مفكرون

حامد عبدالصمد | الدين يتعامل مع الإنسان ككتلة من نقاط الضعف والمعاصي التي يجب تقويمها بالترهيب

حامد عبدالصمد

الدين يتعامل مع الإنسان ككتلة من نقاط الضعف والمعاصي التي يجب تقويمها بالترهيب والشعور بالذنب والترغيب والحدود والتوجس من الآخر خاصة من المرأة ، لأن الدين يبني فرضيته على سوء الظن بالرجل والمرأة على السواء.
بينما الفن يؤمن بالإنسان ويخاطب أسمى ما فيه من تعاطف وحب وقدرة على التواصل مع الآخر والتفكير وحب للحرية.
الدين يخاطب غريزتي الخوف والطمع لدى الإنسان والفن يخاطب خيال الإنسان اللامحدود بشروط أو ظروف أو محرمات ..
الدين بطبيعته يزحف ليست على كل شبر من الحياة لأنه لا يعترف بأي هوية أخرى غير الهوية الدينية ، بينما يبقى الفن والفكر الحر هم آخر قلعة دفاع عن هوية الإنسان الحقيقية واستقلاله من الهويات المفروضة عليه بالميراث أو باستخدام الاحتلال الثقافي أو بالظروف الاجتماعية …
لغة الدين هي جزء من اللغة الرسمية السائدة ، والفن هو لغة موازية متمردة بطبيعتها على اللغة الرسمية. وحين يأتي الدين ليحدد معايير الفن ولغته وشروطه سيُخرج لنا منتجا فاشيا مشوَّها ومشوِها يتلاعب بالإنسان ويقوده لغرض ما ، وهيبقى دمه تقيل زي المسرحيات اللي طلبة الإخوان المـ///ــلمين كانوا بيعملوها في المعسكرات بتاعتهم.
الدين قوة غاشمة حتى لو ادعى التسامح ، وهي قوة تريد أن تسيطر دائمًا لأنها قائمة على فكرة العبودية والرضوخ .. والفن قوة ناعمة يريد أن يكون حراً أولاً من الوصاية والخوف واللغة الرسمية حتى يحرر أو يمتع من إنشاه.
إذا سمحت للقوة الغاشمة أن تلتهم القوة الناعمة فلن تكون لديك ثقافة أو فكر أو إبداع. الموضوع ليس رفاهية بأنها دفاع عن آخر قلعة مقاومة ضد الفكر الصحراوي الذي أتلف تراث مصر الثقافي والفني والإنساني بهوية أحادية قائمة على الخوف من المرأة والجسد والحرية!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى