كتّاب

صلاة في عيون غزة…


صلاة في عيون غزة

يجرى دم الزيتون
في أنهاري
ويضيئ حزن الياسمين نهاري

وأنا المحاصر بالسلام
و بالندى
لكنّني الأعلى برغم حصاري

ستُصفّق الصحراء
إنْ غنّى لها
ولدي وحين يموت يضحك جاري

لا وقت عندي للغناء
فروعتي
انكسرتْ وسال الحزن من أوتاري

رحَلتْ عصافير النبوءة
من فمي
واحتلّ شعر الجاهلية داري

ما شقّ هذا الصمتُ
قلبَ فراشتي
إلّا لقتل العطر في أزهاري

وجّهتُ وجهي
للتي في قلبها
صلّى رسول الله بالأحرارِ

لا كعبةٌ في الأرض إلا غزّةٌ
ودمي الصلاة ودمعها أذكاري

وأنا رسول المتعبين
و صمتها
كُتُب السماء وأهلها أنصاري

وتقول غزّةُ
إذْ تجلّى ربُّها
لا تسأل الأعراب عن أخباري

أستغفر الأخلاق
من قومي فهُمْ
وجعي الكبير و آخر الأوزارِ

ترفٌ بلا شرفٍ
فأيّ عروبةٍ
تلك التي أبدعتها لدماري

خنقوا الحقيقة في فمي
باعوا دمي
كسروا يديّ وصادروا أحجاري

وأنا أقاوم
لا أموت لأنّني
أمّ الخلود و جنّة الثوّارِ

عرب الجزيرة
بندقيّة قاتلي
لكنّهم لن يقتلوا إصراري

والنيل أغمض عينهُ
لمّا رأى
زيتونتي تذوي وخان ثماري

وأنا رواء الأرض
أوّل غيمةٍ
هطلتْ وهذا النهر من أمطاري

وتقول غزّةُ ما تقول
فهاهنا
وطنٌ يدثّرهُ الصراخ العاري

ماذا أحدّث
عن فلسطين التي
سجدتْ أمام جلالها أشعاري

في نشرة الأخبار
أقرأ حزنها
وهي التي في الأرض تغسل عاري

كانتْ ومازالتْ
نبيّاً واقفاً
فإذا تحرّكَ جاء كالإعصارِ

من جرحها العربي
تخرج أمّةٌ
غير التي كبُرتْ بلا إكبارِ

ومن الخليج الى المحيط
ترى لها
أهلاً همُ الأعداء بالإيجارِ

سبعون عاما
والعروبة لعبةٌ
مكسورةُ الأحلام كالفخّارِ

قد أحرق الأعراب
نخوة أمّهم
بالنفط وانقلبوا على الأقدارِ

لا خير في دمهمْ
ولا فيهمْ دمٌ
فمتى إذنْ كانوا من الأخيارِ

لو أنهم عربٌ
لكانوا إخوتي
ولَدَافعوا عني وعن أشجاري

باب الجنائز مغلقٌ
ومقابري
مفتوحة الأبواب للزوارِ

في كل ثانيةٍ
أواري قطعةً
منّي وأترك للسماء غباري

للياسمين دم الشهيد
وللندى
لغة الصمود وللضحى أنواري

وعلى قبور العاشقين
غمامةٌ
خضراء تحرس لوعة الأزهارِ

إني
فلسطين الكرامة
ليس لي
أهلٌ سواي أنا ودمع صغاري

وأنا العروبة
لا حدود لنخوتي
فالشمس سقفي والمدى أسواري

وأنا بلاد الله
قلبي قِبلتي
وشموخ أهلي صورتي وإطاري

#غزة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى