“تربية العقل”
العقل هو المنوط بالمعرفة والتفكير والتدبر وادراك كل الظواهر الانسانية والطبيعية, وهو وحده المسؤول عن تفسير كل الأشياء حوله حتي المقدس منها, وهو لذلك ينفذ الي جوهر الأمور ولا يأخذ بظاهرها.
إن من يسير في طرقات مصر أو يدخل بعض أماكنها اليوم سيري مظاهر تقدمية تحوي أحدث ما وصل العالم اليه (علي قلتها) ولكنها موجودة. ولكن الأغلبية العظمي من الناس مازالت تعاني من التخلف الحضاري والأمراض المجتمعية والانسانية.
سمعنا عن أطباء يعالجون أنفسهم بالحجامة والطب النبوي, أو أطباء وباحثين أثبتوا جدوي العلاج ببول البعير أو أفاضوا في فوائد الصوم الطبية وعلاجه لبعض الأمراض حتي الجلدية منها.
هذا المثال يأخذنا الي حقيقة أن مجرد التعلم واكتناز المعلومات ليس هو الطريق الي إعمال العقل وإطلاق قدراته.
إن تربية العقل وتدريبه علي التفكير هي عملية تراكمية تبدأ من الطفولة وتتطور وتنمو بنمو الإنسان حتي يمكنه الإدراك والتمييز بين المتناقضات المختلفة مثل الخير والشر, الواقع والخيال, الصدق والكذب وهكذا.
وهنا تظهر الحاجة الشديدة الي ترك المساحة الكافية منذ البداية داخل العقل لتدريبه علي التفكير والإبتعاد عن حشوه وتخزينه بالمعلومات عدا الضروريات التي تشكل القواعد والأسس التي يستطيع العقل من خلال تفاعلها مع الواقع أن يقارن ويستنبط ويستخلص النتائج, وهكذا خطوة خطوة تتنامي القدرة علي التفكير وتزداد في الوقت ذاته الحاجة الي معرفة أسس وقواعد جديدة, وهلم جرّا.
في مراحل متوسطة يمكن التعرف علي ميول الشخص وقدراته الخاصة والتي تؤهله الي التخصص فيما بعد.
هذا المنهج المختصر هو ما يجب أن نعمل علي أن يسود في مدارسنا وجامعاتنا وفي منازلنا قبل ذلك, لخلق أجيال صحية قادرة مؤهلة لا يسهل التلاعب بها وسلفنتها مثلا.
#بالعقل_والهداوة
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
