حكاية من تاريخ مصر السرى :…


حكاية من تاريخ مصر السرى :
لما دخل الفرنسيس القاهرة قاومهم الأهالى ورفضوا حكمهم تماما، مش عشان يتحرروا من الإحتلال، إطلاقا، دة عشان يتحرروا من الحكم النصرانى ويرجعوا محتلين وتابعين للحكم العثمانى المملوكى الإسلامى، ومافيش مسلم خطر ف باله فكرة الوطن نفسه، حتى عمر مكرم والسادات والمحروقى، كان أقصى طموحهم يتحكموا فى الوالى العثمانى، وماحدش منهم فكر يتقدم ويترشح لجكم مصر، إلا فرد مصرى واحد سبق عصره وظلمه التاريخ، هو المعلم يعقوب بن حنا 1745 – 1801 .!!!
يعقوب كان ناظر دايرة إقليم أسيوط ومن رجال الأمير سليمان بك، وتعلم الفروسية وكون لنفسه جماعة من المسلحين، وظهر إسمه لأول مرة عندما إنتصر فى معركة المنشية فى أسيوط سنة 1786 بين مراد بك المملوكى وحسن باشا الجزايرلى العثمانى، وقف يعقوب فى صف مراد وانتصر على الترك فى موقعة حاسمة قرب أسيوط.
لما دخل الفرنسيين مصر تقرب منهم يعقوب، وهنا لازم نوضح إن يعقوب لم يكن معبرا عن الكنيسة، بالعكس دة راجل إتجوز أجنبية زواج مدنى يعنى مغضوب عليه من البابا، والكنيسة كالعادة كانت فى صف الأزهر، وفى البداية كانت مهمة يعقوب إدارية، يعنى دليل ليهم للطريق، مورد تموين لهم…إلخ.
لكن ظهرت كفائته لما سافر مع الجنرال ديزييه لحرب المماليك فى الصعيد، الجنرال المخضرم إنبهر بأدائه العسكرى وخططه الحربية الذكية، لدرجة إنه أهداه سيفه وصبحوا أصدقاء.
رجع يعقوب من الصعيد بطل، ولذلك هانلاقى يعقوب أكثر قبطى مكروه من الجبرتى المسلم المتعصب، واترقى من أغا إلى كولونيل، وسمحوا له بتكوين أول جيش مصرى خالص منذ عهد الفراعنة على نفقته الخاصة، وبالفعل جمع 2000 شاب قبطى دربهم الفرنسيين على الحرب الحديثة بعد أن حلقوا لحاهم وارتدوا زى مشابه للعساكر الفرنسية.
وبنى يعقوب قلعة فى الأزبكية فى الحارة اللى كان ساكن فيها وعمل عليها أبراج فيها عساكر بالسلاح، وحصنها بشكل منيع، وأخيرا رقاه مينو إلى رتبة سارى عسكر أى جنرال.
إنتهت الحرب وخرج الفرنسيين من مصر واشترطوا على العثمانيين عدم التعرض لمن والاهم من المصريين مسلمين أو مسيحيين، ولكن فضل البعض الهجرة مع الجيش ومنهم يعقوب الذى حاول جمع كل جيشه، ولكن البعض رفض وفضل الإقامة فى القاهرة، وذهب يعقوب يوم السفر وسلم على عدوه القديم حسن باشا الجزايرلى الذى حاول إقناعه بالبقاء، ولكن يعقوب كانت فى رأسه أفكار تقدمية مختلفة.
ركب يعقوب السفينة الإنجليزية بالاس ورحب به قبطانها شخصيا ” إدموندس”، وكان على متنها أيضا فارس إيطالى من فرسان القديس يوحنا إنضم إلى جيش نابليون اسمه ” لاسكاروس”.
يحكى يعقوب للقبطان إن الحكم التركى هو أسوأ أنواع الحكم، وأنه رحل على رأس وفد من أعيان المصريين ليطالب أوربا بمنح مصر الإستقلال وهو يعلم أن موافقة إنجلترا لازمة لإتمام مشروعه، ويطلب من القبطان أن يبلغ الإنجليز أنه سيطلب من بونابرت أن يثير مسألة إستقلال مصر مفاوضات السلام ويأمل هو فى أن يتعاون معه الإنجليز.
بعد هذا الحديث يموت يعقوب فى ظروف غامضة ويدفن فى مارسيليا، ولكن القبطان الإنجليزى يرسل لحكومته طلب الرجل والوفد المرافق له إستقلال مصر لمصلحة الجميع، وبجيشه الصغير يستطيع التغلب على المماليك والترك، ولكنه يحتاج للمساعدة من إنجلترا.
وفى نفس الوقت يقدم لاسكاريس ل بونابرت طلب الإستقلال موقعا من ” نمر افندى”، ومذكرة أخرى لوزير الخارجية ” تالليران” ……………
دى وثائق يا جماعة موجودة ومعروفة لكن ماحدش بيحاول يدور عليها لأننا بنحرف التاريخ ونظلم أشرف رجالنا.
الجنرال يعقوب أشرف مصرى على الإطلاق، ولكنه للأسف ……………قبطى .!!!


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version