كتّاب

الدين والسياسة…


الدين والسياسة
هوامش علي حوار الدكتور الخشت وفضيلة الشيخ الطيب
لم أشأ أن أعلق علي الحوار يومها.. فقد كانت الديماجوجيا سيدة الموقف
والشئ اللافت أن الحوار كان عاما.. وأقرب إلي تسجيل الموقف منه للسعي لحل مشكلات ماثلة
فلم نعرف ماهي تلك أحاديث الآحاد التي يريدنا الخشت أن نتجاوزها .. كما لم نعرف ماهو ذلك التراث الذي يريدنا الشيخ أن نعض عليه بالنواجذ
ومع هذا فقد ورد في كلام الشيخ الطيب من المغالطات ما يستحق الرد…. وسنقدم هذا الرد علي ثلاث أجزاء
1 _ 3
في إطار إشارته إلي جناية التراث علي المسلمين اعتبر الخشت أن الفتنة الكبري كانت نتيجة لما يراه كل فريق تمسك بصحيح الدين..
فرد الطيب: أن خلافهم لم يكن من الدين في شئ ..وانما هو فعل السياسة..مثل الحروب الصليبية ومثل سيطرة الصهاينة علي فلسطين .. متصورا انه قد حسم القضية لصالحه .. فالخشت يتحدث سياسة أما فضيلته فهو يتمسك بأهداب الدين الصحيح
وهكذا فات فضيلة الشيخ أن هذا بالضبط مايحذر منه أصحاب دعوة فصل الدين عن السياسة ..فالدين بعد وفاة الرسول وانقطاع خبر السماء لم يحكم مطلقا في أي زمن وفى أي مكان وانما هي المصالح والمطامع السياسية التي تلبس ثوب الدين
ومنذ الساعات الأولي لوفاة الرسول “ص”.. لم يكن اصطحاب عمر لرفيقيه أبو بكر وأبو عبيدة دون سواهما من كبار الصحابة..ليدرك الأنصار في السقيفة..بينما دم الرسول لم يبرد بعد مبنيا علي آيات كريمة أو أحاديث شريفة.. إلا عمل من أعمال السياسة .. كما لم يكن استخلاف أبو بكر لعمر دون سواه..ولا تعيين عمر لستة “اهل الشورى” إلا سياسة في سياسة..ولم تكن الدولة الأموية ولا العباسية إلا سياسة..
ولو تجاوزنا الزمن إلي الأزهر نفسه فهو مؤسسة سياسية تماما وليست من الدين في شئ فهو أيضا لم يؤسس علي آيات كريمات ولا أحاديث شريفة.. وإنما طلب تأسيسه 969م رأس السلطة السياسية “المعز لدين الله” الفاطمي من قائده الفاتح جوهر الصقلي..ليكون معهدا للدعوة الفاطمية الشيعية .. وحوله من الشيعية إلي السنية1171م رأس السلطة السياسية زمن الأيوبيين صلاح الدين..وأنشأ مشيخته رأس السلطة السياسية العثمانية 1671م..وكان أول شيوخه “الخراشي” .ووضع أول قوانينه الخديو اسماعيل 1873م..وراحت قوانين الأزهر التي تحدد وظيفته وهياكله تتري حتي قانونه الأخير103 لسنة 1960 وتعديلاته ..وطبعا كلها قوانين سياسية وضعية تنطلق من دستور وضعي سياسي ..وبالتالي فلأمر كله سياسة في سياسة ومنصب الطيب سياسي ووظيفته سياسية..
فلنعد إلي الحق ونعترف أنه ليس من حق أحد أن يتحدث باسم الدين الحنيف.. وإنما نحن جميعا نتحدث من مواقع سياسية..وندافع عن مصالح سياسية..ليست من الدين في شئ
….. يسعد أوقاتكم

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى