انقضى اليوم الرابع في محبسي:…


انقضى اليوم الرابع في محبسي:
قدم مكسورة، وجبس كئيب.
أنفق الوقت في كتابة النصوص.

إليكم هذا النص عن الأنبياء والحرب.
ــــ

سينتهي هذا العالم عمّا قريب
السماء ستقع على وفد من الحجيج
عند تخوم الحجاز
البحر سيلتهب تحت سفينة تحمل الطحين
الكواكب ستتناثر واحداً تلو الآخر
كل كوكب سيضرب قرية من قرى العرب
[لماذا العرب؟لماذا قرى العرب؟]

سينتهي هذا العالم وسترثه الحروب
سيأتي الله بأناس جدد، ستعلمهم الحرب كل شيء
الله يجيء بالناس، الحرب تعلمهم
لا مزيد من الكتب ولا المرسلين
ستعلمهم الأسماء، الخنادق،واليقين.

آه من اليقين الذي تعلمه الحرب لرجالها
آه منه، كم هو رائع وجبّار
حتى الله يجد رجاله الأفضل في الحروب
آه لو أن الأنبياء كتبوا قصائد، ولو عن الأطلال
آه لو أنهم ذهبوا بالنساء خلسة إلى البر
آه لو أنهم جمعوا الحطب من كتب اليهود
وبنوا خياماً عند البحر
لو أنهم فعلوا ذلك لأبصروا كل شيء، كل شيء.

سينتهي هذا العالم وسيقوم من جديد،
ستعيد الحرب بناءه
ستصنعه هذه المرة من الحديد والعظام والصحف
ليدوم إلى الأبد.
وإن سقطت السماء مستقبلاً على كوكبة من الحجيج
أو اشتعل البحر في سفينة تحمل الدقيق
فإن لا شيء سيتغير
لا شيء على الإطلاق.

أحسن الله صنعاً إذ كف عن بعث الرسل
كانوا يقلبون القرى عاليها سافلها،
يرسلون الطوفان والضفادع إلى وديان الناس،
يشقّون القمر إلى نصفين ويفزعون الأولاد
كانوا يحوّلون العصي إلى ثعابين،
والأنهار إلى نبيذ بلون الدم.
آه من لون الدم، وآه أكثر من النبيذ.

فعلوا أكثر من ذلك
كانوا يقفون على المقابر ويزمجرون:
هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقّاً؟

آه أيها الموتى، يا من تسمعون ذلك النداء
إن قلبي معكم.

إما الحرب وإما النبي،
في الماضي جاء بعض الأنبياء بالحرب،
ولكنها كانت حرب أنبياء
حرب غاية في الخفّة
تشبه قصيدة نثر غارقة في السجع والجناس.
وكان الأنبياء يربحون الحروب
لأن ما من أحد كان يراها حرباً تستحق العناء.
أما الآن فإنها حرب.
حرب سترث العالم الجديد
وذلك أفضل من بقائه على ما هو عليه.

—–
م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version