مفكرون

بعد يوم مرهق عدت إلى المنزل السابعة مساءاً مبللاً نتيجة…


بعد يوم مرهق عدت إلى المنزل السابعة مساءاً مبللاً نتيجة الأمطار المستمرة على مدار الساعة والطقس البارد الكئيب..
كنت في غاية الجوع لأن آخر وجبه كانت العاشرة صباحاً ومرهقاً لا أقوى على الطبخ الآن..
دخلت المطبخ فوجدت جاري العراقي كان على وشك إنهاء وجبته التي تبدو دسمة وعندما اقتربت منها كان عبارة عن رأس خروف لم يتبقى منه إلا المخ فقط.. قال لي تفضل.. باقي رز في القدر حط عليه مخ الخروف ويا سلام.. قلت له مخ خروف.. لا لا ما احبه.. قالوا اللي يأكله تجيه هلاوس وهو نائم.. قال لي والله لذيذ جربه..
أمم جيعان 😭😭 هات ياعم 😬😬
وفعلاً كان لذيذاً وأنا اتسائل هل حقاً أنني أقوم الآن بإلتهام دماغ كائن حي عاش سنوات ولديه ذكريات هائلة مخزنة في دماغه..؟! إنه حقاً شيء مرعب..!
بعد أن شبعت الآن بالكاد يمكنني الاستحمام والسقوط على السرير والغوص في نوم عميق..
في المناطق الباردة عادة ما ينامون البشر بشكل أعمق على عكس المناطق الحارة..
لذلك دخلت في نوم عميق وبعد غوصي في النوم شعرت وكأنني اتدحرج في ثقب هوائي بسرعة هائلة إنتهت بقذفي إلى وسط حضيرة مليئة بالخرفان في أحد سهول هولندا الريفية وفجأة شعرت وأنا واقف في وسط قطيع من الخرفان وكلهم يحدقون بي بشكل غريب وبدأ أحدهم يقول ” ياله من مسكين.. لقد انصدم ولم يعد يعرف أصدقاءه”
انصدمت هل الخرفان يتحدثون.. قلت بصوت عالي مهلاً مالذي يحدث.. قال لي أحدهم لا تعرف ماذا يحدث لك؟ لقد وضع البشر علامه على ظهرك وهذا يعني أن وقتك إنتهى وسوف يتم شحنك إلى مسلخة البشر بعد ثلاثة أيام من الآن حيث يشاع بأنه مكان تفوح منه الدماء والأصوات تملأ المكان والذين يدخلون لا يخرجون إلا قله من من تم ارجاعه إلى الحضيرة لأسباب صحيه وروى لأصحابه هول ما رأي في ذلك المكان من ذبح وسلخ جلود الخرفان..
مهلاً ولكن ما علاقتي أنا بذلك.. أنا إنسان ولست خروف..!
نظر الجميع إلى بعضهم وانفجروا ضاحكين وقالوا يبدو أن حبك لتلك الخروفة قد جعلك تنسى بأنك خروف وتعتقد بأنك من البشر..
تجمدت في مكاني قبل أن اتجرؤ وأنظر إلى أطرافي لأجدها أقدام خروف.. أدركت حينها بأنني عالق في ذكريات خروف قمت بإلتهام مخه قبل نومي وأنا الآن في نوم عميق لن استطيع الخروج من هذا الحلم وتبقت لي ثلاث أيام قبل أن أذهب إلى المسلخة وربما تمر هذه الثلاث الأيام كثلاث دقائق في الحلم.. ترى كيف سيكون شعور الموت بواسطه قطع شرايين الرقبة بآلة حادة..؟ وماذا لو مرت الثلاث الدقائق قبل أن اصحو..؟
صوت خروفه يخرجني من دائرة التفكير قالت لي هل تريد أن تعرف إلى أين سيذهب رأسك بعد فصله..؟ قلت لها وكيف ستعرفي ذلك.. ؟ قالت لي هناك عرافه يذهب إليها جميع الخرفان قبل أخذهم من هنا وتقوم بأخبارهم إلى أين ستذهب رؤوسهم.. إنها تعيش هناك منعزلة.. اذهب إليها..
مشيت باتجاهها وأنا اتمايل لأنني لم اعتاد على المشي على الأطراف الأربعة.. وصلت إليها وإذا بها معزة طاعنه في السن ونحيفة على شفا الموت..
جلست بجوارها قلت لها لقد أتيت من أجل أن أعرف أين سيذهب رأسي بعد ذبحي..
قالت لي بصوت شاحب ويتقطع وفيه لهجة من الرعب سوف ينتهي الحال برأسك في متجر كردي في السويد وسوف يشتريه رجل عربي من بلد يدعى العراق.. سيلتهم كل مافيك بإستثناء مخك سيكون من نصيب شاب يمني فر من بلده نتيجة الحرب إلى السويد وصادف أن وجد رأسك من على منضدة أمامه..
قمت اتمشى وأنا أفكر كيف ساخرج من هذا الحلم وهل سأتمكن من ذلك أم سأعيش ثلاث أيام أخرى كخروف يقضي آخر أيامه قبل نهايته..؟
يتبع…
إيش رأيكم أكمل الرواية وإلا أبطل أكتب أخرج لي..؟ 😁

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى