“القيصر الروسي”
رؤية خاصة
(بوتين) الداهية الروسي الذي بدأ الظهور مع انهيار الإتحاد السوفييتي، بداية شهدت تفردا أمريكيا كقطب أوحد على الساحة الدولية في ظل تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لروسيا الإتحادية (الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي المنحل).
استطاع هذا الداهية تدريجيا أن يحقق ازدهارا اقتصاديا ليرتفع طموحه السياسي معيدا الإمبراطورية الروسية الي الخريطة العالمية السياسية، في ظل التراجع الأمريكي بعد أن ملّت الحروب وسحبها قواتها من مناطق الصراعات المختلفة.
استطاع أن يواجه التدخلات الغربية الدافعة لثورات جورجيا وأوكرانيا وتبني الفكر الغربي بغزو سريع لجورجيا وآخر في شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا وضمها اليه، وبالمثل قام بدعم نظام بشار في سوريا في مواجهة المتشددين المعروف دعمهم بواسطة أمريكا والغرب.
اليوم يهدد بغزو أوكرانيا الساعية للانضمام لحلف شمال الأطلنطي رافضا ذلك بما يتضمنه من نشر الأسلحة في أوكرانيا وعلى رأسها الصواريخ متوسطة المدي معتبرا ذلك تهديدا صريحا للأمن الروسي.
يعتمد بوتين الي حد كبير على الانفصاليين في الشرق الاوكراني فيما يسمي بجمهوريتي دونباس التي اعلنتا انفصالهما من طرف واحد عن أوكرانيا، وكذا على شبه جزيرة القرم وبالتعاون مع بيلاروسيا فيما يشبه الحصار، ومع بداية الغزو ستواجهه أوكرانيا منفردة، ولا قبل لها بذلك رغم الدعم العسكري المحدود الذي تلقته من الغرب.
لم يتفق الناتو حتى الآن على موقف موحد خاصة فرنسا والمانيا بالنظر للمصالح المشتركة مع روسيا تحديدا فيما يتعلق بإمدادات الغاز، وإن اتفقوا على رفض الحرب وتوقيع العقوبات على روسيا وهي ليست ذات قيمة حقيقية.
ولهذا فمن المتوقع أن يستمر الضغط الروسي المدعوم صينيا، سواء بالتهديد أو ببدء الغزو الفعلي على مراحل تتصاعد طبقا للتجاوب الغربي مع مطالب الرئيس الروسي وتحقيق التسوية.
ينتظر في حالة بدء الغزو الاستخدام الموسع للهجمات السيبرانية ليضرب من خلالها القيادة والسيطرة والطاقة والمؤسسات المالية لشل البلاد، مع استخدام سلاح الجو والصواريخ المتوسطة المدى.
من الوارد استمرار العمليات العسكرية وصولا الي مرحلة السيطرة الشاملة على أوكرانيا، وهو هدف باهظ التكاليف بالنسبة لروسيا، ولهذا فالمتوقع هو اتمام العملية – إذا بدأت – على مراحل زمنية متباعدة، ويؤكد ذلك ظروف الطقس في المنطقة، ومن الوارد جدا عدم بدء العمليات في حالة تكثيف الجهود السياسية والدخول في تسوية تحقق لروسيا الحصول على الضمانات المطلوبة، وهو الهدف السياسي للقيصر الروسي.
#بالعقل_والهداوة
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
