حسين الوادعي | أخلاق التقاليد والدين والعقل…

………………………………
هناك ثلاث أسس لبناء الأخلاق:
التقاليد،الدين، العقل
التقاليد تبني الأخلاق على أساس حكمة الأجداد. فكلما ما هو قديم ومتوارث مقبول ومحفوظ.
إذا كان حرمان المرأة من الميراث عادة فإنها تتحول الى خلق قويم.
الأخلاق المبنية على التقاليد تحصر تطور المجتمع والفرد في مرحلة قديمة وما تلبث أن تبلى وتعجز عن مواكبة المتغيرات حتى تسقط من تلقاء نفسها.
الدين يبني الأخلاق بناء على الإدعاء الإلهي. كل قيمة أخلاقية او عادة إجتماعية يؤكدها الدين تصبح مقدسة.
والحقيقة أن الدين والتقاليد يتداخلان فيما يتعلق بالأخلاق.
فقد يأتي الدين في بيئة اجتماعية بدوية أو قبلية فيتبنى بعض عاداتها واخلاقياتها لكنها تتحول مع الزمن من تقاليد إلى مقدس.
تعدد الزوجات وزواج الصغيرات والغزو (الجهاد) وتحجيب النساء ومنع الإختلاط وقتل الزاني أو الزانية من عادات وأخلاقيات بدوية حولها الدين إلى مقدس!
حافز الإلتزام الأخلاقي في التقاليد هو "التقليد"، بينما حافز الالتزام الاخلاقي في الدين هو "الخوف من العقاب".
فالالتزام الأخلاقي قي الدين والتقاليد إلتزام خارجي فيه نسبه عالية من الإجبار.
نأتي للعقل.
العقل يبني الأخلاق بناء على التجربة.
اثبتت التجربة الانسانية ان الحرية نظام أفضل من الاستبداد ففضل العقل الحرية.
اثبتت التجربة أن حبس المرأة وتزويجها مبكرا وحرمانها من التعليم مدمر للمرأة والأطفال والزوج والمجتمع فقرر فتح الأبواب والنوافذ للمرأة على مصراعيها.
اثبتت التجربة أن حرية التدين وحرية الكفر شرط لأي مجتمع صحي فقرر العقل الإنتقال من مجتمعات النفاق الى مجتمعات الوضوح الاخلاقي.
يختلف العقل عن التقاليد والدين في أربعة جوانب من الناحية الأخلاقية:
– أخلاق العقل متغيرة ومتطورة بينما أخلاق التقاليد والدين أبدية ومضادة للتغيير.
– اخلاق العقل تقوم على القناعة والالتزام الذاتي بينما تقوم الأخريات على الخوف من النبذ او الخوف كن العقاب.
– الأساس المنطقي لاخلاق العقل واضح. فكل ما تبثت نجاحه وتوافقه مع الإنسان ينتصر.
بينما تبنى أخلاق التقاليد والدين على أساس غامض وقديم وغير قابل للنقاش.
– يعطي العقل حرية اختيار السلوكيات الشخصية ويتشدد في السلوكيات العامه، بينما يراقب الدين والتقاليد كل سلوكيات الفرد الشخصية ولا يتسامح مع مخالفيها. فأخلاق العقل لا تراقب سلوكياتك الشخصية (اللبس، الزي، الشرب، العلاقات الجنسية) لكنها تراقب وتنظم سلوكياتك العامة (الالتزام بالقانون، ايذاء الاخرين، اتباع اشارات المرور، الاخلاص في العمل..)
قد تتجاور أخلاق التقاليد والدين والعقل معا ولكن بشرط واحد أن يكون العقل مقياس الأخذ والرفض.
طاب يومكم….

على تويتر
[elementor-template id=”108″]

Exit mobile version