قال عامر ياسين، متحمساً:…


قال عامر ياسين، متحمساً:
دعونا نكتشف من أين جئنا، ومن هم أسلافنا.
تشجعت ساره ياسين، شقيقته، وترددتُ قليلاً.

قمنا بطلب المواد المعملية الخاصة بتحليل ال “DNA”، الحامض النووي، من أميركا. أعدنا إرسال المواد مزودة بخلايا جسدية من كل منا على عنوان الشركة الأميركية الشهيرة.. وانتظرنا قرابة شهرين كاملين..

ظهرت النتائج تباعاً، وكان علينا أن ننتظر بضعة أيام بين فحص وآخر. جاء الدور على “هيلين عبد الغفور” وكانت المفاجأة الأولى..

هيلين عبد الغفور:
٢٠٪ من يهود اليمن، ٥٪ من يهود أشكناز، والباقي موزع على الشرق الأوسط وتركيا، كما شمال أفريقيا. وهناك نسبة تقترب من ٥٪: من غرب أفريقيا “نيجيريا وما حولها”..

هنا تأكدتُ، قبل ظهور النتيجة الخاصة بي، أن أصولي “اليمنية” تعود إلى “يهود اليمن”، وهذا ما أكده تحليل الحامض النووي الخاص بي الذي جاء كالتالي:
٣٠٪ من أصول يهودية يمنية
٢٠٪ من أصول شمال أفريقية “مصر، المغرب، الجزائر، تونس”
٤٥٪ شرقية “أذربيغان، تركيا، قبرص، لبنان، سوريا، إيران، الجزيرة العربية”
٥٪ نيجيريا ..

النسبة الأكبر من “أصولي، أسلافي”، كنسبة صلبة ومتجانسة، تعود إلى يهود اليمن .. أما الباقي فهي جينات موزعة على مناطق واسعة بين شرق آسيا وشمال أفريقيا ..

يتصارع في اليمن، بلدي، الأقيال والهاشميون، وثمة صراعات بيولوجية أخرى أفقية ورأسية. السرداب البيولوجي لا نهاية له، والأسلاف هم بشر اختلطوا ببعضهم على مر السنين. فأسلافي الذين كانوا خليطاً من يهود اليمن وعرب الجزيرة والبربر والأفارقة والأتراك انتهى بهم الحال إلى خارطة جينية في خلاياي اسمها “مروان الغفوري”، هو وارث كل ذلك الركام الجيني، لا هو من الهاشميين ولا من الحميريين، لكنه يحب بلده أكثر من أولئك .. بلده الذي هجره “أسلافه اليهود”، واستبدلوه ببلاد أخرى..

يوماً ما كتبت عن “اليهودي التائه”، عن جوزيف اليهودي الذي سيدور في العالم حتى العودة البهية للسيد المسيح، مخلص هذا العالم من نفسه. وخطر في بالي، إذ كتبت ذلك وأنا في مصر، أني ربما كنت ذلك اليهودي التائه الذي سيدور مع الأرض حيث دارت.

داخل كل واحد منّا مفاجأة مدوية لا يعلم عنها شيئاً، أما المعنى الختامي لنا فهو أننا مخلوقات ثقافية وأخلاقية لا بيولوجية.. لا الأقيال أقيال، ولا الهاشميون هاشميون، ما من كائن متجانس ونقي. حتى اليهود الذين زعموا أنهم أنقى شعب في العالم، من الناحية البيولوجية، لم يبقَ منهم في جسدي سوى ٣٠٪..

الأرض لمن يحبها أكثر.

مروان الغفوري.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version