توعية وتثقيف

شـــرفٌ كـبـيـرٌ أنْ تــكـون مـعـلِّـما…


شـــرفٌ كـبـيـرٌ أنْ تــكـون مـعـلِّـما
وتــكـون لــلأحـرار بــعـدك مـلـهـما

يــا حـامـل الـدنـيا عـلى كـتفيك لا
قـلِـقاً عـلـى الـدنـيا ولا مـسـتسلما

تـعطي الـصباح الـمدرسيَّ حـمامةً
وإذا ادلـهـمَّ الـلـيل كـنـت الأنـجما

فـــي كـــل مــدرسـةٍ رســولٌ قـلـبُهُ
قــــوسٌ وســهــمٌ لــلإلـه إذا رمـــى

قــلــم الــبـدايـة مــنــذ أول نـقـطـةٍ
فـي الـلوح كـان على سواهُ مقدّما

حـين انـحنى رأس الرئيس لساقطٍ
وقــف الـمعلمٌ لا الـجنود ولا الـدُّمى

الــواقـف الـجـبّـار فـــرط شـمـوخهِ
نـاداهُ كِـبْرُ الـنخل يـا خـال السما

هــو جـنة الأطـفال فـي روضـاتهم
فــإذا الـكفاح دعـاهُ صـار جـهنّما

ولـقـد رأيـت الـجيش فـي مـستنقعٍ
تـلـهو بـه الـديدان حـين اسـتسلما

تــركـوا الـكـرامة لـلـرياح فـصـانها
الأسـتـاذ فــي عـيـنيهِ كـي نـتعلّما

لــم يـنـكشفْ كـالـجند لـلأعداء لـم
يـحملْ عـلى الكتف النحيلة مجرما

أخـــذ الـمـعـلم قـلـبـهُ ومــحـى بـــهِ
عـار الركوع.. محى الهواء المُعتما

فـتح الـكتاب عـلى الخلود فلم يزلْ
رغـم الأنـوف هـو الـكتاب الأعـظما

لـم ينكفىء في البيت حين تخثّرتْ
أرواحــنـا رفـــع الــسـلاح وأقـدمـا

ضــمّ الـبـلاد إلـيـهِ.. شــم تـرابـها
وسـقـاهُ مـن فـرط الـوفاء لـها دمـا

أعطى جهات الأرض بُعداً خامساً
لـتـراهُ حـيـن يـسُّـلُّ عـينيها الـعمى

الله كــــم قـــد شـــدَّ آذانـــاً إلـــى
أنْ شـدَّ أُذن الموت حين بهِ ٱحتمى

يـــوم الـفـداء فــدى الـبـلاد بـكـلها
ومـضى خـفيفاً كـالغمام إذا همى

عـلـم الـبـلاد عـليهِ.. كـان صـديقهُ
مــن أول الـطـابور.. كـانـا تـوأمـا

مـــن أول الـطـابـور حـتـى ضـمّـهُ
عــلـمُ الــبـلاد بــهِ شـهـيدا مـفـعما

دمُــهُ الـطـهور أعــد درســاً كـاملا
لـلسائرين عـلى الـطريق دمـاً دمـا

مـــا قـــال لـلـطلاب كـونـوا بـعـدنا
جـرحـاً ولـكـنْ قــال كـونـوا بـلسما

كـونـوا زهــوراً فــي نـوافـذ أهـلكم
لا واقـــعـــاً بـالـطـارئـيـن مــلـغّـمـا

كــونــوا ســيـاجـاً لــلـبـلاد فـإنـهـا
أمٌّ يــــعــــزُّ عــــلـــيّ أنْ تــتــألــمـا

لا تـعـبدوا الأحــزاب أو أصـنامهم
فـبهذهِ الأصـنام لا يُـحمى الحمى

لا يـدخـل الأغــراب مـن أخـطائكم
فـخـيـانة الأوطــان لـيـست مـغـنما

لــو لـقـمةً لـتـعيش مــن يـد خـائنٍ
دعـهـا ومــت مـثـل الـرجال مُـكرّما

لا تـخـلـع الــبـاب الأخـيـر فـخـلفهُ
لا عـاصـماً تـلـقى ولا مـسـتعصما

سـتـرون مـأجورين يـأكل بـعضهم
بـعـضـاً ويـتّـحـدون كــي نـتـقسّما

سـتـرون بـعـد الـدرس هـذا واقـعاً
لــزجـاً وشـعـبـاً بـالـمـتاهة مـغـرمـا

ســتـرون وجــهـا لـلـخـرافة نـاعـماً
جـــداً ووجــهـاً بـالـخـليج مـعـمّـما

هــو لـيـس ثــأر كـلـيب أكـتبه هـنا
لــكــنـهُ وطـــــنٌ نــمــوت لـيـسـلـما

أنــا لـست شـيخ قـبيلةٍ أو نـاشطاً
أو كــاتــبـاً بــالآخــريـن مُـسـمّـمـا

أنـا واحـدٌ مـنكم أخاف على غدي
وعـلـى شـعاع الـفجر أن يـتحطّما

عـلـمتُ أهـلي الـحب حـين تـركتهم
مــا مــات مــن حَـبَّ الـبلاد وعـلّما

أيــلـوم أشــبـاهُ الـرجـال مـنـاضلاً
لــــم يــدّخــر لــرثــاء جـثـتـهِ فــمـا

رفــعـتْـهُ نــخـوتـهُ فــعــاش مـعـلِّـماً
حُـــرَّاً ومـــات كـمـا يـشـاء مـعـلّما

عامر السعيدي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

خالد كرمان

خالد عبدالسلام كرمان ناشط مجتمعي ومؤثر يمني هوايتي المفضلة.. تحطيم الأصنام

‫2 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى