشاعر”. تلك كانت الحالة التي تجتاح محمداً وهو يرى أناساً لا يصدقون حديثه. فقد بلغ به الكمد مبلغه وهو يفرغ من تلاوة سورة يوسف لأناس قالوا له بعد فراغه إنهم لا يصدقون ما سمعوه. جاء في “زاد الميسر” أن الله أخبره “وما أكثر الناس ولو حرصت بؤمنين”. ثم طلب منه أن يتركهم في سبيلهم، يصدقون أو ينكرون فذلك ليس من شأنه ولا يملك الحق في إرغامهم “إن أنت إلا نذير”.

وضعه القرآن، مرة بعد أخرى، أمام الحقيقة بكل صرامتها: لن يؤمن لك الكثيرون، ذلك أن طبيعة الصراع الأرضي، الطبقي في حقيقته، ستحول دون ذلك.
رغم الإغراء والجاذبية لمشروعه بقي الصراع قائماً، وبقي المؤمنون والمنكرون. أما موقفه النهائي فكان أن لا تذهب نفسه حسرات، وأن يستمر في التبشير والعمل الصالح وتقديم النموذج والعمل مع كل الناس لأجل تثبيت السلام على ظهر الكوكب.

وكعادة الديانات الفاضلة راح الرسول محمد يفرغ رسالته من كل الفتائل الضارة التي قد يُساء استخدامها، وكان حازماً وصريحاً وهو يحدث أصحابه عن الأمور التي من الممكن أن تجري عندما تنهار الأمم والحضارات “إن استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل، فافعل”.

في سيرته، كما في حياته، كان يمجد السوق والنخيل، ينصح بالجوع والصيام ويحيل إلى نبي الله داوود الذي يصوم يوماً ويفطر يوما. لم يكن سميناً، ولم يرو أحد أن وزنه كان زائداً. لا ينبغي لنبي أن يبدو كذلك، فالنبي مشاء ومتأمل، يفني الجسد لصالح السلام الداخلي العميق، وهو لا يذهب إلى الطعام إلا جائعاً أشد الجوع، ويقوم عنه وهو يشتهيه، كما علم أصحابه. لم يكُن محارباً ولا شاعراً. كان واقعياً شديد الواقعية.

أما في المدينة التي حكمها، يثرب، فلم يجرؤ امرؤ قط على ارتكاب جريمة تعذيب، أو عنف، بحق بشر. المرة الوحيدة التي انزلقت فيها لسان رجل من أصحابه يسخر من زنوجية رجل آخر “يا ابن السوداء” نهره الرسول وخفض من درجته أمام الآخرين: أنت امرؤ فيك جاهلية. لقد أعاد ضبط الساعة، ووضع الرجل أمام حقيقته العارية، وحرر رجلاً زنجياً من هزيمته وألمه.

أن تقول لامرئ “يا ابن السوداء” أمام النبي محمد، فذلك عمل جسيم سيقضي على رصيدك. حاذر وأنت أمام النبي، فهو لا يقبل العنف، ولا الازدراء، ولا القتل، ولا الخيلاء، ولا يحاصر المُدن.

يتبع …

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫48 تعليقات

  1. أن تقول لامرئ “يا ابن السوداء” أمام النبي محمد، فذلك عمل جسيم سيقضي على رصيدك. حاذر وأنت أمام النبي، فهو لا يقبل العنف، ولا الازدراء، ولا القتل، ولا الخيلاء، ولا يحاصر المُدن.

  2. يتحدث عن النبي محمد كما يتحدث عن بقية الروائيين من ديسكوفيسكي الى ……مدري من؟ من اﻻسماء اﻻعجمية ليبهر ويفحم القراء السذج من( قطيعه)ولم يكلف نفسه ان يصلي عليه كما امره الله ولو مرة واحده ..صلوات ربي وسﻻمه عليه وعلى اله…كانه يتحدث عن فيلسوف او مصلح اجتماعي او روائي ..قلنالكم خرووووف ما صدقتوناش…بعاااااااااااع

  3. هذا محمد العظيم لمن يفهم … فيما يبقى عدم الفهم هو أهم مشكلة تغلف بها المسلمون… ويبقى الغفوري النبيل واحدا ممن يفهم الدين والنبي بحق ..ويجلون مشكلة عدم الفهم ..وينبشون في تكلسات الذهنية المسلمة ..ويسبرون أغوارها ..بعيدا عن سطحية النص وجمود المعنى

  4. سنساندك في هذه الحملة التوعوية، فمشائخ الدين -ربنا يهديهم- أورثونا من المقدسات في نظرهم “فوبيا مرعبة” حتى وجدنا الخوف يغلب الحب لتلك المقدسات، أبلغهم يا مروان بأن أعرابيًا أمسك سيد الخلق محمد من ردائه وجذبه حتى أثَّر في عنقه، وقال: “يا محمد ـ باسمه ـ أعطني من مال الله فهذا ليس مالك ولا مال أبيك “. تبسَّم النبي عليه الصلاة والسلام بعد أن التفت إليه من كان مع الرسول بغضب ليؤدبوه فقال لهم صلى الله عليه وسلم يعلمهم اللطف والأدب: “صدق إنه مال الله أعطوه ما يريد” ، فقال -سيد الإنسانية- لهم إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجلٍ له ناقة، فشردت عليه، فاتَّبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفوراً، فقال لهم صاحب الناقة: خَلُّوا بيني وبين ناقتي، فأنا أرفق بها منكم، وأنا أعلم بها، فتوجَّه إليها صاحبها، وأخذ لها من قُمام الأرض ـ أي حشيش، أي من نبات الأرض ـ ودعاها حتى جاءت واستجابت وشدَّ عليها رحلها، وإني لو أطعتكم حيث قال ما قال لدخل النار. أخبرهم عن لطف محمد وحسن خُلقه، وكيف كسب الناس بمعاملته.
    أبلغهم بأن محمد صلى الله عليه وسلم الذي علمنا اللطف والإحسان ومكارم الأخلاق لم يأمر بقتل امرأة شتمته كما يدعون..
    أبلغهم بأن الرسول جاء ليخرجنا من الظلام إلى النور، ولم يأتِ من أجل أن يعلمنا الصراع، أبلغهم بأن دين محمد هو دين السلام والمحبة والتسامح.
    علمهم كيف تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وقوله تعالى له: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) ..
    أبلغهم بأن رسول الإنسانية قال لعائشة رضي الله عنها حين قالت له يكفيك من صفية أنها كذا وكذا -في إشارة إلى قُصرِها- رد عليها لقد قلتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته” .

  5. المقال طويل يادكتور
    ولكن اطالته وأفكاره ربما سيفهمه البعض أنه من باب انه يجب ماقبله. …مقالاتك عبارة عن منهج حركي وفعلي للسيرة النبوية العطرة ولكن من باب أن تعم الفائدة للجميع يستحب مراعاة مختلف الاتجاهات والعقول أثناء المرور على بعض النقاط في حياة الرسول ص فالرواية الغربية أو العصرية لذلك قد لاتروق للبعض أو يحرم الفائدة

  6. مقال يهز أركان الكهنة وينقض ما بنوا عليه عروشهم..
    رغم أن ما كتبته بديهي ومعروف بالضرورة والفطرة.. لكن الوعي الإسلامي بمجمله مغيب ومعدم

  7. تبا لك يا دوك.
    هذا النص يجب أن يصل للجميع بالذات اؤلئك الذين أسائهم نصك السابق الذي كم تمنيت أنك لم تكتبه. تجاوز افهام الناس. حتى هذه الدراما والمخيال العجيب الذي صنعها سيحاكم على ما سبقه.

    رغم أنه من أبدع ما قرأت بحق. يجب أن تصل للناس بما يحبون كسر الأصنام لكن بدون فأس حتى لايفهموا أنك تدمر بل تعيد البناء. سلمت الأنامل.

  8. المقال خلاني ابحث عن معاني للكلمات يوتيوبيا وعدة مصطلحات. . و… و….الخ
    ايظا” كلام تاريخي بعضه جديد لأول مرة اقرأه وبعضه سبق وان قال بعض المفكرين …..

    اجمالا” راااااااءع
    وساقرأه عدة مرات فيه ابداع أدبي خارق

  9. أبكيتني وجعلت كل ذرة في جسمي تتوق لهذا النبي الأمي الذي علم العالم والذي لخص الله رسالته وما أرسنالك إلا رحمة للعالمين.
    صلوات وربي وسلامه عليه.
    وسلمت يداك

  10. كانت جاذبية دعوته، الإغراء المحمدي الكبير أو الحلم المحمدي أو الأرض المحمدية، هي التي تفتح له الأراضي وتدفع السكان إلى الخروج إلى الصعدات في انتظاره أو انتظار رسله.

  11. قراءت المقال مع التعليقات كمان ..رغم اني لم اقراء المقال السابق الذي احدث ضجة الا ان مقالك هذا كفيل بالانصاف
    مزيدا من السيرة المحمدية نحن بحاجة للعودة اليها بقراءة واقعية كهذه

  12. كتبت يا مروان كيف تفهم الرسول في ثلاث دقائق ؟
    ________
    وربما كان الأفضل أن تُعَنون مقالك :
    بكيف تصبح نبي في ثلاث دقائق !!!
    ________

    ذكرت النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع ولم تصلِ عليه أو تنسب نبوته الى الله عز وجل ، بينما ذكرت نبي الله داود عليه السلام ونسبته الى الله ، هذا جيد !!!

    على الأقل يستطيع المتابع لكتاباتك الأدبية أن يستشف أنك لا زلت تؤمن بالوحي !

    مروان ، ربما تجيد اختيار المواضيع التي تثير الجدل والتساؤلات أكثر من أي شيء آخر ، وأعتقد جازم بأنك تستمتع بذلك !!!

    نصيحة لك حاول أن تتواصل مع بعض المختصين في معالجة الحالات الناتجة عن التأثر بالحضارات المتقدمة …
    تعليقي على منشورك ، ليس له علاقة بمقالك الآخير …

    في النهاية نصيحتي لك يا مروان
    أنت تصلح أن تكون أديب فيلسوف كنيتشه ، وربما يصلح عليك إطلاق لقب نيتشه اليمن الذي يحارب العنصرية السلالية ، والفاشيه الحوثيه، والفساد …

    ولكن الى هنا وكفى ولا تحاول أن تلعب دور النبي !!!!!!!
    فسِحر القرآن الكريم ليس كباقي الأسحار ، والنبي صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم وهو من قال : ( إن من البيان لسحر )

  13. يالله على رائعة النبذة التعريفية بالحبيب الرسول يا الله ما اروع ما قيل وما ابلغه .
    الرسول يارضى عليك يا غفوري تاكد من هذا فانت في حانبه تحرره من الاختطاف .

  14. التدافع بدل الصراع
    التدافع يقوم على التأثير وكسب الاخر ومحاولة النحت الإيجابي من رصيده
    والصراع كلمة تقوم على المواجهة والتغلب الذي فيه اذلال الاخر او محوه
    ولذلك لا نجد اثر لكلمة صراع في الوحيين لما فيها من الشدة ولما قد يفهم منها من معاني المحو والإفناء والإزالة.
    بل هو الدفع والتدافع

    محبتي لك ايها الرائع

  15. إنها جاذبية دعوته وما تخلقه من خلم ، نقول نحن . لكنهم يقولون: بل رعب دعوته. وتلك طريقان، ولاشك أن محمدا كان في ولحد منهما فقط ، ولم يكن فيهما معا.
    ما أروع ذلك ، وكم فيه من إنتصار للرسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يفعله أحد من الدعاة وشيوخ السلفية ..

  16. يا رجل !! و الله العظيم يا ريت و عندي سينماء
    تخيل فيلم بذا العنوان ” البطل”
    و تحتها الاسلوجون التالي ” الذي لم يخسر معركة، ولم يقتل أحداً”
    عليه الصلاة و السلام

    عشت مع النص بشاشة سينمائية ضخمة ..شكرا لك م.غ

  17. يفترض ان تكون هذه السطور والكلام
    درس تعليمي بالمناهج الدراسيه
    درس سلس وعذب وسهل
    وحتى انه ينفع يكون وثيقة مناصحه
    لمن يفتي بالقتل ويقوم به

  18. كلام يبدو جميل .. ياخي جيب كلمات و قصص ع مستوى اغلب المفسبكين ، مستوى من لم يقرأ الروايات الغربيه ، مستوى من لم يعرف معنى يوتوبيا ..
    و في النهايه نحن عرب و مسلمين. و العفو .

  19. محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن مبادرا للقتال والعدوان طوال حياته وكان مدافعا فقط .والاضافة ان الغزو خارج اطار الجزيرة كان ردة فعل لقتل رسله وإزدراء وإعلان العداء لدعوته ودين الله الذي ارسل به
    ثم تأكيدا أنه لم يكن يحب القتل ولم يثبت عنه انه قتل وهذا والله ما يعمق الايمان بالله ورسوله وانه دين ومكارم أخلاق ومحبة وعدل فالرسول لم يغزوا الحبشة ولم يسلموا وأكتفى بكرم أخلاقهم مع المهاجرين وشهادتهم ان كلام الله الذي جاء به عيسى وما جاء به محمد(ص) يخرج من مشكاة واحدة. وطبقا لعدم الاكراه في الدين
    والله أن محمد كان ليحبك لإنصافك لأنه يحب الصدق والصادقين

  20. أخي مروان ردا على قولك ان الرسول كان يعرف القرأة اقول
    هذه أقوال لكن الحقيقة أنه لم يكن يعرف الكتابة والقرأة عند نزول الوحي بدليل (إقرأ ) ما أنا بقارئ وقد يكون تعلم بعد ذلك لكنه لم يثبت من سيرته واصحابه انه كان يعرف الكتابة والقرأة حين تلقى الوحي كان متأملا ومهيئا وأحترم رأيك حتى لو كانت مخالفة لكن كلام الله أحق بالإنصاف. فكلام الله ابلغ من حديث رسوله وليس بغريب أن من حمل كلام الله ان يجمع ويوهب جوامع الكلم وفي كلام الله تجد تصويب عميق لفكر ونفسية وسلوك الرسول المتعارض مع كمال الرسالة فكرا وسلوكا.

  21. لا علاقة للاسلام بالحروب، وليس الرسول محارباً. ثمة دراسة تاريخية أحصت عدد قتلى معارك النبي بـ ٢٨٢ قتيلا من الطرفين خلال حوالي ربع قرن من الزمن. وليست مصادفة أن لا يعثر دارسو التاريخ على حالة واحدة غرز فيها النبي سيفه في جسد رجل آخر. على خلاف أبطال الملاحم الكبيرة، من إلياذة هوميروس إلى الملاحم الأفريقية، بقي البطل الإسلامي الرفيع “محمد” يحمل سيفاً لا يسيل منه الدم. لم يترك سيفه قط، ولا فرسه. لم يفر من معركة، لكنه أيضاً، وخلال ربع قرن، لم يقتل أحداً. كان، ويا للمفارقة، البطل الذي لم يخسر معركة، ولم يقتل أحداً.
    …..
    ذاك ما يهمني وما اريد اعرفه عن نبيي

  22. صلى عليه وسلم ..كان مسكونا بالمساكين ..وعيشتهم ..وتمنى ان لا يفارقهم .
    وعن الصرامة في الحفاظ على المجتمع الهارموني ..اذكر ان النبي في وثيقتة كان و اضحا له من هم رعايا الدولة ومواطنيها .. فكانت الدولة معنية بمواطنيها من المسلمين واليهود .. ولم تكن مسئولة عن المسلمين خارج حدود دولتة (مفهوم الدولة القطرية)..في ( والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير ).
    لم يكن محاربا ولم يكن شاعرا

  23. صلي الله عليك ياسيدي يارسول الله
    قبلاتي لك يادكتور
    جميل أسلوبك والأجمل أن تكتب أنت بهذه السردية عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم
    عن القيم الكبيرة عن الدين والحياة عن النبي الرحمة عن رسالة السلام
    رائع رائع جدا

  24. آيات بينات… محاولة جادة وجيدة لكنها تأخذ منحنى خطير، وهو الإيغال في تصوير الشخصية المحمدية بالكمال والطهرانية وإعادة تدويرها كأيقونة لا تمت للبشر بصلة واقعية، هي الهفوة الوحيدة التي اجدها، اما الدرس فإنه بليغ وملهم وثري بالجمال.

    – الكمال المطلق وعدم الفصل بين الدعوة المحمدية التجديدية كمصلح وتمثيل الروح الإلهية كناطق رسمي سيعيد الفكرة الى إحضان المتطرفين، وسوف يبنون عليها المزيد من اهرامات الخرافة وأبراج الوهم.

    – إعادة تدوير الشخصية الطهرانية المحمدية لن يخدم سوى العرق الملكي من ذوي الدم الأزرق وآله الطيبين الطاهرين.

  25. كان بودّي عدم الحكم على النص حتى الانتهاء من قرآءة بقية الأجزاء، لكن الردود الفرحة والمتغنية بتجديد صك العبودية وإعادة تتويج موديل ممكيج من الملكية القرشية أصابني بالإحباط وجدد عندي اليأس من عدمية المحاولة مهما كانت عقلانية.

  26. د. مروان Marwan Al-Ghafory نبل او إنحطاط الشخصية المحمدية لا تلزمنا بشيء ورأيه سلبا او إيجابا لا يعنينا. – لن يغفر الشرفاء اي سقطة مروعة لتجديد صك الإستسلام او محاولة اقتيادنا مجددا الى إسطبلات العبودية وحظيرة محمد، الرجل الطيب او الشرير… كل ما نحلم به ان تكف وصاية وسياط أحفاده واتباعه عن لسع ظهورنا وان يتركونا وشأننا.

    – هل يستكثر الاسلاميون هذا الطلب المتواضع على شعبنا؟

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى