بعد ايام من انتخاب مجلس ادارة نادى الجزيرة الحالى من اربع…


بعد ايام من انتخاب مجلس ادارة نادى الجزيرة الحالى من اربع سنوات تم فصل حوالى 10 فتيات يعملن “جارسونات” بالليدو بدون اى مبررات وبدون اى مكافآت.. وعندما اعترضت وقتها بشدة لان هذا قرار تعسفى ظالم وغير انسانى وجدت للاسف سلبية تامة وعدم مبالاة عامة.. (وقبل ان استرسل فى الموضوع سأروى لكم حكاية سريعة وقعت لى فى باريس وانا اعمل مديرا لمكتب الاهرام فى فرنسا : فى يوم كان مصور المكتب طيب الذكر ممدوح انور خارج باريس وكان هناك حدث هام لا بد من تصويره.. وتقدمت لى سيدة مصرية مصورة للقيام بهذه المهمة. وبعد ايام جاءت للمطالبة بأجرها فطلبت من المسئول المالى القيام بذلك.. لكنى فوجئت بها تدخل مكتبى وتكاد “تردح” مطالبة بمستحقاتها الخاصة بالتأمينات والضمانات الاجتماعية.. وعندما رفضت ذلك تقدمت بشكوى الى مكتب العمل الفرنسى وجاء ممثله وقابلته بنفسى لافهم الموضوع بعد ان قلت له ان هذه السيدة لا يربطنا بها اى عقد ولم تعلم سوى 3 ساعات فقط لا غير وبالتالى فليس لها اى حقوق عندنا.. ابتسم الرجل واجابنى بهدوء انه وفقا للقانون الفرنسى فان اى عمل يقوم به شخص يعتبر تعاقدا مؤقتا وضمنيا وان القانون يحتم علينا ان ندفع لها كافة مستحاقتها من ضريبة بطالة الى مرض الى اصابة عمل و.. و.. و.. وكان المبلغ يمثل نحو 30% مما تقاضته ودفعناه طبعا)
حكيت هذه القصة لان الحجة التى قيلت وقتها ان هؤلاء الجرسونات لم يكن يربطهن بالنادى وحتى بالمتعهد اى عقد مكتوب وبالتالى فانه فليس لهن اية حقوق لدى النادى ويمكن القائهن فى الشارع دون سابق انذار ودون اى مستحقات.. مع ان هؤلاء الفتيات عملن نحو 3 سنوات فى حين ان المصورة التى حكيت قصتها فى باريس عملت 3 ساعات.. نعم 3 ساعات.. وعندما نشرت اعتراضى على احدى صفحات مجموعات نادى الجزيرة ظهر بعض فلاسفة الغبرة واتهمونى بالجهل وان عمل هؤلاء بدون عقد لا يترتب عليه اى التزامات على النادى…
وبغض النظر عن القانون وبغض النظر عن الانسانية (وواضح ان البعض لا يفهم هذه القيم جيدا) فان هؤلاء الفتيات كن فى غاية النشاط والادب ( وقد ترددت اشاعات حقيرة بان بعضهن يتحرش بالاعضاء وهذا افتراء ناتج عن نفوس مريضة ومعقدة) اما الجرسونات فقد استبقاهم النادى ولا زالوا يعملون الآن وهم بصراحة، على عكس الفتيات، يتميزون بالكسل والتراخى وكأنهم “وارثين” وليسوا فى حاجة الى مال..
اقول كل هذا لانى آليت على نفسى الا انتخب الشخص الذى اتخذ هذا القرار الظالم من 4 سنوات.. واتمنى ان تكون لديه الشجاعة ليعترف بانه هو الذى يتحمل هذا القرار ويعرض لنا اسبابه لان الموضوع شابه تعتيم تام وتكتم غير مفهوم.. اكرر : لن انتخب اى شخص وافق على هذا القرار وتسبب فى “قطع عيش” نحو 10 فتيات كان معظمهن يعول اسرا ويعلم الله حالهم اليوم ومدى الضرر المادى والمعنوى الذى وقع عليهن..
اعلم ان حقوق الناس ليست لها اولوية فى ثقافتنا الحالية ولا نعيرها اهتماما كبيرا.. لكنى اردت اثارة هذه الموضوع الذى طويت صفحته من 4 سنوات ولم يكترث به احد.. واتمنى ان اجد قلوبا رحيمة تقيم وزنا للعدالة والقانون لتتم محاسبة متخذ هذا القرار المجحف من 4 سنوات ولم يحاسبه احد كما يحدث فى حالات كثيرة جدا جدا للاسف الشديد..

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version