كتّاب

ألقاه في البحر مكتوفاً وقال لهُ…


ألقاه في البحر مكتوفاً وقال لهُ
إياك إياك أنْ تبتّلَّ بالماءِ

الحقيقة، هذا حال فصائل المقاومة الفلسطينة مع الأنظمة العربية التي دفعت المقاومة للارتماء في الحضن الإيراني مرغمين لا راغبين.

عملتْ الأنظمة العربية على تشويه المقاومة الفلسطينة بكل الوسائل، قامت بعزلها ونبذها، بمحاصرتها وتطويقها، ثم وبكل بجاحة العربي الأحمق، وصموا فصائل المقاومة بالإرهاب وجففوا كل مصادر تغذيتها، وصنعوا جدران عازلة بينها وبين عمقها ومحيطها العربي.

كل المواقف العربية تجاه المقاومة كانت متناغمة ومنسجمة مع رغبة دولة الاحتلال وحربها على الفصائل الفسلطينة.

استغلت إيران كعادتها خطايا وأخطاء العرب تجاه الفلسطينين، وعملت على ملء الفراغ بالوهم والشعارات، وبقليل من البارود والدفء.

بدوره، يقوم الإعلام الرسمي للأنظمة العربية بتبييض اللؤم العربي ويلقي باللائمة على النتيجة متجاهلا السبب، وبكل وقاحته المعهودة يُصرُّ على استغباء الشعوب التائهة أصلا، ويحاول إقناعها بالتهريج السمج والمكرر حول خيانة المنبوذين وتجميل مكائد الأنظمة وتواطؤ الحكام التي حشرت فلسطين وقضيتها في الزاوية، وذهبت إلى أحضان الاحتلال، فاتحة له كل الأبواب التي كان ينبغي أن تفتح للمقاوم الفلسطيني الذي أصبح إرهابيا فيما صار المحتل حمامة سلام في نوافذ القصور الملكية والرئاسية العربية.

لا شك أن المقاومة الفلسطينة أكثر المتضررين من العلاقة الطارئة التي نشأت مع إيران بمعاذير وأسباب عربية نذلة، دفعت المشوهين المصنعين في فقاسات الأنظمة من النخب التائهة لاستكثار تعاطف الناس مع النزف الفلسطيني، وتحقير الموقف الأخلاقي المنحاز للحق الفلسطيني في المقاومة والرفض، وفي الرد على البندقية بالحجر وعلى القاذفات الموجهة بالمقذوفات البدائية.

هذا التشوه العربي هو مشكلتنا نحن العرب التائهين وليست مشكلة الأحرار في غزة والضفة والقدس.

شفتوا على سخافة نخبوية حولنا..
يعني بالله عليكم صواريخ غزة جريمة أفقدت المقدسيين تعاطف الكائنات الرخوة، ومنحت الاحتلال مبررا لاستمرار جرمه بحق المصلين العُزّل إلا من إيمانهم بأرضهم وكرامتهم!

يا أمةً ضحكتْ من جهلها الأممُ

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى