كتّاب

في مثل هذا اليوم، ٢٠١٤، اقتحم الإماميون صنعاء….


في مثل هذا اليوم، ٢٠١٤، اقتحم الإماميون صنعاء.
وكتب على الأقل موظفان رئاسيان: إنها يوم بشرى لليمنبين.
ونشر صالح صورة باسمة له.
وقال الصحفيون والكتاب والمثقفون (هناك استثناءات) إنه يوم تعززت فيه روح اليمن الديموقراطي الجمهوري (رددوا هذه العبارة بمستويات مختلفة من البلاغة). وهلل الحراك الجنوبي للسقوط، حتى إن أربعة من أبرز قياداته أصدروا بيانا مشتركا يطالبون فيه أهل عدن بأن لا يحملوا السلاح، فهي مجرد معركة بين أطراف شمالية. قال الحقوقيون: أطراف الصراع. قالت الأحزاب: أطراف الصراع. قالت الصحف: أطراف الصراع. في مثل هذا اليوم أعلنت الشرطة أن الحوتيين أصدقاؤها. وأصدرت اللجنة الأمنية/العسكرية العليا بياناً قالت فيه إنها ستقف على الحياد. وقال رئيس الجمهورية آنذاك (هادي) إن صنعاء لم تسقط، ولن تسقط.
في مثل هذا اليوم نظرت الأقدار، أو التاريخ، أو الطبيعة إلى بلادنا وقالت: لماذا سيكون اليمنيون استثناء في التاريخ؟ ليقع السقف على أولئك الذين يخربون بيوتهم بأيديهم.

في مثل هذا اليوم، ٢١ سبتمبر، ٢٠١٤، كتبت على صفحتي:
كنت، وأصدقائي، على الجانب الصحيح من التاريخ.

أتذكر جيداً شعوري بالوحدة القاتلة آنذاك. أربعة أعوام، منذ٢٠١١ وحتى السقوط، أكتب: أدولف الحوتي، حدودي حيث تقف دباباتي (تتذكرون هذه العبارات!) ويقال عني بملططة وتفاهة بلا قاع: تابع لعلي محسن وحميد، وبوق للإخوان.

في مثل هذا اليوم قيل لنا إن المثقفين الذين يفهمون ما يجري بعد أن يصير ماضياً، ويستوعبون الحقائق بعد خراب المدن، هم فائضون عن الحاجة. أو ليسو تعبيراً عن أي ثقافة. فالرجل الذي يكتب مقالا يسمى كاتبا، ومن يؤلف كتابا يصبح مؤلفا. لكن من يشير إلى الظلم والكوارث والأخطار يسمى مثقفاً.

في مثل هذا اليوم، الساعة الرابعة مساء، شوهد الإماميون وهم ينقلون أول قافلة أسلحة تسلموها من “جيش الجمهورية” باتجاه صعدة.
في مثل هذا اليوم باع اليمنيون بلادهم لشوية عويلة وبنادق يقودهم إمامي مهووس لم يجلس ساعة واحدة في مدرسة، وجلسوا ينتظرون أن يخلصهم من “الجُوى التجليدية”.

في مثل هذا اليوم قال مسن عرف التاريخ:
من يعمل سوء يُجزَ به.
وكان عبدالملك عقوبة الذنوب كلها، دفعة واحدة.

ثم مرت الأيام كما تعرفون.
ومع ذلك، فالأرض كروية وتدور.

غير أن المثير في كل الحكاية أن الرجل الذي يسيطر على ٢٢% من اليمن (فقط) أقنع اليمنيين قبل سواهم أنها كلها في قبضته. ما يعني أن اليمنيين لم يتعلموا قط من التاريخ.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫31 تعليقات

  1. الإصلاح مكنا لابد من عودة صعدة الي حضن الوطن رجع كل شي إلى حضن الحوثي وهو أفضل منكم جميعاً يكفي أنه أدب ال سعود وعرفهم قدر اليمن ولو حكم بدل الإصلاح في2011 لكان وضع اليمن أفضل والآن بعد 9 سنوات من الحصار والتجويع يدير البلاد أفضل منكم انتهت المشاكل والثارات بين القبائل وقضايا النزاعات على الأراضي مثل قضية الحتارش لها 40 عام ونفذ كثير من الأحكام القضائية فكيف الحال عندما تفتح الموانئ والطرقات ماذا أنجزت شرعيتكم المزوره وبرلمانكم الذي لم يستطيع عقد حلوه واحده في العام بينما البرلمان في صنعاء يزاول عمله منذ 9 أعوام

  2. في هذا اليوم كان شبان شجعان معتصمين أمام بوابة معسكر الأمن الخاص رافضين تعزيزات الحوثي وعفاش ، وأصحاب مأرب سيطروا على كتيبة دبابات معلنين رفضهم لحكم الحوثي .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى