مفكرون

فى واشنطن وبعد اتفاقية كامب ديفيد روى لى اسامة الباز قصة…


فى واشنطن وبعد اتفاقية كامب ديفيد روى لى اسامة الباز قصة استقالة محمد ابراهيم كامل وزير خارجية مصر وقتها وكان صديقا شخصيا للسادات وشاركا سويا فى عملية اغتيال أمين عثمان عندما قال ان “بين مصر وانجلترا زواج كاثوليكى لا طلاق فيه” وكان منفذ العملية الاول حسين توفيق. والقصة معروفة وقد سارع السادات الذى كان يقود السيارة بالهرب بسيارته عندما حدث هرج ومرج فى شارع عدلى بوسط البلد والذى يقع فيه المنزل الذى تمت فيه عملية الاغتيال وكانت شقيقى الراحلة فاتن تسكن فى هذا المنزل فى الستينات وعنوانه ١٤ شارع عدلى. وقد روى لى القصة عبد العزيز خميس الذى شارك فى العملية وحكم عليه بالسجن ٥ سنوات فى حين ان السادات ومحمد ابراهيم كامل حكم عليهما بالبراءة. وبالمناسبة كان المحامى الرئيسى للسادات هو زوج عمتى الدكتور زهير جرانة. لكن هذه قصة اخرى.
المهم ان اسامة الباز حكى لى انه حضر اللقاء العاصف بين السادات وابراهيم كامل فى كامب ديفيد والذى قال فيه ابراهيم كامل انه يستحيل ان يضع توقيعه على اتفاقية كامب ديفيد لانه غير مقتنع بها وطلب من السادات ان يعفيه من منصبه مؤكدا انه “تعب” من المنصب وان صحته لم تعد تحتمل. ورد عليه السادات قائلا باننا اذا لم نوقع الآن فبعد عشر سنوات ستكون شروط السلام اكثر قسوة وسوف نتمنى وقتها ان توافق اسرائيل على بنود الاتفاقية الحالية التى يرفضها محمد ابراهيم كامل.
وبرغم كل محاولات السادات اصر كامل على الاستقالة وفى النهاية اتفق الرجلان على عدم الاعلان عن استقالة محمد كامل وعدم اطلاع اى طرف عليها، بل اتفقا على ان يذهب هذا الاخير مع السادات فى رحلة الى المغرب حيث قرر السادات ان يذهب من امريكا مباشرة لزيارة الحسن الثانى ملك المغرب آنذاك بعد ان اجرى اتصالا تليفونيا معه وابدى الملك تأييده التام لخطوة السادات. وبعد ان خرج محمد ابراهيم كامل مباشرة دخل وزير خارجية امريكا وقتها سايروس فانس وفوجىء اسامة الباز كما قال لى انه بعد مصافحته مباشرة قال له السادات: ارايت ما فعله صديقك محمد؟ فهز فانس رأسه نافيا فبادره السادات قائلا: لقد قدم استقاله. وقال لى اسامة الباز انه بقدر ما فوجىء هو بان السادات يكشف الخبر الذى اتفق منذ لحظات على اخفائه بقدر ما كانت المفاجأة شديدة الوطأة على فانس و”اصفر” وجهه كما قال الباز وخرجت من فمه كلمة شدد عليها: what? فاستقالة وزير خارجية مصر كان بمثابة ضربة للاتفاقية وان كانت وسائل الاعلام قد نجحت فى التغطية والتعمية عليها.
ودائما ما كان يضع اسامة الباز ملح وفلفل على حكاياته فروى لى ما قاله السادات بعد ذلك. قال انه لم يكن يتوقع ابدا ان يتخلى عنه صديقه محمد ابراهيم كامل وقال للباز: انت مش عارف مدى العلاقة اللى بيننا.
وعلق اسامة الباز حرفيا والكملة لازالت ترن فى اذنى: ابن الق….. ده ( ثم لمعت عيناه لانه شعر انه تجاوز فى حق رئيس الجمهورية مع انه يستخدم هذه الكلمة كثيرا لكن طبعا مش “للريس”.. ونظر لى نظرة حادة ثم عاد لطبيعته لانه يعلم تماما انه لا يمكن ان اكرر هذه الكلمة لاحد وقد اختبرنى كثيرا حتى وصل الى درجة كاملة من الثقة فى شخصى) واستطرد قائلا: مش عارف ان السيناتور فولبرايت اللى كان صديق حميم للرئيس جونسون القى كلمة فى الكونجرس يعترض فيها بشدة على تصعيد حرب فيتنام واحرج جونسون حرجا كبيرا فجونسون قال: ويليام فولبرايت صديق شخصى وله access عليّا (قالها د. اسامة بالانجليزية) اكثر من مراتى، فكان الاولى يقول لى هذا الكلام فى لقاء شخصى بدلا من ان يفاجىء الجميع بهذه التصريحات المعادية لسياستى.. فرد عليه فولبرايت قائلا: لو كانت هناك مشكلة شخصية بينى وبين الرئيس لذهبت اليه وناقشته فيها. لكن هذه قضية عامة تخص امريكا ومكان اثارتها هو مكان عام وليس مكانا خاصا

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫17 تعليقات

  1. السادات كان في كثير من الأحوال حتي المصيرية منها يتصرف كأنه يدير ؛طبونة ” ويلجأ الي التمثيل المفتعل للخروج من مآزق وفرض رأيه…كما قال لي الرئيس محمد نجيب في حضور اللواء حسن البدري ” المؤرخ العسكري للخيش المصري ” في منزله بعد أن أطلق السادات سراح محمد نجيب من الإعتقال الذي وضعه فيه جمال عبد الناصر ….

  2. تصحيح بسيط بالنسبة لقصة قتل أمين عثمان وهو ان سبب براءة السادات هو ان زميله و شريكه في الكفاح حسن عزت هو من قام بسرقة الملف يوم الحكم من أمين السر حيث كان خارجا من منزل القاضي متجها الي المحكمة و كان عزت منتظره امام منزل القاضي لخطف الملف فاضطر القاضي اعادة المحاكمة و من حسن الحظ ان رءيس النيابة كان وطنيا هذه المره فلم أعيدت المحاكمة أخذ السادات براءة و كذلك حسن عزت هو من هرب حسين توفيق خارج البلاد هذه حقائق موثقة و حسن عزت هو ابي

  3. هاتنا ما لديك ..فعلاً رائع يا شريف ..يا ريتك تصدر هذه الذكريات في كتاب ..كم نتوق شوقاً الى أيام اعتلى المناصب القياديه فيها الكبار ..وزير خارجية يصر على قناعاته الشخصيه مهما كان الثمن ويناقش فيها رأس الدوله وهو من هو بحريه شديدة..رجال عظام كانوا نجوماً في حياتنا السياسيه والثقافيه والاجتماعيه وليس أشباه رجال كما هو الحال الآن ولا رئيس ينهر عضو مجلس نواب لمجرد أن دعاه لتخفيف العبء عن كاهل المطحونين ويعنفه قائلاً من أنت ..انت دارس ..انت فاهم ؟؟؟؟؟؟

  4. في بعض روايات التاريخ تكتب بالهواء ويدخل فيها بعض التدليس وزعم البطوله هذا في العموم وتلميع صاحب القصه علي انه بطل ورفض الاتفاقيه ونحن يجب في النهايه نخرج من كل هذه الروايات بنتيجه لان التاريخ مثل الرياضيات يجب ان تخرج في النهليه بنتيجه اما سلبيه او ايجابيه هل كان قرار وزير الخارجيه هذا صحيح ام خطا ثبتت الايام ان قراره كان خطا لان في النهايه الارض رجعت بدون اراقه دماء ولا حروب رجعت بكاملها وكانت هذه الفتره حاكله السواد في المباحثات والسادات كان يلاعب اليهود ولم يخن وطنه مصر واذا كان ادعاء البعض انه امثر وطنيه منه واكثر ذكاء واكثر حنكه بالمعطيات ماذا قدموا لوطنهم مصر غير ادعاء البطوله الزائفه وبعض قصص ان دلت فانما تدل علي عظمه السادات نفسه وصحيح ان السادات له خطايه سياسيه فادحه ومنها علي سبيل المثال اشراك الاخوان المجرمين في الحياه السياسيه ولكن في النهايه السادات يكفيه فقط انه اتخذ اصعب قرار في تاريخ مصر كلها وهوه حرب اكتوبر وهذا يكفي

  5. محمد أنور (الساداتي) الإخواني السلفي المتطرف هو الذي اتى بالإخوان وتركهم يبثون سمومهم والفتنة والتخريب في التعليم والإعلام وكل مؤسسات وربوع مصر، وهو الذي حشر نص المادة الثانية من دستور 1971 والذي حوَّل مصر إلى دولة دينية متعصبة متشددة متطرفة إرهابية تفرق وتميز بين أبناء الشعب الواحد على أساس الدين، وهو الذي بذر بذور الفتنة بين أبناء الوطن الواحد المسلمين والمسيحيين، وهو الذي دمر الاقتصاد المصري بسياسة الانفشاخ الاستهلاكي، وأفسد الحياة السياسية والاجتماعية والرياضية والفنية والثقافية، وما نعاني منه الآن هو اننا نجني ثمار بذور الفساد والخراب والفتنة التي زرعها هذا الساداتي الإرهابي القاتل

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى