……
عندما نتحدث عن الحداثة بمفهومها اﻹجمالي نجد إن الحداثة هي تحول المجتمع من الجانب التقليدي إلى الجانب الحداثي سياسيا" وإقتصاديا" وإجتماعيا" وثقافيا" وإيدلوجيا" حتى ينتج مجتمع أكثر رقي مما كان عليه المجتمع التقليدي في أسلوب التفكير والنمط المعيشي والتعامل اﻹنساني…فيتخلص المجتمع من عاداته التقليدية وكل ما هو سلبي تم توارثه كالتبعية والتسلط الإجتماعي والسياسي والثقافي مع تمسكه بالجوانب اﻹيجابيه على جميع المستويات حتى ينتج مجتمع وفكرا" حداثيا يتعامل مع التغييرات المعاصرة وفق للثوابت واﻷسس اﻷكثر قيمة واﻷكثر إيجابية التي تجسد شخصية المجتمع.
لكن ما تواجهه عملية التحديث في واقعنا المعاصر هو عدم وجود رؤية واضحة للتحديث الذي يشمل كافة الجوانب وكافة اﻷطر على المستوى اﻹقتصادي واﻹجتماعي والسياسي واﻹيديولوجي حتى تنتج ثقافة وشخصية جديدة تصبغ المجتمع بطابعها الراقي الأكثر حداثة.
وعندما ننظر إلى من ينظروا للجانب الحداثي أو من يدعوا إنهم حداثيين لم يكونوا حداثيين بالمستوى والمفهوم اﻹستراتيجي بقدر ما أوهموا أنفسهم وأنشغلوا بالجانب الصوري والبهارج حتى إنه وصل في معظم المنعطفات إلى جانب من التشرد اﻹجتماعي واﻹسري تحت شعار الحداثة المتجرد منها.
حيث إن الحداثة هي مقدار الرقي الفكري والسياسي وإرتفاع المعدل اﻹقتصادي.
وما يجري في واقعنا المعاصر هو تعرقل لعمليه التحديث وعودة ما هو تقليدي وضعف الحالة اﻹنتقالية نتيجة العوائق التي تواجهها.
فالحالة اﻵنتقالية هي الوسيط أو محطة العبور من المجتمع التقليدي إلى المجتمع الحداثي حيث إن المجتمع اﻹنتقالي أصبح منقسم بين ما هو تقليدي وما هو حداثي بل قد يصل اﻹنقسام إلى ما قبل التقليدي.
حتى أني ألاحظ إن العديد ممن يدعوا إنهم حداثيين تقهقروا وتراجعوا إلى ما قبل الحالة التقليدية نتيجة عوائق المجتمع اﻹنتقالي والحالة الثقافية اﻹنتقالية أملا" بأن يجد حل للوصول للحالة الحداثية المستقرة رغم معرفته بإيدلوجيتها الفوق تقليدية وهذا يعتبر إنهدام لمرحلة التحديث.
إذ إن عملية التحديث بدأت في اليمن منذ مراحل مبكرة فتعتبر ثورة 26سبتمبر محطة اﻹنطلاقة نحو الحالة الحداثية والمرحلة منذ 26سبتمبر 1962م إلى حد اﻷن تعتبر مرحلة إنتقالية والى حد اﻷن لم تكتمل عمليه التحديث نتيحة العوائق التي واجهت الحالة اﻹنتقالية.
لكن ر ر لذي تواجهه المرحلة اﻹنتقالية هو وجود أصوات تدعي الحداثة وتتحالف مع ما هو قبل تقليدي تحت مسمى الحداثة وهذا يعتبر إنهزام للحالة اﻹنتقالية وإظلال لطريق الواقع الحداثي الصحيح.
………
كتابات/حافظ مطير
نشر في 31 مارس 2014م
……
عندما نتحدث عن الحداثة بمفهومها اﻹجمالي نجد إن الحداثة هي تحول المجتمع من الجانب التقليدي إلى الجانب الحداثي سياسيا" وإقتصاديا" وإجتماعيا" وثقافيا" وإيدلوجيا" حتى ينتج مجتمع أكثر رقي مما كان عليه المجتمع التقليدي في أسلوب التفكير والنمط المعيشي والتعامل اﻹنساني…فيتخلص المجتمع من عاداته التقليدية وكل ما هو سلبي تم توارثه كالتبعية والتسلط الإجتماعي والسياسي والثقافي مع تمسكه بالجوانب اﻹيجابيه على جميع المستويات حتى ينتج مجتمع وفكرا" حداثيا يتعامل مع التغييرات المعاصرة وفق للثوابت واﻷسس اﻷكثر قيمة واﻷكثر إيجابية التي تجسد شخصية المجتمع.
لكن ما تواجهه عملية التحديث في واقعنا المعاصر هو عدم وجود رؤية واضحة للتحديث الذي يشمل كافة الجوانب وكافة اﻷطر على المستوى اﻹقتصادي واﻹجتماعي والسياسي واﻹيديولوجي حتى تنتج ثقافة وشخصية جديدة تصبغ المجتمع بطابعها الراقي الأكثر حداثة.
وعندما ننظر إلى من ينظروا للجانب الحداثي أو من يدعوا إنهم حداثيين لم يكونوا حداثيين بالمستوى والمفهوم اﻹستراتيجي بقدر ما أوهموا أنفسهم وأنشغلوا بالجانب الصوري والبهارج حتى إنه وصل في معظم المنعطفات إلى جانب من التشرد اﻹجتماعي واﻹسري تحت شعار الحداثة المتجرد منها.
حيث إن الحداثة هي مقدار الرقي الفكري والسياسي وإرتفاع المعدل اﻹقتصادي.
وما يجري في واقعنا المعاصر هو تعرقل لعمليه التحديث وعودة ما هو تقليدي وضعف الحالة اﻹنتقالية نتيجة العوائق التي تواجهها.
فالحالة اﻵنتقالية هي الوسيط أو محطة العبور من المجتمع التقليدي إلى المجتمع الحداثي حيث إن المجتمع اﻹنتقالي أصبح منقسم بين ما هو تقليدي وما هو حداثي بل قد يصل اﻹنقسام إلى ما قبل التقليدي.
حتى أني ألاحظ إن العديد ممن يدعوا إنهم حداثيين تقهقروا وتراجعوا إلى ما قبل الحالة التقليدية نتيجة عوائق المجتمع اﻹنتقالي والحالة الثقافية اﻹنتقالية أملا" بأن يجد حل للوصول للحالة الحداثية المستقرة رغم معرفته بإيدلوجيتها الفوق تقليدية وهذا يعتبر إنهدام لمرحلة التحديث.
إذ إن عملية التحديث بدأت في اليمن منذ مراحل مبكرة فتعتبر ثورة 26سبتمبر محطة اﻹنطلاقة نحو الحالة الحداثية والمرحلة منذ 26سبتمبر 1962م إلى حد اﻷن تعتبر مرحلة إنتقالية والى حد اﻷن لم تكتمل عمليه التحديث نتيحة العوائق التي واجهت الحالة اﻹنتقالية.
لكن ر ر لذي تواجهه المرحلة اﻹنتقالية هو وجود أصوات تدعي الحداثة وتتحالف مع ما هو قبل تقليدي تحت مسمى الحداثة وهذا يعتبر إنهزام للحالة اﻹنتقالية وإظلال لطريق الواقع الحداثي الصحيح.
………
كتابات/حافظ مطير
نشر في 31 مارس 2014م
……
