كتّاب

لما بوصف شخصية ما، مهما كانت شريرة أو نبيلة، بحاول أهرب من…


لما بوصف شخصية ما، مهما كانت شريرة أو نبيلة، بحاول أهرب من المبالغة فى صفاتها، حتى لو تستحق، الوسطية أقرب للتقبل وللتوازن النفسى، ودة اللى عملته مع نجيب سرور رغم عشقى له، لكن النهاردة ناقدنا الشهير ومثقفنا العميق محمد السلامونى، داخل يدى للراجل حقه بعد ماخلصت الدراسة وشعر إنى ظلمته، ولو انت بتعرف تقرا مابين السطور هتلاقى أستاذنا محمد بك بيكتبها بحدة وغيظ، بيكتبها وهو بيشوح لى بإيديه، على كل حال دة مجاله وهو الأدرى مننا، وانا كمان متفق معاه:
……………………………………………………………………………………..

أخبرتك من قبل أن مشروع تَخَرُّجى فى المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1984 كان عن “مسرح نجيب سرور”. والدكتور محمد القصاص كان المشرف على البحث، وانه رفض موضوع البحث، وقال لى : “نجيب سرور مالوش علاقة بالمسرح”، لكنى تمسكت بموقفى، فتركنى افعل ما أريد . فى البحث اكتشفت ان نجيب سرور هو فقط العربى الوحيد الذى أنتج نظرية فى المسرح السياسى، تناظر النظريات العالمية الأخرى، لكن أحدا من النقاد لم يكتشفها “لانهم نقاد نمطيين، يعملون وفقا للنماذج المعتمدة، وليست لديهم المقدرة على اكتشاف شئ آخر محتلف عن تلك النماذج”… ومن ناحية أخر- للتنويه فقط – “الأميات”؛ بعيدا عن الأحكام الأخلاقية، عمل فريد، له نظائر عالمية… كما أن “الأميات” لعبت دورا سياسيا كبيرا أيامها فى فضح “كل رجال السلطة”، وساعدت قطاعات من الشعب على التشفى فى السلطة والإنتقام منها. ومن ناحية ثالثة- رغم عشقى لنجيب سرور، أقول: ضرب العمدة لأبيه، أمامه وهو طفل، تلك الحادثة هى التى حددت مصيره كله، فقط تحولت إلى “قضية ثأر” بينه وبين السلطة، أعنى أن كل رجال السلطة كان يرى فيهم “العمدة”، أو امتدادا للعمدة… ولم يستطع التعامل معهم بذكاء، ففعلوا به ما فعلوا… ووهو ما يعنى أنه لم يكن يرى أى فرق بين النظام الناصرى والنظام السابق عليه، هذا ونظريته فى المسرح تقول هذا- فالدراما لديه تتمحور حول “تاريخ القهر”، مسرحياته تستعيد ذلك التاريخ، لشحن وتحفيز المتفرج على الربط بين الماضى القهرى والحاضر القهرى، ومن ثم لتحريضه على الثورة… / نجيب سرور “ثائر” من طراز مختلف ونادر، مشكلته كلها تتلخص فى أن النظام السياسى والنظام “الثقافى- الجمالى”، “الذى كان سائدا ايامها” كانا ينتميان الى سلطة واحدة “قهرية”، وعالم سِّرِّى واحد “جنسى داعِر”… نجيب تحدى كل هذا “بمفرده”- تعم، هو أسطورة حقيقة.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫4 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى