كتّابمفكرون

تقترن ظاهرة معاداة ثورة 25 يناير بحالة من النفاق السياسي…


تقترن ظاهرة معاداة ثورة 25 يناير بحالة من النفاق السياسي (التطبيل) للنظام بشكل يقترب من المرض غير المفهوم, وغير المنطقي.

فالنظام الحالي وليد لثورة 25 يناير, واعمالا للنفاق يفصل البعض بين ثورتي 25 يناير و30 يونيو لإيجاد مرتكز يخفون خلفه هذا المرض.

إن أكثر من مهد لحكم الإخوان كان نظام مبارك ذاته ومن قبله السادات بمواءمات وتحالفات وغض البصر عن بنائهم لتنظيمهم السياسي وتقويته وتغلغله الذي لم يحصل علي هذه الفرصة في أي عهود سابقة.

قاوم مبارك كافة الحركات السياسية بدءا من حركة كفاية ولم يسلم من قمعه أحدا عدا الإخوان المسلمين الا فيما ندر وبشكل تمثيلي بدا متفقا عليه.

وبالتالي فإن نظام مبارك هو من اعطي الفرصة للإخوان للقفز علي ثورة 25 يناير, وأكثر من ذلك فإن هذا التنظيم كان هو الامتداد الطبيعي لسياسات مبارك وهو الأكثر ترجيحا لتولي الحكم بعده, وقد كانت هذه هي قناعاته عندما أطلق مقولته “أنا أو الإخوان” سنوات عديدة قبل 25 يناير, وبالفعل عندما أزاحه ثوار يناير حانت لهم الفرصة التي خططوا لها طويلا.

هكذا وبمنتهي العقل والدراسة الواعية تكون ثورة 30 يونيو هي المتممة لثورة يناير حيث أنهت نظام مبارك وامتداده وكان المفروض أن تعود الأمور كما تمناها ثوار يناير ممثلة في نظام جديد – غير نظامي مبارك والاخوان -, يحقق العدل والحرية والكرامة الانسانية لشعب عاني طويلا من القهر والانكسار والتخلف.

ان اختزال الحالة السياسية في مصر كلها في نجاح القوات المسلحة بقادتها وعلي رأسهم السيسي في اقصاء الإخوان, وفصل هذا الحدث عن الأحداث والحركات السياسية قبله بما فيها ثورة يناير هو نوع من الجحود والخيانة لمسيرة شعب كان وما زال يتطلع الي التغيير والنهوض والقضاء علي عصر طويل من التخلف والظلم.

لست بصدد ما يفعله النظام الجديد الآن وما يجب أن يفعله, ولكن ما قدمته كان تمهيدا لتشخيص هذا المرض الذي أصاب بعض الانتهازيين الذين علا صوتهم مع تولي السيسي الحكم ومعظمهم من ذوي المصالح وطالبي الشهرة يهاجمون الثورة والدستور وينافقون النظام في حين أن الثورة والدستور هما ما أعطاهم فرصة أن يعلو صوتهم بما لم يكن يستطيعون في عهد مبارك ولا في عهد الاخوان لو استمر.

اعلموا جميعا أن حركة التاريخ لا تتوقف وان ما بدأ قبل يناير لابد وأن يستمر حتي يتحقق لهذا الشعب ما يريده.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى