دخلت إلى الصفحة الخاصة بالمثقف الإماراتي المعروف عبد الخالق عبد الله، الذي يقدم …


دخلت إلى الصفحة الخاصة بالمثقف الإماراتي المعروف عبد الخالق عبد الله، الذي يقدم دائماً بوصفه مستشاراً في ديوان ولي عهد أبو ظبي.

ألمح الرجل، في تغريدة، إلى مصير “محسوم” لسقطرى.

نافورة من التعليقات الغاضبة انفجرت في صفحته، اشترك إعلاميون ومثقفون يمنيون معروفون في حملة الرد، مذكرين الرجل بـ “مقبرة الغزاة”.
وحدت سقطرى اليمنيين شمالاً وقسمتهم جنوباً.

ما يبعث الرهبة في العظام، وأنت تتابع تداعيات ما جرى في سقطرى، هو الحماس الوحشي الذي يبديه المواطن في شمال اليمن للدفاع عن “جزيرته” الواقعة في أعالي البحار والتي لا يعرف عنها شيئاً.

وهو أمر يجعلك تتساءل: ما هو موقف هذا المواطن من مسألة الانفصال برمتها، أعني: ذهاب ما يعادل ثلث مليون كيلومتر مربع!

قالت أسوشيتد بريس بالأمس إن هادي يتدارس فكرة إخراج الإمارات من التحالف. لدى هادي هذه الورقة الثمينة، التي ستفقد قيمتها فور استخدامها. ثم سيبقى الرجل بعد ذلك بلا أوراق في مواجهة دولة تملك الكثير، وليس لشهوتها وقسوتها حد.

تملك الإمارات سلسلة جيوش صغيرة في الجنوب قد تدفعها إلى إعلان الانفصال، وهو ما سيعني عملياً: انتشار إماراتي في كل الجنوب بإذن من مجلس حكم ما، جنوبي، سيجري وصفه بالشرعي. كل ما له علاقة بسلطة الرئيس هادي سيجري تقويضه خلال وقت قصير. بالمقابل ستجري الحكومة اليمنية “تصعيداً قانونياً” في المحافل الدولية، وتلك مسألة ستأخذ وقتاً طويلاً بالأعوام. وما إن تصبح القضية جاهزة للنظر فيها، دولياً، حتى تكون وقائع جديدة قد تشكلت على الأرض. في نهاية المطاف سيقبل الناس في الشمال بصيغة قاسية تمنح الجنوب حكماً ذاتياً مقابل أن يبقى تحت مسمى الجمهورية اليمنية. في دولة الحكم الذاتي في الجنوب ستمدد الإمارات ساقيها.

ربما هذا ما هو يشير إليه عبد الخالق، أو ما يفهمه.

قد تتدهور المسألة المعقدة إلى حرب استرداد. إن حرباً جديدة ستجعل من استرداد العافية أمراً بعيد المنال، وستعيش أجيال كثيرة من اليمنيين في ضياع شامل.

السعودية، في الجانب الآخر، تبدو فاقدة للحيلة. طبقاً لتقييم مصطفى الجبزي، فالدولة التي يقودها شاب بلا خبرة أصبحت دولة بلا خبرة.

لذا تبدو عملية مصالحة بين الحكومة والإمارات السكة الوحيدة التي لا تؤدي “بسرعة” إلى الهاوية.

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version