مفكرون

د. #سيد_القمني…


د. #سيد_القمني
هل تعلم أن الكنيسة في القرون الوسطى كانت بتعدم (بالحرق حيا) 🔥

هل فعلاًً “الإسلام” هو سبب العُنف في العالم؟

يعني لو شيلناه من الأديان هانعيش مستريحين بجد؟
أو مثلاً لو عملنا غسيل مُخ للمليار ونص مُسلم وبقوا كلهم مسيحيين أو حتى مُلحدين مش كدة أضمن يعني؟
وليه غسيل مُخ.. ما يموتوا أو يختفوا من الحياة أو ربنا يلاقيلهُم تصريفة يعني والأرض تعيش في سلام بقى.. ولا ايه!؟

صدقني كان نفسي أقولك هو ده السبب زي ملايين ما شايفين كدة، وأهو أبقى ريّحت دماغي وشجّعت ديانتي بالمرة، أو قلبت الموضوع بزاوية دينية وإننا مُضطهدين وهما مجرمين وكدة، أو آجي مع التيار العالمي والموضة اللي طالعة بقالها كتير أن “الإسلام هو سبب الإرهاب” في العالم وأن المسلمين كلهم ارهابيين والكلام اللي كلنا عارفينه ده.. بس برضو ده مش رأيي ومش عاجباني الموضة دي بالمناسبة وهقول ليه..

***

الأول بس عندي كام معلومة تاريخية، وبعد كدة هاكتب رأيي عن سبب العُنف الحقيقي:

⁃ معلومة تاريخية ١:
هل تعلم أخي المسيحي أن الكنيسة في اوروبا في القرون الوسطى (أو العصور المظلمة) زي ما بيسميها البعض، كانت بتعدم (بالحرق حياً) أي حد يقرا الانجيل.. ؟!
كنيسة.. ؟! تعدم اللي بيقرا الانجيل؟ دماغك اتلخبطت صح!؟
بس للأسف هي دي الحقيقة.. كان في محاكم تفتيش وقتل ومجازر ومهازل أخلاقية بتحصل من الكنيسة لأي حد يقرا أو يفهم او يترجم الانجيل بنفسه .. كان في قانون اعدام (من الكنيسة) لأي حد يختلف معاها في الرأي.. يعني لو رجعنا بالزمن وقتها كان هايبقى السؤال الصح “هل المسيحية هي سبب العُنف في العالم؟”.. تخيل :)
وبالمناسبة، ده اسمه ارهاب على فكرة!

⁃ معلومة تاريخية ٢:
هل تعلم أخي المسيحي (القبطي) أنه اول ما المسيحية بقت الديانة الرسمية في القرن التالت على يد الملك قسطنطين، تم قتل وسحل وتعرية واهانة آلاف من “الوثنيين الكفرة” على يد “المسيحيين المؤمنين”.

⁃ معلومة بديهية ٣:
هل تعلم أخي المسيحي ياللي بتقرا الكلام ده دلوقتي انك اتضايقت لما فتحت في تاريخ الكنيسة وناوي تحضرلي مقالات من هنا ومن هنا تكفيراً ليا ودفاعاً عن الصورة اللي راسمها في دماغك عن تاريخ الكنيسة وخايف تتهز، ولو وصل الحال انك تحرمني أو تقتلني مش هاتتأخر.. وده بالظبط اللي انا عايزك تشوفه في نفسك قبل اللي بره.. أنك مش قابل أي رأي غير رأيك، وأن التاريخ فيه بلاوي لكل الناس وكل المُعتقدات (بما فيهم احنا)..
صدقني تاريخ البشرية مُرعب ياصديقي.

هاتقولي “بس المسيح علّمنا المحبة”..
هاقولك ده نفس رد المُسلم “الرسول علّمنا التسامُح”..

طب المشكلة كدة فين؟
بُص بغض النظر عن نوع الديانة وتفاصيل تعاليمها وتفاسيرها وآراء المُفسرين ايه.. هاقول رأيي اللي أنا شخصياً مُقتنع بيه! (شخصياً هاه مش رأي الكنيسة أو كل المسيحيين)!

***

مبدئياً كدة.. فكرة أن دين مُعين (الإسلام مثلاً) هو السبب في العُنف بحسها حجة خايبة اوي يترد عليها في كلمة واحدة.. “الواقع”.
يعني أنا لما ببُص على الواقع بلاقي عندي اصحاب كتير مُسلمين كويسين مش ارهابيين. (ومُتدينين بالمناسبة مش ضايعين)، ولما آجي أقارنهم بناس كتير بلاقيهم أحسن و-آسف في اللفظ- “أنضف” ١٠٠ مرة من مسيحيين كتير أعرفهم ومتربي معاهم (ودول برضو متدينين بالمناسبة)..
من الآخر “الواقع” بيرُد على السؤال ده أحسن من أي كلام يتقال.

ثانياً: لو بصيت على أي دين أو جماعة معينة من الناس بطول تاريخ البشرية، هتلاقي ميل غريزي غريب للعُنف.. يا أخي ماتفهمش هذا “الچين الأناني” مش سايبنا نرتقي ليه وكل شوية يشدّنا للحيوانية تاني.. أسلوبي معقد شوية ؟!.. ابسطهالك!

بُص يا سيدي، بحس كل انسان كدة بيتولد بيبقى جواه ميل غريزي للأنانية والعنف والقتل اذا لزم الأمر، والمُحزن أكتر أنه أي مُعتقد جه (سواء من الله أو من اختراع البشر) ماحلّش المشكلة دي بالعكس ده الانسان عرف يطوّعه ويخليه يخدّم على رغباته الأنانية دي.

بُص مثلاً على الكنيسة في القرون الوسطى وكم الطغيان والظُلم (تحت حُكم الانجيل ومن رجال الدين) بس عشان يفضلوا ماسكين في الحُكم، أو هتلر اللي عشان ايمانه بالنازية “العرق الآري” قرر يطهر البشرية من أي صنف تاني من الناس، أو المجموعات الوهابية من المسلمين اللي عمالين يقتّلوا في الكُل لمجرد انهم مُختلفين عنهم بس.

وهي دي الفكرة يا صديقي.. أن محدش قابل اختلاف التاني، محدش مطّمن على نفسه أو ديانته أو مُعتقده في ظل وجود الآخر المختلف عنه. وكأنه عشان أكون الصح لازم أكون الوحيد.. والباقي يختفي أو يموت (أو اقتله اذا لزم الأمر)، وده الدرس اللي البشرية فشلت تتعلمه طول عُمرها ولحد دلوقتي فاشلة في كدة.. التعايُش.

هاتقولي “أصل تاريخ الاسلام فيه كذا وكذا ..” هاقولك اقرا تاريخ المسيحية وصدقني هتلاقي جواه كتير.. أنا عايز اقولك أن جوه المسيحية نفسها في صراعات بين الطوايف وصلت للقتل احياناً على يد مُصلحين مسيحيين كُبار بسبب اختلاف تفسير بعض آيات من الانجيل (اللي شعاره “الله محبة” بالمُناسبة). ولحد دلوقتي بنحارب بعض جوا الكنايس كل يوم، وآلاف بيقتّلوا في بعض نفسياً ومعنوياً (وده لأن القتل الفعلي جريمة يعاقب عليها القانون مش أكتر).

***

من الآخر المشكلة مش في دين.. المشكلة في الڤيروس اللي بيجري في دم البشرية كلها من يوم ماجت على الأرض.. الأنانية!

والحل مش في إبادة المُختلف أو القضاء عليه (سواء بقتل فعلي أو قتل معنوي)، الحل اننا نتعلم نعيش مع بعض، ونتفتح على بعض من غير ما نخاف أو تتهز ثقتنا في معتقداتنا..

الحل في قبول الإختلاف.. الحل في التعايُش!

اخر سؤال بقى:
تعرف منين التعاليم اللي في دينك من الله ولا لأ؟
مش محتاجة كتالوج.. لأنه في الحالة دي روحك اللي خلقها الله جواك هاتحكم لوحدها.. يعني لو في دينك الله قالك إكره أو اقتل المُختلف عنك.. لو الله قلل من إنسانيتك.. لو زوّد أنانيتك وحجّر قلبك ناحية الباقيين.. يبقى ببساطة مش الله. دي مجرد غريزتك الأنانية حست بالخطر من وجود الآخر وبتحاول تخدعك (على شكل دين او مُعتقد) عشان تخلص من الباقيين وترضي أنانيتها، وصدقني الله بعيد تماماً عن كل العك ده.

الله محبة..
الله بيضُم المختلف والغريب ويقبله..
الله حُضنه مفتوح للكُل وبيحب لكُل..
الله ملوش ناس وناس، أو مجموعة مختارة والباقي مرفوضين..
الله أوسع وأكبر وأرقى بكتير من صراعاتنا التافهة الأنانية..

الله موجود في الكُل حتى المُختلف.. بس اللي يشوف صح :)

(ملحوظة: الكلام ده في حالة أن كتابك (دينك) لا يُحرض على العُنف، وان أنت فقط أسأت استخدامه وتفسيره بأنانيتك، اما لو كتابك نفسه بيقولك اقتل أو اكره.. فا أنت حقيقي محتاج تراجعه.. أو بمعنى أصح تتراجع عنه.. )

مينا طوسون


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى